وسائل الإعلام تتنافس على نوعية الترجمة الإعلامية
نظم قسم الترجمة بكلية الآداب واللغات بجامعة الوادي ندوة علمية نوعية حول الترجمة الصحفية قدم خلالها القى المترجم العالمي العراقي الأصل والأوزبكي الجنسية ومدير العلاقات الخارجية بجامعة أوباكستان الحكومية للغات العالمية الدكتور أحمد جاسم الزبيدي محاضرة متميزة بعنوان “السمات اللغوية لترجمة النصوص الإعلامية من اللغة الأوزبكية إلى العربية”.
وجاءت استضافة المترجم الأوزبكي لالقاء مداخلته في إطار تفعيل اتفاقية التوأمة بين الجامعتين وتعزيز التبادل العلمي والمعرفي بين المؤسسات الأكاديمية وإثراء معارف طلبة قسم الترجمة الذين يدرسون ثلاث لغات هي الإنجليزية والفرنسية والروسية وكذلك بمناسبة استقبال الجامعة لوفد طلابي أوزبكي قوامه 18 طالبا جاؤوا لتعلم لغة الضاد وعلومها. تحدث الدكتور الزبيدي -وهو أيضا أستاذ الإعلام والترجمة بالجامعة الأوزبكية- في مداخلته أمام الطلبة والأساتذة عن تصنيفات مجال الترجمة الإعلامية، مشيرًا إلى أهميتها ودورها في زيادة مستوى المنافسة بين المنصات الإعلامية المختلفة في دول العالم. وأكد أن من مميزات المترجم الإعلامي وجوب امتلاكه معرفة متعمقة باللغة التي يترجم منها الأخبار، والإلمام بثقافة البلد الناطق بتلك اللغة، والاطلاع الدائم على المحتوى الإخباري وما يدور من أحداث في العالم، والتمتع بالحس الصحفي، والقدرة على العمل تحت ضغوطات العمل المختلفة. كما تطرق الدكتور الزبيدي إلى التحديات التي يواجهها المترجم الإعلامي، مثل تعدد اللغات المترجم منها أو إليها، وضرورة دراية المترجمين بثقافات اللغات التي يترجمون منها أو إليها. وأشار إلى أن هذه التحديات تتطلب من المترجم الإعلامي أن يكون ملما بالمجال الإعلامي ومتطلبات الترجمة الصحفية لضمان جودة النصوص. وفي سياق متصل، شدد الدكتور الزبيدي على وجوب مراعاة السمات اللغوية والثقافية في الترجمة، مثل الدقة في اختيار المصطلحات وتبسيطها للمتلقي، والحيادية في نقل المعلومات، والتكيف الثقافي، والوضوح والبساطة في النص الإعلامي. وأكد أن هذه السمات تعتبر أساسية لضمان نقل المعنى بدقة ووضوح في الترجمة الإعلامية حتى تكون هذه المصطلحات مناسبة للسياق الإعلامي والثقافي للغة الهدف، مع مراعاة الفروق الثقافية بين اللغتين الأوزبكية والعربية. كما أشار الدكتور الزبيدي إلى أهمية الحيادية في الترجمة الإعلامية، حيث تتطلب -كما قال- نقل المعلومات دون تحريف أو إضافة آراء شخصية، خاصة في المواضيع الحساسة مثل قضايا السياسة والدين. واعتبر أن التكيف الثقافي يعد من السمات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها المترجم الإعلامي، حيث يجب أن يتوفر على معرفة بالثقافة العربية والأجنبية لتقديم النصوص بطريقة تتناسب مع الجمهور المستهدف. وفي ختام الندوة، أثنى الحاضرون على الدكتور الزبيدي لما قدمه من معلومات قيمة حول الترجمة الإعلامية، وأكدوا على أهمية هذه الندوة في تعزيز المعرفة والمهارات لدى طلبة قسم الترجمة. يذكر أن الدكتور أحمد جاسم الزبيدي من كبار المتخصصين في الترجمة في جمهورية أوزباكستان، وقد نشر العديد من المؤلفات في هذا المجال، منها كتابه المشهور “هل أنا مترجم؟”. وتأتي هذه الندوة في إطار استقبال جامعة الوادي للدفعة الثالثة من الطلبة الأوزبك الذين أرسلتهم جامعتهم لتعلم اللغة العربية وعلومها في الجزائر. وقد خصصت كلية الآداب واللغات طاقما بيداغوجيا من الأساتذة الخبراء في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها لمساعدة الطلبة الأوزبك في إتقان اللغة العربية والترجمة من العربية إلى لغتهم والعكس حيث سيشغلون بعد تخرجهم وظائف في مختلف المؤسسات الحكومية التي تستخدم اللغة العربية في عملها.