“جريدة الجديد” تكشف المستور

القمار الإلكتروني Xbet 1 بالوادي ..أحلام الثراء السريع تنقلب إلى كابوس

*شهادات مؤلمة عن فخ المراهنات الإلكترونية

* نداءات للتحرك العاجل قبل فوات الأوان 

سلّطت جريدة “الجديد اليومي” الضوء على ظاهرة القمار الإلكتروني، المعروفة بمنصة 1xbet، والتي بدأت تنتشر بشكل ملحوظ بين شباب ولاية الوادي. حيث تُغري هذه المنصة المستخدمين في البداية بتقديم تجارب مجانية لجذبهم، ثم تأخذهم تدريجيا إلى دوامة من الرهانات المالية الكبيرة، التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى خسائر فادحة.

القمار الإلكتروني ..الكازينو الجديد

تحول القمار الإلكتروني في السنوات الأخيرة إلى وسيلة إغراء مغلفة بالتكنولوجيا، حيث تقدم مواقع وتطبيقات ألعاب المقامرة عبر الإنترنت وعودا بالثراء السريع، لكنها في الواقع تُغرق الشباب في دوامة من الديون والإدمان. حيث تستقطب الشباب بفضل واجهاتها الجذابة وعروضها المغرية التي تقدم بداية مجانية ثم تنقلهم إلى عالمٍ من الرهانات المالية الكبيرة.

ادفع 50 مليون تربح “الدوبل”

تابعت جريدة “الجديد اليومي” في تعليق مثير للجدل على إحدى صفحات الفيسبوك، أين أعرب أحد الأشخاص عن تجربته مع أسلوب جديد من القمار الإلكتروني يتم الترويج له بكثافة على المنصات الاجتماعية. وأوضح المعلق أنه طُلب منه دفع مبلغ 5000 دينار جزائري (المعروف محليا بـ”خمسمياتلف”) مقابل توقع نتيجة مباراة رياضية. وأكد أن القائمين على هذا النشاط يعدون المشاركين بمضاعفة المبلغ إذا كان التوقع صحيحا، أي الحصول على مليون دينار جزائري كربح محتمل.

شباب الوادي .. بين الطموح والهاوية

يرى مختصون أن ولايات الجنوب تعاني من ارتفاع نسب البطالة بين الشباب، مما يدفع الكثير منهم إلى البحث عن مصادر دخل إضافية بأي وسيلة ممكنة، ليجدوا أنفسهم في فخ القمار الإلكتروني. “بدأت اللعب بهدف التسلية، لكن سرعان ما أصبحت مدمنا وأهدر راتبي بالكامل”، يقول أحد الشباب من سكان الولاية، الذي فضل عدم ذكر اسمه.

وفي ظل نقص التوعية والمراقبة، يلجأ بعض الشباب إلى اقتراض الأموال أو حتى بيع ممتلكاتهم للاستمرار في هذه الألعاب، مما يفتح الباب أمام مشاكل اجتماعية وأسرية قد تكون كارثية.

شهادات من الواقع ..

وفي حديث مع أحد الشباب الذين وقعوا في فخ القمار الإلكتروني، قال: “بدأت الأمر كنوع من التحدي مع أصدقائي، لكن مع مرور الوقت أصبحت مدمنا، ولم أعد أستطيع التوقف.

خسرت كل ما أملك تقريبا، وأعيش الآن تحت ضغط نفسي كبير بسبب الديون التي تراكمت عليّ”.

من جهة أخرى، عبرت إحدى الأمهات عن قلقها الشديد من تأثير هذه الظاهرة على ابنها، قائلة: “اكتشفت مؤخرا أنه ينفق جزءا كبيرا من مصروفه على هذه الألعاب، وعندما واجهته أدركت مدى تعقيد المشكلة، فهو يشعر بأنه قد لا يستطيع الانسحاب بسهولة”.

صفحات فيسبوكية تتحدى “القمارجية”

تكاتفت أكبر الصفحات الجزائرية على منصات التواصل الاجتماعي في حملة جماعية تهدف إلى التصدي لمروجي القمار الإلكتروني، حيث أطلق نشطاء منذ أشهر حملة تحت وسم “أبلوكي التفاهة” مصحوبة بشعار “حنا طلعناهم وحنا نهبطوهم”، تستهدف المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي والمؤثرين المزيفين الذين يروجون لمحتوى سطحي يتنافى مع قيم المجتمع، ويؤدي إلى إفساد أخلاق الشباب وزعزعة القيم الأخلاقية.

رهان على الخسارة ..

أوضح “Smith” أن هذا النوع من القمار يساهم في إفساد الشباب، حيث ينغمسون في دوامة المراهنات، ليجدوا أنفسهم غارقين في الديون ومشاكل نفسية واجتماعية. كما أشار إلى أن بعض صناع المحتوى يتجاهلون القيم الأخلاقية والدينية مقابل تحقيق مكاسب مادية، دون اكتراث بتبعات هذا الترويج الذي قد يدمر مستقبل العديد من الشباب. دعوة للتوعية والتصدي أكد “Smith” في ختام منشوره على الفيس بوك أن القمار الإلكتروني يعتبر آفة اجتماعية واقتصادية تتطلب تكاتف الجهود لمكافحتها. ودعا الشباب إلى الحذر من الانجرار وراء الإغراءات المالية الزائفة التي تقدمها هذه الشركات، كما دعا المؤثرين وصناع المحتوى إلى تحمل مسؤوليتهم الأخلاقية وعدم الترويج لمثل هذه المنصات، مشيرا إلى ضرورة نشر الوعي بين الأفراد والمجتمع.

 دعوات إلى التحرك العاجل ..

أمام هذه الظاهرة المتفاقمة ..يدعو مختصون في علم الاجتماع والنفس إلى ضرورة تكثيف حملات التوعية بخطورة القمار الإلكتروني. كما يشددون على ضرورة تدخل السلطات لوضع قوانين صارمة تحظر هذه المواقع والتطبيقات.

وفي السياق ذاته، دعا إمام أحد مساجد بالولاية إلى تعزيز القيم الأخلاقية والدينية بين الشباب، مشيرا إلى أن القمار الإلكتروني هو “آفة تهدد أخلاق المجتمع واستقراره”. هذا وتحدث الشيخ عبد المالك بن مبروك الجزائري في وقت سابق عن شركة “وان إكسبت” الروسية، التي تعتبر من أبرز الداعمين للمراهنات والقمار على نتائج المباريات في أشهر المنافسات الكروية.

وأكد الشيخ أن هذه الممارسات تندرج ضمن الميسر المحرّم شرعا، مشددا على ضرورة الابتعاد عنها حفاظًا على النفس والمال.

كما دعا إلى الاعتدال في طلب الرزق والابتعاد عن الطرق المشبوهة، موضحا أن التوقعات التي تعتمد عليها هذه المراهنات ما هي إلا رجم بالغيب.

وأضاف أن هذه الممارسات تقوم على مبدأ “الغُرم والغُنم”، حيث يدفع الشخص أموالًا قد يخسرها بالكامل أو يربح أضعافا مضاعفة، مما يجعلها تقع تحت حكم القمار المحرم شرعا، بالإجماع استنادا إلى الكتاب والسنة.

آدم عكيشي

 

 

عن baher

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: