تمنراست على موعد لاحتضان الملتقى الوطني 17 لزاوية الشيخ مولاي الشريف الرقاني وإحياء ذكرى وفاة الأب الروحي الشيخ “سيدي محمد بن مولاي هاشم”
من المنتظر أن تحتضن زاوية مولاي الشريف الرقاني لتعليم القرآن الكريم بولاية تمنراست، وعلى مدار يومين من 24 إلى 25 فيفري أشغال الجلسات للطبعة السابعة عشر ملتقاها الوطني الموسوم بــ دروس المشكاة المحمدية.
ودأبت الزاوية على تنظيمها من كل سنة، انطلاقا من نشاطها الروحي والفكري والتربوي خدمة للأجيال وحمايتهم مما يحاك بهم من تداعيات فكرية وعقائدية، و إحياء لذكرى رحيل الأب الروحي للزاوية الشيخ سيدي “محمد بن هاشم رحمه الله”.
وفي ذات السياق، (تعتبر الزاوية وشيخها الأستاذ الشريف مولاي الرقاني، المعروف بأعماله الاجتماعية و انفتاحه الفكري والدور العلمي والثقافي والروحي بالإضافة إلى تحفيظ القرآن الكريم والسنة النبوية، ونشر القيم الإسلامية الموسومة بالوسطية والاعتدال، كما تسعى زاوية الشيخ مولاي الشريف الرقاني إلى دورها الفعال في المساهمة من أجل توفير الأمن الاجتماعي وترقية الشخصية الإسلامية الجزائرية، وتعزيز الآلفة والتعايش بالمحبة والسلام، كما تساهم في نبذ الكراهية والتطرف ومحاربة العنف بمختلف أشكاله وأنواعه. فضلا عن إقامتها لملتقيات وطنية ودولية، مما يؤهلها بكل جدارة أن تكون صمام أمان للمرجعية الدينية والأمن الروحي والاجتماعي في الجزائر).
وحسب منظم الملتقى وشيخ الزاوية الشيخ مولاي الشريف الرقاني لجريدة الجديد اليومي، فإن الملتقى تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، كما يحظى بتنسيق السلطات المحلية المدنية والأمنية والعسكرية ومشاركة نخبة من أساتذة جامعة تمنراست، في مناقشة عدة محاور غاية في الأهمية والمحتوى والمتعلقة بالاقتصاد الأسري ودوره في مكافحة الآفات الاجتماعية، وسبل الوقاية منها إلى محور آخر يتعلق بمقاربة دينية وتربوية واجتماعية وهذا بقاعة المحاضرات الكبرى بجامعة تمنراست وافتتاح دروس المشكاة المحمدية يوم 25 فيفري بعد صلاة العصر.
وفي معرض حديث الشيخ مولاي الشريف الرقاني، يضيف بأن الملتقى يهدف إلى التعرف على المخاطر التي تهدد منطقتنا في هويتها وأمنها واستقرارها وأخذ التدابير اللازمة، بغية التصدي للنماذج المنحرفة في التفكير والتدين والآفات الاجتماعية بمختلف أشكالها وانواعها، ومن خلالها تحقيق الاستقرار الروحي للمجتمع عبر تحقيق “الأمن الروحي” المجتمعي، والاطلاع على العوامل التي ساعدت في بناء المجتمع ماديا ومعنويا وهذا بغية بناء الدولة بأرقى تنظيم وصله الإنسان.
وأشار شيخ الزاوية الشيخ مولاي الشريف الرقاني من واجبنا كزاوية روحية لها بعد كبير وأتباع، وطلبة في البلاد التواتية والجنوب الجزائري الكبير، أن نكون صمام أمان لمجتمعنا ومحاربة هاته الآفات الاجتماعية التي تنتشر بشكلٍ كبير في المجتمعات، وتسبب تغيرًا كبيرًا في طباع الناس، إذ تسبب تراجعه وعدم تطوره، كما تسبب هذه الآفات الكثير من الفتن التي تنتشر بين الناس، وتجعل من أبناء المجتمع أشخاصًا لا يميزون بين الخير والشر، خاصة إذا اختلطت عليهم الأمور و انغمسوا في الكثير من الأفعال التي يظنونها صحيحة وهي خاطئة، وآفات المجتمع كثيرة ومتعددة وتختلف في خطورتها حسب تأثيرها على المجتمع، ومنها ما يسبب دمارًا كبيرًا يهدم الأسر والأفراد، ويسبب الوقوع في الكثير من المشاكل الاجتماعية.
وأضاف الشيخ مولاي الشريف الرقاني أنه من واجبنا أيضا تقديم النصح والتوجيه الأمثل، إلى ضرورة الالتحام والدعاء وحماية الشباب والمجتمع، من مخاطر ما يحاك بهم وهذا تجسيد لروح الشعب وأخلاقه الاجتماعية وعاداته وتقاليده ودور الأمن الروحي والأخلاقي في وقاية من الفساد، وتبيان القيم الروحية والأخلاقية في ترسيخ التماسك والتضامن الاجتماعي وإسهام الفرد في تجسيد الأمن الأخلاقي الروحي في المجتمع.
وحسب الشيخ مولاي الشريف الرقاني أن معظم الآفات الاجتماعية التي تنخر المجتمع العربي سببها بلا شك هو البعد عن الله وضعف الوازع الديني، وهما من أبرز الأسباب التي جعلت من الآفات الاجتماعية ظاهرة منتشرة بين الناس، وهي ليست آفة واحدة وإنما آفات كثيرة، ومن أبرزها الكذب، وقول الزور، والغدر بالآخرين، إضافة إلى السرقة، والنصب، والاحتيال، والغيبة، والنميمة، فهذه كلها جزءٌ من الآفات الاجتماعية التي تهدم البيوت، وتجعل الناس يكرهون بعضهم بعضًا، وتوقع بينهم.
وهاته تحديدا الآفات الاجتماعية التي نحتاج إلى الوقوف عندها وإيجاد حل جذري لها وهي تلك الآفات التي يكون تأثيرها جسديًا ونفسيًا واقتصاديًا، ومن الممكن أن تسبب إنهاء حياة الفرد، كـــ التدخين والمخدرات والمؤثرات العقلية بمختلف أشكالها وأنواعها، حيث أصبحت هذه الظاهرة الخطيرة تهدد أمن المجتمعات واستقرارها، كما أنها تلقي بالأفراد على حافة الهاوية.