بعد ايام قليلة من انتخاب حكومة ليبية جديدة لادارة المرحلة القادمة والتمهيد لانتخابات من المزمع عقدها اواخر ديسمبر من العام الجاري،تتصاعد وتيرة التحركات على اكثر من جبهة لتسهيل تسليم السلطة للحكومة الجديدة وتيسير عملها حيث تمثل فرصة حقيقية بحسب الكثيرين لانهاء الصراع المتواصل في البلاد واعادتها الى وضعها الطبيعي.
الى ذلك،يشهد شرق ليبيا زيارات من شخصيات سياسية ليبية واممية متعددة لبحث المرحلة القادمة ودور الحكومة الجديدة.وفي هذا السياق،أعلن نائب رئيس المجلس الراسي بحكومة الوفاق أحمد معيتيق أنه التقى رئيس مجلس النواب عقيلة صالح في إطار العمل على إقرار ميزانية موحدة وإنهاء حالة الانقسام المالي للدولة.
ووصل نائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق، السبت، إلى مطار الأبرق في مدينة البيضاء، شرقي ليبيا،رفقة وزير المالية في حكومة الوفاق فرج بومطاري، للمشاركة في إقرار ميزانية موحدة.وأضاف معيتيق في تدوينة له بموقع “فيسبوك” أن هذه الخطوة تعتبر مهمة في تمهيد الطريق للحكومة المقبلة لاستلام مهامها بميزانية موحدة ومؤسسات موحدة.
وكانت مالية الوفاق أعلنت قبل أيام أن اللجنة المالية المشتركة باشرت عبر تطبيق “زوم” اجتماعاتها لمناقشة آليات ومعايير إعداد الميزانية الموحدة وفقا لقواعد ومبادئ إعداد الميزانية العامة، وذلك تنفيذا لما تم الاتفاق عليه بمدينة البريقة.
وشهدت مدينة البريقة، التي تمثل جزءاً من المنطقة الساحلية المعروفة باسم الهلال النفطي، الشهر الماضي، اجتماعا بين وزيري المالية بالحكومتين شرقا وغربا، مع محافظ المصرف المركزي في بنغازي وممثل عن البنك المركزي في طرابلس وممثل عن وزارة التخطيط وعدد من المسؤولين في الحكومتين لمناقشة سبل توحيد الميزانية العامة للدولة.
وأعلنت البعثة الأممية في ليبيا، اتفاق الأطراف الليبية على ميزانية وطنية موحدة لشهرين، للمرة الأولى منذ 2014، وعلى العمل على معالجة الأزمة المصرفية.وأكدت البعثة الأممية أن توحيد الميزانية جاء في أعقاب قرار مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي في 1 فبراير/شباط الجاري بتخصيص قرض حسن للمصارف التجارية الليبية من أجل تقليل تراكم الصكوك غير المحصلة، بالإضافة إلى التوحيد الأخير لسعر صرف العملة الوطنية وإعادة تفعيل مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي والتقدم المحرز في المراجعة المالية لمصرف ليبيا المركزي والمؤسسة الليبية للاستثمار، عناصر حيوية للإصلاحات اللازمة لتنظيم إدارة عائدات النفط الليبي.
وقبل زيارة معيتيق،وصل وصل رئيس الحكومة الليبية الجديدة، عبدالحميد دبيبة،الجمعة، إلى طبرق شرق ليبيا، قادما من مصر، بعد زيارة اجتمع فيها مع الرئيس المصري وعدد من المسؤولين في الحكومة المصرية والمخابرات العامة.وكتب حساب الدبيبة على فيسبوك، أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية سيتوجه من طبرق إلى مدينة بنغازي؛ “من أجل المصالحة الوطنية ومصلحة المواطن.
والتقى الدبيبة، رئيس مجلس النواب عقيلة صالح والنائب الثاني لرئيس مجلس النواب أحميد حومة،كما عقد رئيس الحكومة الجديدة عددا من اللقاءات مع أعضاء مجلس النواب من كافة مناطق ليبيا شرقاً وغرباً وجنوباً، بالإضافة إلى عدد من المشايخ والأعيان وعمداء البلديات بالمنطقة.وتركزت اللقاءات حول تطورات الأوضاع في البلاد وكذلك تشكيل الحكومة الجديدة،وفق ما اكده المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب عبدالله بليحق.
وبالتزامن مع زيارة الدبيبة،وصل المبعوث الخاص ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا يان كوبيش، الجمعة، إلى بنغازي، حيث أجرى مباحثات مع المشير خليفة حفتر، وأعضاء في اللجنة العسكرية المشتركة.وبحسب بيان للبعثة الأممية، اتفق كوبيش وحفتر على أهمية التزام جميع الأطراف في ليبيا بإجراء الانتخابات الوطنية في 24 كانون الأول ديسمبر 2021 وتسهيل إجرائها.
وأشار البيان إلى أن مباحثات الطرفين ركزت على سبل الإسراع في التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 23 تشرين الأول أكتوبر 2020، بما في ذلك انسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة وتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية، كما تمت مناقشة سبل تسريع فتح الطريق الساحلي..
وأكد المبعوث الأممي إلى ليبيا،على أهمية دور القوات المسلحة في مساعدة السلطة الجديدة على قيادة أزمات البلاد والوصول بها إلى الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة،مشيدا بجهود اللجنة العسكرية الليبية المشتركة المعروفة بلجنة “5 + 5” في تسهيل الحوار الليبي.فيما أكد حفتر ضرورة متابعة تنفيذ كامل بنود الإتفاق السياسي حتى تصل البلاد إلى مرحلة استقرار دائم.
واجرى المبعوث الاممي لقاءا مع رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة،لبحث منهجية تشكيل الحكومة وعملها عقب منحها الثقة.وقال الدبيبة، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر، إنه التقى كوبيش وعددا من كبار المسؤولين في البعثة، لمناقشة أهمية المضي قدما في خارطة الطريق، وكذلك المنهجية المتبعة في تشكيل الحكومة وعملها بعد الاعتماد.
وقبل ذلك،التقي المبعوث الاممي مع رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا محمد المنفي،بحضور الأمين العام المساعد منسق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ريزدون زينينغا، ومساعدة الأمين العام منسقة الشؤون الإنسانية جورجيت غانيون، وعضو المجلس الرئاسي المكلف عبدالله اللافي، حيث تم بحث سبل الإسراع في تنفيذ خارطة الطريق التي وضعها ملتقى الحوار السياسي.
كما التقى كوبيش وزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني صلاح الدين النمروش، وكبار المسؤولين في الوزارة.وفي لقاء آخر، بحث كوبيش مع رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الدكتور عماد السايح، الاستعدادات للانتخابات الوطنية المقبلة في ديسمبر 2021.كما اجتمع كوبيش الخميس مع مجموعة كبيرة من أعضاء مجلس النواب في طرابلس لتبادل وجهات النظر حول سبل المضي قدماً، لاسيما في ما يتعلق بعقد جلسة رسمية لمجلس النواب في أقرب وقت ممكن.
وفي سياق متصل،التقي رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، السبت، في العاصمة طرابلس، السفير الإيطالي لدى ليبيا جوزيبي بوتشينو،حيث ناقش الطرفان العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، الذي ينعكس إيجابا على أمن المنطقة العربية والأوروبية.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي،أن المنفي اكد ان الحكومة المقبلة ستكون واحدة لكل الليبيين بدون إقصاء أو تهميش.من جانبه، هنأ السفير جوزيبي بوتشينو رئيس المجلس على توليه المنصب، مؤكدا أن إيطاليا ستكون دائما إلى جانب الشعب الليبي للوصول إلى الاستقرار.
وشكل انتخاب حكومة ليبية جديدة انفراجة كبيرة في المشهد الليبي ومؤشرا على امكانية انهاء سنوات من الصراعات والحروب والأزمات على جميع الأصعدة في ليبيا.ويرى مراقبون ان الليبيين امام فرصة حقيقية لاستعادة بلادهم وانهاء المعاناة.ويشير هؤلاء الى أن الدعم المحلي والدولي الواسع للعملية السياسية في ليبيا يمثل مصدر تفاؤل بقرب انتهاء الأزمة وعودة البلاد الى وضعها الطبيعي.
عبدالباسط غبارة – بوابة إفريقيا الإخبارية