تتالت ردود الفعل الإقليمية والدولية إزاء اختيار منتدى الحوار السياسي الليبي سلطة جديدة لقيادة البلاد، فيما تعهدت القوى الغربية بفرض احترام الاتفاق ومعاقبة منتهكيه.
إذ رحبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالاتفاق الذي توصل إليه منتدى الحوار السياسي الليبي بشأن سلطة تنفيذية ليبية مؤقتة وموحدة لقيادة البلاد.
ودعا بيان أميركي أوروبي مشترك جميع السلطات والجهات الليبية الفاعلة إلى ضمان تسليم سلس وبنّاء للسلطة إلى السلطة التنفيذية الجديدة. كما شدد البيان على أن الحكومة المؤقتة الجديدة -التي سيقترحها رئيس الوزراء المكلف- يجب أن تكون شاملة وتسمح بتمثيل جميع الليبيين.
وأكدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي استعدادهما لمحاسبة كل من يهدد الاستقرار أو يقوض العملية السياسية في ليبيا.
من جانبه، طلب مجلس الأمن الدولي من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نشر فريق أممي في ليبيا على وجه السرعة بهدف إرساء الأساس لآلية مراقبة وقف إطلاق النار في البلاد.
وتقول الأمم المتحدة إنها ستوكل إلى المجلس الانتقالي مهمة “إعادة توحيد مؤسسات الدولة وضمان الأمن” حتى الانتخابات المقبلة.
وفي نيويورك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “أعتقد أن ذلك يمثل اختراقا”، مضيفا أنها “أخبار جيدة جدا في بحثنا عن السلام” بعد اتفاق لوقف إطلاق النار.
وانضمت حكومات ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا إلى الولايات المتحدة في الترحيب بالحكومة الانتقالية الليبية الجديدة، لكنها حذرت من أن الطريق “لا يزال طويلا”.
بدورها، تمنت وزارة الخارجية الروسية للفريق الجديد “حل جميع القضايا الصعبة في الفترة الانتقالية بنجاح”، ومن بينها تنظيم استفتاء على الدستور وانتخابات عامة.
وفي السعودية، رحبت وزارة الخارجية -في بيان- بنتائج التصويت على تشكيل السلطة، معربة عن تطلعها لتحقق الأمن والاستقرار في ليبيا.
كما رحبت الخارجية الكويتية في بيان لها بتشكيل السلطة التنفيذية الليبية المؤقتة.
وأعربت عن أملها أن يحقق هذا الإنجاز تطلعات الشعب الليبي في الأمن والاستقرار.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية المصرية -في بيان- إن القاهرة ترحب بنتائج تصويت الملتقى، داعية الليبيين إلى الاستمرار في إعلاء المصلحة العليا لبلاده.
كذلك، رحبت الخارجية الإماراتية بتشكيل السلطة التنفيذية الليبية الجديدة، مؤكدة -في بيان- تعاونها الكامل مع السلطة الجديدة.
بدورها رحبت مملكة البحرين بما أعلنته بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا من انتخاب ممثلي السلطة التنفيذية المؤقتة بدولة ليبيا.
وأكدت وزارة الخارجية البحرينية، في بيان لها، أهمية الخطوة في إرساء الأمن والاستقرار في ليبيا، وتحقيق تطلعات شعبها الشقيق للسلم والتنمية والازدهار.
وثمنت الجهود الموفقة التي قامت بها الأمم المتحدة للتوصل إلى هذا الاتفاق، داعية كافة مكونات المجتمع الليبي إلى السير على نهج السلام وتغليب الصالح الوطني،وجددت موقف المنامة الداعم لدولة ليبيا بما يحفظ سيادتها وأمنها واستقرارها.
كما رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف بـ”اتفاق الأشقاء في ليبيا على اختيار السلطة التنفيذية الجديدة المتمثلة بالمجلس الرئاسي ورئيس الوزراء”.
وأعرب عن أهمية هذه الخطوة للوصول إلى الحل الدائم والشامل بما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية في ليبيا، ويلبي تطلعات وطموح الشعب الليبي.
وأشاد بجهود بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا بهذا الاتفاق، متمنياً أن يعم الأمن والسلام كافة أنحاء ليبيا ويعزز وحدتها الوطنية.
على المستوى الداخلي أعرب المجلس الرئاسي الحالي عن ترحيبه بالسلطة الجديدة، راجيًا أن تتوفر الظروف الملائمة لعملها ونجاحها في إجراء الانتخابات بموعدها المقرر. وبدوره رحب المجلس الأعلى للدولة، بالسلطة الجديدة، داعيًا إياها إلى “تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقها والتعلم من أخطاء سابقتها”.
فضلا عن ذلك رحّب أعضاء القائمة الرابعة التي تنافست مع القائمة الفائزة بنتائج التصويت، حيث هنّأ فتحي باشاغا المرشح عن القائمة الرابعة لرئاسة الحكومة القائمة الفائزة، معتبرا أن ليبيا عاشت اليوم يوما ديمقراطيا بامتياز”، قائلا في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر بأنه يتمنى للقائمة الفائزة التوفيق والسداد لما فيه خير البلاد و العباد.
وبدوره هنأ عقيلة صالح المرشح عن القائمة الرابعة لرئاسة المجلس الرئاسي أعضاء السلطة الجديدة، وأعرب عن تمنّيه لهم بــ”التوفيق من أجل إخراج ليبيا من أزمتها حتى الوصول إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المُحدد”، بحسب بيان منسوب له.
بينما يرى مراقبون أن أن 10 أشهر لن تكفي لحلحلة وتنفيذ بنود تعهداتها، وأن الأمر يتوقف على التزام الأمم المتحدة بالوصاية على هذه الحكومة، ودعمها في مواجهة المليشيات التي تعد التحدي والتهديد الأكبر.
فضلا عن أن الوصول إلى الانتخابات سيواجه تحديا صعبا من المليشيات الرافضة للعملية السياسية منذ البداية، وكذلك الدعم المادي لمفوضية الانتخابات، خاصة في ظل وجود فجوة اقتصادية وديموغرافية وجغرافية كبيرة جدا.
رامي التلغ/بوابة افريقيا