انتقل الى رحمة الله يوم أمس الداعية الشيخ الفاضل الأستاذ صالح بن الطالب عمر اسماوي، احد مشايخ وأعيان مدينة العطف بغرداية ،عن عمر ناهز 91 سنة.
الفقيد عضو حلقة العزابة بقصر العطف، وعضو مجلس عمي سعيد، من المصلحين الغيورين في غرداية كان محبا للعمل الاجتماعي والخيري والجمعوي ويحفز الشباب عليه ومقبلا على مكارم الأخلاق متواضعا بشوشا مبتسما ذو قلب سليم يحب الجميع، مربي الاجيال أبو الجميع خاصة المساكين والأرامل والأيتام .
وأفنى عمر في التعليم في مزاب وفي الجزائر العاصمة وفي البحث والتأليف و في إصلاح ذات البين والدفاع عن المظلومين والمساكين وتنوير القلوب داخل المساجد وخارج المساجد في سبيل الله داخل وخارج البلد البشوش والمتوكل بالله والذاكر لله في جميع أحيانه والكريم لضيفه سبل نفسه للعلم والمعرفه،
وحسب ترجمة تلميذه الشيخ الهادي الحسني :” الأستاذ صالح من مواليد 1930 في بلدة العطف.. ومات والده وهو صغير، ولكنه غرس فيه بذرة الخير، التي صادفت نفسا خيّرة، فأنبتت نباتا طيبا.فقد نشّأه أبوه على الإسلام الصحيح، وقوّم لسانه بالقرآن الكريم، ولهذا لم تؤثر فيه المدرسة الفرنسية التي سماها الشعب الجزائري “مدرسة الشيطان”، كما ذكر المؤرخ الفرنسي قي بيرفيللي في كتابه “الطلبة الجزائريون في الجامعة الفرنسية 1882-1962) وأتم تعليمه الثانوي في معهد الحياة بمدينة القرارة، وفي تونس. وقد نشط الشاب اسماوي في الكشافة الإسلامية الجزائرية، وفي الاتجاه العام للطلبة المسلمين الجزائريين ضمن جبهة التحرير التي أعطاها الشعب الجزائري آنذاك عهدا، في سنة 1959 أرسلته الحكومة المؤقتة إلى العراق، فتخرج في دار المعلمين العالية، حيث درس التاريخ، مع فجر استعادة الاستقلال عاد إلى الجزائر ليساهم في معركة “الجهاد العلمي”، تدريسا، وتأليفا، وتصحيحا لكتب التاريخ والجغرافيا.
ويضيف الشيخ الحسني:” والأستاذ اسماوي متعدد النشاط، فهو محاضر في المجالس، وواعظ في المساجد، وهو عضو في الهيآت الإباضية الأمّارة بالمعروف والنّهّاءة عن المنكر، كحلقة العزابة، ومجلس أمّي سعيد… وللأستاذ اسماوي إنتاج علمي قليل، ولكن قليله لا يقال له قليل، ولم ينشر منه – فيما أعلم – إلا رسالته القيّمة التي حصل بها على شهادة الماجستير، وهي تحت عنوان “العزابة ودورهم في المجتمع الإباضي بميزاب”. وهي في ثلاثة أجزاء، تجاوز عدد صفحاتها الألف ومائتي صفحة.. من غير المصادر والمراجع والفهارس. (100ص).
رحمه الله كان قدوة في طلب العلم حيث تحصل على الماجيستر وعمره 70 سنه وكان من رواد مكتبة نزهة الالباب كان صديقا وفيا للوالد مصطفى رمضان رحمه الله ومشجعا دائما لنا في مواصلة مسيرة نشر الكتاب.إنا لله وانا اليه راجعون
عماره بن عبد الله