الكاتبة الجزائرية الشابة أسماء رمرام للجديد :

أكتب، لألملم ما تبعثر من أشلاء ذاتي، أكتب لأجدد علاقتي بالأشياء، والأدب رسالة،

يترجم إحساسا، يوصل فكرة

 

كاتبة شابة مبدعة لها من الإمكانيات و الموهبة ما مكنها من التميز و خوض تجربة في مجال الحرف والكلمة ، وقد تميزت بأسلوبها وعملها المتقن ، وهي تتدرج في سماء الادب والكلمة ، و لها من الإرادة ما جعلها تخط طريقها الى عالم الكتابة ، عشقت المطالعة منذ صغرها ، ما مكنها من الثراء اللغوي ، ومنه تهيأت لخوض غمار الكتابة ، اما أبناء جيلها فهم معجبون بما تقدمه في مختلف الكتابات ، ولها شهرة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، و قد فتحت قلها لجريدة الجديد في هذا الحوار للتعرف عليها اكثر .

-كيف تعرفين نفسك للقراء؟

-أشبه العصفور كثيرا، في تحليقه، وبحثه عن الحرية وسماء رحبة تسع جناحيه، وأشبه الفراشة كثيرا وهي تطير في البستان وتتملّى زهوره، وأشبه الشعر، في خياله الواسع، والخيال راحة الشاعر وجنّته.ولدت في مدينة قسنطينة، ودرست فيها، وتخرجت من كلية الهندسة سنة 2010، من قسم الهندسة الصيدلانية، أكتب الشعر والقصة القصيرة، طبعت كتابين وأعمل حاليا على إتمام ديوان شعر آخر، وتحضير رواية اختمرت فكرتها مؤخرا في ذهني.

كيف اكتشفتِ موهبتك في الكاتبة؟

-كان ذلك وعمري عشر سنوات، أين بدأت القراءة، وعثرت على ديوان الإمام علي بن أبي طالب في مكتبة أبي، فقرأته، وبعدها مباشرة شعرت برغبة في الكتابة.

ماهي دوافعك للكتابة؟

-أكتب، لألملم ما تبعثر من أشلاء ذاتي، أكتب لأجدد علاقتي بالأشياء، وأعيد تشكيل العالم على الورق، أكتب، لأنني أسمع همس الزهرة وحبة القمح، ونجوى دموع الفقراء، وليل المشرّدين، وأنين الشجرة تحت فأس الحطّاب. على الشاعر أن ينصت إلى الكون ويتحسس أصوات الكائنات فيه. الكتابة فعل حضاري راقٍ، واللغة حبيبتي.

ماهي رسائلك إلى القراء من خلال كتاباتك؟ –

-الأدب رسالة، يترجم إحساسا، يوصل فكرة، والشعر تعبير راقٍ عن مكنونات الإنسان.. أحبّ أن يتجلّى الإنسان في كتاباتي، بتنهيداته، وزفراته، وأحلامه، وتناقضاته، وأن ألتقط صورا شعرية من الكون كلّه، وأبعث الحياة في المعنى.. لِنقُل، إعادة خلق وتشكيل العالم لتجديد المعنى..

ماهو أول اصدار لك ؟

-ديواني الشعري “أبواب كثيرة، غابة وحيدة”. صدر في الجزائر عن مؤسسة أجنحة للطباعة والنشر سنة 2018

-هل لديك مؤلفات أخرى؟ –

-نعم. مجموعتي القصصية “بكاء القرنفل”، صدرت عن دار أجنحة في الجزائر والمعتز في الأردن، سنة 2019

كيف كانت ردود أفعال من اطلعوا على حروفك.؟

-عموما، ثمة استحسان لما كتبت، وللتعمق في آراء القراء، أنشأت صفحة لديواني وأخرى لمجموعتي القصصية على موقع goodreads للقراءة، وأرحب بجميع الآراء..

-هل شاركتِ في مسابقات للكتاب ؟

-نعم، شاركت مرة واحدة، وكللت بالنجاح، كان ذلك السنة الماضية، ويتعلق الأمر بمسابقة جسور الإبداع التي نظمتها “قسنطينة تقرأ”، وكانت مخطوطتي “أسفل البئر، أعلى الشجرة” وهي نصوص شعرية، ضمن الأعمال الفائزة.

ما هو طموحك في هذا المجال؟

-الوصول إلى قلوب القراء.

-كيف ترين وضعية الكاتب الشاب في الجزائر ؟

-أرى أنها صعبة، بالنظر إلى مشاكل التوزيع والترويج التي نعرفها جميعا، وقلة المقروئية، ولكن، على الكاتب أن يحرص على جودة عمله أولا. وأن يكون شغله الشاغل كتابة نصوص استثنائية وقيّمة.

ما هي المشاكل أو الصعوبات التي واجهتك؟

– سأسوق لك مثالا حيًّا من تجربتي في هذا المقام، ويتعلق بإحدى المكتبات التي وضعت فيها ديواني، حيث حضرتُ معرضا أقامته في المكتبة العمومية للمطالعة (باب القنطرة)، ورحت أتفقد ديواني، باحثة في كل الرفوف، ولأني لم أجده، سألت المدير هناك عن سبب غيابه، فقال إنهم لا يشاركون بالدواوين، وإنما بالروايات فقط في ما يتعلق بمجال الأدب. قال إن الشعر ليس له قراء.

ماهي رسالتك إلى جيل اليوم ؟-

أقول له ما قاله العقاد قبلي: “القراءة ليست من الكماليات، أو شيئا للرفاهية، بل هي فريضة إسلامية، ألم تسمع قوله تعالى “اقرأ”؟ هذا أمر”. القراءة تهذب سلوك الإنسان، وتغير تفكيره، نحن قومٌ ورثنا الكثير من الأفكار السلبية، والتي لا علاقة لها بالدين إطلاقا.. كلما قرأنا كلما تغيرت نظرتنا للحياة.

-كلمة أخيرة نختم بها:

أتمنى أن أرى النساء في المكتبات يتهافتن على الكتب، مثلما يتهافتن على دكاكين بيع لوازم الحلويات، فالأم مدرسة، والطفل يقلّد، ومثلما أن الطعام ضروري للجسد، فإن القراءة غذاء للعقل.

  • حاورها : الصادق سالم

عن ahmed

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: