والدة الأسيرة سماح جرادات : نشعر بقلق على حياة الأسيرات والأسرى ونطالب بتوفير وسائل الوقاية والحماية لهم للحفاظ على صحتهم..

تقرير: علي سمودي

لا تتوقف المواطنة ” أم سامر “، عن التضرع لرب العالمين ليحمي الأسرى والأسيرات وبينهم كريمتها الأسيرة سماح خليل جرادات ،  22 عاماً ، من اثار الاحتلال وسجونه وفيروس ” كورونا “، فقد ازدادت مشاعر الخوف والقلق لديها بعد قرار الاحتلال منع الزيارات وسحب مواد التنظيف من الاقسام ، وتقول شقيقتها سمر ” في كل لحظة وثانية نشعر بقلق رهيب منذ انتشار الفيروس  على اوضاع كل الاسرى والأسيرات ، فهم جميعاً ابنائنا ، خاصة في ظل الاوضاع المأساوية أصلاً في السجون والتي تشكل بيئة للامراض والمعاناة اليومية لهم “، وتضيف ” ندرك ونتفهم مسألة وقف الزيارات للسجون ، لكن ماذا يعني سحب كل اغراضهم ومواد التنظيف وحرمانهم من الخروج للعيادات للفحص والمتابعة ، بينما اصبحت زيارات المحامين ممنوعة وانقطعت كافة اشكال الاتصال والتواصل لهم “، وتكمل ” سلاحنا الوحيد الصلاة والدعاء لرب العالمين ليرعاهم ويحميهم ، وكلنا ثقة بما يتمتع به الاسيرات والاسرى من ارادة ووعي لتحدي اجراءات الاحتلال وتوفير الحماية والوقاية لهم للحفاظ على صحتهم وحمايتهم فهم بخطر مستمر بسبب الاحتكاك مع السجانين والسجانات “، مطالبة المؤسسات الانسانية والدولية الضغط على الاحتلال والزامه بتادية المسؤوليات الملقاة على عاتقه في ادخال وتوفير كل ادوات الوقاية والحماية والمواد الطبية اللازمة لمكافحة المرض واتخاذ  الاجراءات والتدا بير اللازمة للحفاظ على صحة الاسيرات وكافة الاسرى خلف القضبان .

 

من حياتها ..

بتاريخ  17/9/1997 ، أبصرت الأسيرة سماح النور في مدينة الخليل ، لتكون الخامسة في عائلتها المكونة من 7 أنفار ، وتقول شقيقتها سمر ” ولد ونشأت وعاشت مع عائلتنا في الخليل حتى انهت دراسة المرحلة الاعداية ، تابعت تعليمها في مدينة رام الله التي نسكن فيها حتى حققت النجاح في الثانوية العامة “، وتضيف ” كونها الأصغر في عائلتنا ، حظيت سماح بمحبة ومكانة مميزة ، كانت مدللة وترتبط بعلاقة وطيدة مع كافة العائلة خاصة والدتي التي اعتبرتها صديقتها دوما “، وتكمل ” تمتعت بروح جميلة وبر الوالدين وكل الصفات الحميدة ، هادئة ومتزنة وطموحة وجرئية جداً ، تحب المطالعة كثيراً ومن هواياتها القراءة والموسيقى وتعلمت بصغرها العزف على الة الكمان “، وتتابع ” انتسبت لجامعة بيرزيت تخصص علم اجتماع ، وكانت ناشطة وفاعلة جداً في الفعاليات الطلابية ومن خلال نادي كليتها وتتميز بطموح كبير وحب للتعليم “.

 

الاعتقال بعد التخرج ..

عندما كانت سماح ما زالت تواصل الاحتفال والفرح بتخرجها من الجامعة وحصولها على شهادة  البكالوريوس ، سرق الاحتلال فرحتها ونغصها عليها باعتقالها فجر تاريخ  7/9/2019 ، بعد ثلاثة أيام فقط من حفل  تخرجها ، وتقول سمر ” استيقظنا حوالي الساعة الثالثة فجراً بعدما اقتحم الجنود ترافقهم مجندات منزلنا ، اقتحموا غرفتها مباشرة وبعد التأكد من هويتها نقلوها لغرفة ثانية وعزلوها عنا “، وتضيف ” قام ضابط المخابرات بالتحقيق الميداني معها لمدة نصف ساعة ، وابلغونا باعتقالها ، وبعدما سمحوا لنا بوداعها ، قيدت المجندات يديها واقتادوها للدوريات العسكرية التي نقلتها للتحقيق “.

 

تحقيق وعزل  ..

لحظات عصيبة عاشتها عائلة سماح من هول صدمة اعتقالها المفاجأ ، وتقول شقيقتها سمر ” لم نصدق وسيطرت علينا مشاعر الخوف والقلق على ابنتنا التي انقطعت اخبارها على مدار 23 يوماً ، فقد احتجزت على مدار شهر كامل في اقبية التحقيق وسط حرمانها من زيارية ومقابلة المحامين “، وتضيف ” تعرضت للعزل والتحقيق والضغوط النفسية من شبح  وعزل ،ونحن لا نعلم شيئاً عن اوضاعها حتى تمكن المحامي من رؤيتها ، وبعد رحلة الالم والعذاب نقلوها الى قسم الاسيرات الامنيات في سجن الدامون “.

 

خلف القضبان ..

كباقي العائلة ، تشعر سمر بحزن وألم مع استمرار توقيف شقيقتها سماح التي تعتبرها ” توام روحي .. فقد كنا نتشارك في تادية كافة الواجبات والمهام في المنزل بمحبة وتعاون “، وتضيف ” الجميع يفتقدها وينتظر لحظة حريتها ، لكن والدتي اكثر حزناً والما ، فهي تعيش شعور الفقدان والغياب خاصة أن سماح الاصغر والمدللة والتي لا يغيب ذكرها واسمها عن لسانها “، وتكمل ” فشلت كل المحاولات لاطلاق سراحها ، وحتى اليوم ، عرضها الاحتلال على محاكمه 12 مرة وفي كل جلسة يمدد توقيفها ، وقد حدد موعد الجلسة الجديدة بتاريخ  6/5/2020 بسبب منع المحاكم والزيارات منذ انتشار  فيروس كورونا  “، وتتابع ” نعيش على اعصابنا مشاعر التوتر خاصة الوالدين ونتمنى من رب العالمين  أن تكون معنا قريبا ،  دائما ،  وان يبقى اسرانا واسيراتنا بصحة جيدة وكافة ابناء الشعب الفلسطيني وبخير وسلام ، وتكتمل فرحتنا بالقريب  بحريتهم جميعا ً من خلف القضبان” .

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: