في زحمة حروبنا الداخلية التي تأكل ما تبقى لنا من سبل حياة، ينتقل الإنسان في مرحلة تاريخية، وباء وجائحة تعتقل البشر بين اربعة جدران، وحرائق لمنظومات الاتصالات 5G تشهدها بعض المدن البريطانية والأمريكية، سطو مسلح ومالي على شحنات الكمامات في مطارات العبور وفي أعالي البحار، وسرقة معدات طبية عابرة، وقاذفات إستراتيجية يتم نقلها جغرافيا نحو الشرق.
في ضفتنا صعد التفتيت القبلي والمناطقي والشعوبي يدمر الدولة وينهبها ويستبيحها ويعيق قيامها، ويعمل مطية للدول الأخرى، في ضفتنا هذه يحارب الإنسان الجائحة بإقامة الكواثر الترابية بين قراه، وفزعة قبلية تحاول أن تعترض طريق الجائحة وبإستخدام رش الشوارع بالمواد المطهرة، ودورة إقتصادية مهترئة ضعيفة ومتخلفة، تعتمد على ما يأتي من المواني التي ربما قريبا لن تجد من يرسل لها شحنات الدقيق والأكل، فأغلب الأسر تقتات في حياتها على ما يتم جلبه من الخارج، فلم يعد أهلنا يهتمون بأشجار الزيتون، ولا بزرع الشعير والقمح ولم تعد النخلة مصدر حياة، فقد قضى النفط والظاهرة النفطية والمرتبات على كل سبل الحياة.
يعجز اليوم حقل المفاهيم عندنا في فهم المعضلة حيال الظاهرة المركبة في تسارع تطور الأحداث، والقدرة على التأثير على الإنسان الذي تم إعتقاله بين أربعة جدران هلعاً، بالتوازي مع تسارع إنتشار الذكاء الأصطناعي 5G ودخوله حيز الإستخدام العام وخروجه من المعمل يتعمم اليوم وينتشر تتصارع الدول الكبرى حوله وعليه، فما الوصف المفاهيمي فيما بعد الواقع في عصر السيبر تقنية، وعولمة الوباء والهلع عملياً، فلا أحد اليوم ينجو.
ما مصيرنا في عالم ما بعد كورونا، حيث اليوم تنكفيء دول كبرى – من جهة – على حدودها وتشهر مصادر قوتها الإقتصادية للمحافظة على بقاء المجتمع، ومن جهة أخرى تمتلك الذكاء الصناعي 5G الأكثر تطوراً وتفاعلية على الكوكب، والمتزامن مع التحكم المالي والاقتصادي والتجاري،
هل ندخل التيه من جديد تصعد فينا القابلية للإستعمار عجزاً، أم أن أمر الأختيار ليس متروكاً لنا أصلاً، فليس مطروحا علينا أمر القبول من عدمه.
أين سيكون موقعنا في عالم حيث المعلوماتية والربط الشبكي والتفاعلية والذكاء الإصطناعي 5G في أقوي وأدق وأسرع تبادل وتحليل وإنجاز وفعل وتطبيق، بينما نحن لازلنا نعتقد أن القبيلة هي الملاذ حتى من والوباء، فلا إقتصاد أُسري او محلي أو وطني متين ومتنوع، يمكن أن يصمد، ولا حتى إدراك مالذي يجري، فنحن مجرد منساقون قطيع لا يعرف إلى أين يسير.
أسئلة تؤرق فما يحدث اكبر وأعقد من فهم تفاصيله وتقاطعاته