أفرغْ أمتعةَ القناعِ وأطلق عصافير المدن..
لم يعد لهيبُ الزلازل يذهل مداه
لا لن تموت بعري الأسلاك
ولا من تعددات العذاب..
ضوء يأتيكَ بلون الثلج
وقنديل يجتاز مراَة الظلام..
على تقشرات الجدار حزناً مصلوباً
وجفن يطوي جلجلة النهار..
هناك َ في الخيام زهرة تقتحم ملاهي الصراخ
وأسير في عنف الصباح.. حطم تماثيل الخوف والصمت..
أسيراً أضاء من خلف قضبانه وثيقة الوفاق
وودع كنوز أسراره بحزمة الرياح..
تركَ أمامَ دربِ أقدامِه ..
أحلامَهُ بعيونٍ مغلقة
لها اسماً وأشرعةً و مفاتيحاً مبعثرة.. هنا,.. وهناك..
تشعل بين أصابع الجدار صلاة الغائبين على مفترق الطرق..
أيها السجن.. أيها السجان..
لا لن أهديكم بيارات شموخي .. ولا محراب الشمس..
سأخطف القمر بلحظة ارتباك..
وأحلق في فضاء صوتي..
لتصغي إلى صداه متاهات الفجر..
هي حماقة القهر تلهث في ذاكرة الصباح..
وظلام القلاع خطف براءة الوقت
وتبعثر أنين الروح على تقاسيم النخيل..
لأنكَ ولدتَ من رحم الشهداء
لك حلم الوجود, ورحيل أسراب السنونو..
أيها الأسير!!
أكمل حصاركَ للجثث الورود المنثورة..
صاح لكَ زهر الحنون على سفح الفضاء..
ألقِ جرحكَ العميق بغلال السلاسل
وفتش عن هجرتكَ الأخيرة..
المخبأة بقنديل الذكريات..
بل عن مجزرة أخرى لم تزل في مدن المنفى..
هم قطعوا نسغ الحياة من ضلوعكَ.. حطموا ايقاع الأماني
وأنت جئت نافذة
تفتح لك أوردة الرغبات طفولة عصركَ..
وتتنافس مع لغة المصابيح
ثرثرة في صريخ الألم..
وأجوبة غارقة في أزقة النسيان..
أيها الأسير : مد جناحيكَ للريح
اشهق تفاصيل الجنون وهدم عتمة القبور..
أنتَ علم أصبح يخطو نحو موسوعة الشمس.