الأسير كامل منصور .. توفي والديه خلال اعتقاله وما زالت عائلته تنتظر حريته …تقرير: علي سمودي

عشق الوطن والحرية ، فاختار طريق النضال والمقاومة ، وعندما اندلعت شرارة انتفاضة الاقصى ، لم يتأخر عن تأدية الواجب رغم زواجه وانجابه لطفل ، فدوماً كان يردد ” الوطن أولاً وأخيراً ، فلم يكتفي بالمسيرات والحجر ، بل امتشق البندقية وتقدم الصفوف في ميادين المواجهة التي لم يتأخر عنها حتى بعد اصابته ، فواصل المشوار حتى اعتقله الاحتلال الذي حرمه الفرحة بطفله الوحيد الذي نشأ وعاش على بوابات السجون ينتظر مع والدته وعائلته حرية الوالد الذي فجع بوفاة والديه قبل أن يتحقق حلم عمرها برؤيته حراً .

 

محطات من حياته ..

محطات ومواقف من حياة الأسير كامل عبد الرحمن محمود منصور ، 38 عاماً ، من من كفر قليل قضاء نابلس  ، المحكوم بالسجن 23 عاماً ، بتهمة الانتماء لكتائب شهداء الاقصى ومقاومة الاحتلال ، ويقول شقيقه مهدي ” يعتبر كامل السابع في عائلتنا المكونة من 9 أنفار بينهم اخت وحيدة ، نشأ وتربى وسط عائلتنا الملتزمة والمحافظة على الدين والصلاح وحب الارض والوطن ، فبدأت معالم الانتماء والعطاء للوطن لديه على مقاعد الدراسة “، ويضيف ” تميز شقيقي ، بالهدؤ والتواضع والاخلاق العالية ، منذ صغره ،  كان حنونا وباراً لوالدينا  ومساعدا لعائلتنا  وجميع اخوانه ، ضحى وتحمل الكثير من أجلنا ، وامتلك محبة ومكانة كبيرة في القلوب وخاصة لوالدينا ” ، ويكمل ” اعتمد على نفسه في تأسيس حياة واسرة حتى تزوج عام 1999 من رفيقة دربه “ام عبد القاهر “، وعاشا معاً لمدة  عامين حتى اعتقل  بعدما رزق بطفله الوحيد وهو بعمر 8 شهور ،واليوم اصبح بسن  19 عاماً.

 

المطاردة والاصابة  ..

يروي مهدي ، أن شقيقه كامل ، كان في مقدمة شباب قريته الذين شاركوا في انتفاضة الاقصى ، ويقول ” بروحه الوطنية العالية ، تمرد على الاحتلال وسلك طريق النضال عندما بدا الاحتلال باجتياح المدن والقرى والمخيمات بعد تدنيس شارون للمسجد الاقصى ، دون تردد ، انتسب لكتائب شهداء الاقصى للدفاع عن ارضه وابناء شعبه “، ويضيف ” تكررت مداهمات الاحتلال وتهديداته بتصفية كامل الذي تسلح ببندقيته ، وتقدم الصفوف في مقاومة الاحتلال ، وعندما اشتدت ملاحقته ، انتقل لمدينة نابلس وانضم للكتائب في البلدة القديمة “، ويكمل ” الجميع يشهد لكامل ، ببطولاته وشجاعته في مقاومة الاحتلال خلال الاجتياحات المتلاحقة ، حتى تعرض لكمين للوحدات الخاصة التي اطلقت النار عليه ، واصيب بعيار ناري في عينه اليسرى ، وفورا قام رفاقه بنقله للمشفى للعلاج بعدما كتب رب العالمين عمراً جديداً له .

 

اعتقال وتحقيق ..

بعدما استعاد صحته وعافيته ، عاد كامل لصفوف المقاومة ، ويقول شقيقه ” الاصابة لم تنال من عزيمته ومعنوياته ، بل زادته قوة واصرار على مواصلة المشوار حتى اعلن شارون حملة السور الواقي لاجتياح الضفة وتدمير مقرات السلطة وضرب المقاومة “، ويضيف ” حاصر الاحتلال البلدة القديمة في نابلس ، لكن المقاومة رفضت الاستسلام واستمرت بالتصدي للاحتلال حتى تمكن من محاصرة كامل مع مجموعة من المقاومين واعتقالهم بعد نفاذ ذخيرتهم في تاريخ  9/4/2002 “، ويكمل ” فور اعتقاله ، اقتادوه لاقبية التعذيب في زنازين سجن الجلمة التي احتجز فيها لعدة شهور رهن التحقيق القاسي والعزل والعقاب ومنع الزيارات “، ويتابع ” استمرت معاناتنا بين السجون والمحاكم ، حتى حوكم اخي بالسجن الفعلي 23 عاماً ، بتهمة الانتماء والنشاط في كتائب شهداء الاقصى وتنفيذ عمليات ضد الاحتلال.

 

الوضع الصحي ..

منذ سنوات ، يعاني الأسير كامل من ألم شديد ورفض ادارة السجون علاجه ، ويقول ” ظهرت لديه دمامل ولم يعد قادراً على الجلوس وعانى من الم مستمر ، لاهمال الادارة علاجه ،وبعد شكاوي واحتجاجات ، خضع لعملية جراحية تم خلالها ازالتها ، لكن ما زال يعاني من ظهورها وألم مستمر في عينه اليسرى المصابة برصاص الاحتلال “ويضيف ” الدمامل سبب له انتكاسات واوجاع لا تنتهي حتى اصبحت حياته صعبة ، فلا يمكنه الجلوس بشكل طبيعي وعند النوم يستلقي على جنبه ، وهذا صعب جداً له ، لكن ادارة السجون تعالجه حالياً كباقي المرضى بحبوب الاكمول.

 

رحيل الوالدين ..

منذ اعتقاله ، لم يتوقف الوالدين رغم كبر سنهما عن زيارته ، ويقول شقيقه ” تحمل الوالدين كل الاعباء والظروف والويلات خلال رحلة المحكاكم والزيارات حتى يشاهدا كامل ، فقد كان له محبة ومكانة كبيرة ومميزة ، والدتي ام محمد ، لم تكن تجف دموعها وتصلي ليل نهار من اجل رؤيته حراَ وتحتضنه “، ويضيف ” والدي أبو محمد ، تدهوت حالته الصحية بسبب الامراض ، توفي عن عمر يناهز 78 عاماً في عام 2013 ، فحزن كامل كثيراً وتمنى لوالدته العمر المديد ليحضنها ويعوضها عن سنوات الالم “، ويكمل ” قاومت وتحدت والدتي الصابرة الامراض ، لكن مشيئة رب العالمين قضت برحيلها عام 2015 ، ولسانها يردد اسم كامل الذي ما زال يبكيها ويفنقدها ويتألم على وفاتها بغيابه .

 

امل الحريه ..

خلال رحلة اعتقاله ، تنقل كامل بين كافة السجون الاسرائيلية، وحاليا يقبع  في سجن النقب  الصحراوي ، ويقول مهدي ” اخواني وشقيقتي وزوجته يواظبون على زيارته ، وتحقيق وصية والدتي الاخيرة ، بالاستمرار برعايته ومتابعة اموره خلف القضبان ، لكني منذ عامين محروم من زيارته بسبب رفض الاحتلال منحي تصريحاً “، ويضيف ” شقيقي ما زال صامد ومرابط في سجنه ، وكلنا نصلي لرب العالمين ليكرمه بالحرية قريباً ويعود لمنزله وعائلته وابنه الذي اصبح شاباً ، صبرنا كثيراً ولن نفقد الامل .

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: