قضية الأسرى في 2020..نحو إستراتيجية موحدة، بأدوات وآليات جديدة… بقلم الأسير المحرر: رامي عزارة

قضية الأسرى في 2020..نحو إستراتيجية موحدة، بأدوات وآليات جديدة…

بقلم الأسير المحرر: رامي عزارة

يسدل الستار بعد عدة أيام عن عام بكل ما حمله من ألم ومعاناة لشعبنا عامة ولقضية الأسرى والمعتقلين خاصة.

ينطوى عام ومازال خمسة الآف أسير وما يزيد يقبعون في ظروف قاهرة داخل سجون الإحتلال، حيث العشرات منهم يعانون ظروفا صحية خطيرة، دون أن تقدم لهم الرعاية الصحية المطلوبة. عام يمضي وكان أبرز ما حمله إرتقاء خمسة شهداء من الأسرى، وتصاعد ملحوظ في الإعتقالات الإدارية وإعتقال الأطفال والقاصرين، وفرض الغرامات الباهظة عليهم وتحديدا من المقدسيين، وزيادة في قمع وإقتحام أقسام وغرف الأسرى، وإستمرار الإنقضاض على إنجازاتهم الإنسانية والمكفولة دوليا وقانونيا والتي تحققت عبر العشرات من السنين من خلال الأطنان من لحوم ومن دماء الرعيل الأول من الأسرى، وكل ذلك بتشريع من أعلى سلطة في دولة الإحتلال، وبغطاء من لجنة “أردان” والتي سميت على إسم وزير الامن الداخلي في دولة الإحتلال وعبرت من خلال توصياتها والتي طبق العديد منها عن حقدها، وكان هدفها الواضح تضييق الخناق على الأسرى والتنصل من التفاهمات التي تمت في وقت سابق بين ممثلي الأسرى وإدارة مصلحة السجون. ينطوى عام بمرارته وآلامه ولم يتم تحقيق رؤية للعمل الجماعي المنظم، ولم يتم صياغة خطة إستراتيجية تنطلق من خلالها كل الجهات والمؤسسات العاملة في مجال الأسرى لنصرة ومساندة هذه القضية، وذلك كله برغم تنظيم المئات من الفعاليات والمهرجانات وعقد العديد من المؤتمرات المساندة والداعمة للأسرى ولقضيتهم العادلة وخروج هذه الفعاليات في غالبيتها بتوصيات تؤكد على ضرورة العمل الموحد والإنطلاق برؤية إستراتيجية شاملة لدعم قضية الأسرى، ولكن وبكل أسف لم تخرج هذه التوصيات إلى حيز التنفيذ، وبقيت حبرا على ورق، بل وتبخرت مع اللحظات الأولى لمغادرة المجتمعين والمتحدثين في هذه الفعاليات. عام جديد يطل علينا بكل إرهاصاته التي تجعلنا نتنبأ بالبعض من أحداثه فهل سنشهد خلاله صياغة خطة عمل إستراتيجية جماعية موحدة قابلة للتطبيق، يشترك في وضع بنودها الجهات الرسمية والشعبية العاملة في مساندة قضية الأسرى للخروج من العمل العشوائي، ومن مربع العمل المحلي الهام إلى المربع الدولي الأهم؟!!!، وذلك للإنطلاق بإصرار نحو تدويل قضية الأسرى ذات الأبعاد السياسية والقانونية والإنسانية بأدوات وأساليب عصرية جديدة يكون عماد تنفيذها الشباب لتحقيق الهدف السامي للنهوض بهذه القضية وجعلها قضية رأي عام، وتبيان وإبراز كافة تفاصيلها بروايتها الفلسطينية في المحافل الرسمية والشعبية العالمية. نتمنى أن يكون عام 2020 مختلف بإيجابية عن الأعوام السابقة نحو فعل موحد يحقق الخير لشعبنا والكرامة والحرية لأسرانا.

 

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: