نم قرير العين أيها الأب المجاهد كنت صالحا وانقلبت صالحا.بقلم الدكتور محمد عمر حساني

أي خطب جليل وأي رزء عظيم منيت به أمتنا ووطننا، بقلوب دامية ومآق دامعة وجوارح واجمة، نعي إلينا خبر وفاة أحد أبناء هذا الوطن البررة ورجاله الأفذاذ، رجل كرس حياته لخدمة هذا الوطن فلم يتوان إبان الإستدمار الغاشم ليلتحق بصفوف جيش التحرير الوطني منافحا ومحاربا يذود عن حياض الوطن وبيضته، وواصل بعد الاستقلال مسيرة البناء والتنمية.

وحينما احدقت الفتن بالبلد وامتدت إليه اطماع الانتهازيين، تصدى وبكل جسارة متحملا عبء وثقل أمانة تنوء بها الجبال الراسيات، فانحاز لوطنه وأبناء شعبه، واصل ليله بنهاره، يجوب ربوع الوطن شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، يطل علينا من خلال خطاباته برباطة جأش وقوة عزيمة عز نظيرها، يبعث برسائل الأمل فكانت البلسم الشافي للجروح، والترياق المداوي من كل السموم، فعبر بالوطن إلى شاطئ الأمان بحكمته وحصافته ورجاحة عقله، تعجز العبارة عن إحاطة ووصف ما قدم الرجل.

وها هو اليوم وبعدما سلم أمانة الوطن للرئيس يترجل هذا الفارس المغوار والأب الحاني سليل الأخيار، ولسان حاله يقول هذه الجزائر أمكم أمانة بين أيديكم، صونوها كما صناها واحفظوها كما حفظناها، ستبقى حيا في قلوبنا حيا في ذاكرة أمتنا حيا في كل شبر من ربوع وطننا، حينما تنصل البعض من مسؤولياته حملتها وحدك، ان المصيبة والله أجل من أن تتحمل وقلوبنا مكلومة، لكن عزاءنا أن أديت الأمانة على أكمل وجه ووفيت بالعهد وانقلبت إلى رب رؤوف رحيم، أبى إلا أن يجازيك عن كريم صنيعك خيرا فاستأثرك له، سنحدث أبناءنا واحفادنا وبني وطننا انك رمز للوطنية العالية وانك ضحيت براحتك وصحة جسدك في سبيل أن ننعم بالأمن والأمان وان تجنب الجزائر لظى فتنة كانت وشيكة الوقوع، وستلهج الستنا بالدعاء لك ليلحقك بالنبيئين والصديقين والشهداء والمجاهدين اخوانك، ويسكنك الفردوس الأعلى، ويكرم وفادتك عليه، وان يربط على قلوب أبنائك وقلوبنا، وان يجبر كسر أفئدتنا بفقدانك.
لعمرك ما الرزية فقد مال ولا فرس يموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد شخص يموت بموته خلق كثير
واقول ختاما لمن شمتوا ما قاله سيدنا الإمام الحسين فيما نسب إليه
فقل للشامتين بنا أفيقوا سيلقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت رفع عن أناس بكلكله أناخ بآخرينا
نم قرير العين أيها الأب المجاهد كنت صالحا وانقلبت صالحا
محمد عمر حساني مواطن أحبك في الله، وتعلم منك الوطنية في أسمى صورها وأرقى معانيها.

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: