تجربة الأسير المحرر اشرف عليان
يواصل مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة في جامعة القدس نشر تجارب الأسرى حيث ينشر بحلقة هذا اليوم تجربة الأسير المحرر أشرف عليان من بلدة دير الغصون في طولكرم .
الأسير المحرر اشرف عليان سيرة ومسيرة
ولد الأسير المحرر أشرف أحمد محمود عليان في الرابع والعشرون من تموز من العام 1977 في بلدة دير الغصون ، وفي تاريخ الخامس عشر من أيار من العام 2001 تم اعتقاله وحكم عليه بالسجن لمدة تسعة سنوات وفي الخامس عشر من أيار من العام 2010 تم الإفراج عنه ، وقد روى لمركز أبو جهاد ابرز ما ميز تجربته النضالية والاعتقالية
بدأت العمل الوطني وذلك في الانتفاضة الأولى وكنت صغيرا نوعا ما وكنت أشارك بالمسيرات السلمية وأيضا كنت أشارك بضرب الحجارة على الجيبات العسكرية الإسرائيلية ، ولقد تربيت منذ صغري على المفهوم الوطني وحب فلسطين والانتماء الصادق لها ، وفي بعض الأوقات كنت اذهب أنا وصديق بأمر من احد قيادات فتح إلى بعض العملاء ونقوم بتهديده ونلوذ بالفرار ، وبعد ذلك تم توقيع اتفاق أوسلو وجاءت السلطة الوطنية الفلسطينية وكنت بذلك الوقت ادرس الثانوية العامة ، ثم بدأت انتفاضة الأقصى وعندما بدأ العمل المسلح بانتفاضة الأقصى قمت أنا وبعض الأخوة بتنظيم خلية عسكرية وكنا نعمل بصفوف حركة فتح ، فبدأت أنا وأفراد المجموعة بالتدريب على السلاح وبعد أن أصبح لدينا خبرة كافية على حمل السلاح واستعماله قمنا بعد ذلك بعمل عبوات ناسفة ، بالإضافة إلى أننا كنا نقوم بمهمات استهداف العملاء حيث كنا نضرب على بيوتهم “الملتوف” ثم تطورت الأمور وأصبحنا نطلق الرصاص عليهم ولكن لم يتم إصابة احد منهم.
ثم وبعد ذلك كنا نلتقي في منطقة في بلدتنا ونقوم بالتخطيط للعمل وجلب المواد المتفجرة والعبوات ونخرج لفحص المنطقة المراد العمل بها وبمعنى أخر المنطقة التي نريد أن نستهدفها وكنا نقوم بمراقبتها بشكل جيد ثم نقوم بتنفيذ الهجوم بعد ذلك ، حتى أننا وصلنا إلى منطقة وكنا نرصدها بشكل مستمر كان بالمنطقة عميل للاحتلال كنا نود أن نقتله لكثرة ما كان يقوم من إيذاء للناس وشارك باعتقال مناضلين وكان السبب بسجنهم وبعد ذلك ذهبنا نراقب بيته لمدة يومين متتالين ليلا ونهارا ولكن لم تتم العملية بسبب انه لم يكن يتواجد في منزله بتلك الفترة ولم نراه ومازال موجود حتى اللحظة في إسرائيل ولم يأتي لزيارة أهله وأقاربه إلى يومنا هذا من شدة خوفه .
ثم ذهبنا إلى عميل آخر وأطلقنا النار عليه داخل بيته ولكن لم تتم إصابته وذهب إلى المستشفى ومكث بالمستشفى لمدة أسبوع كامل وهو يتعالج من الخوف والصدمة وتم كشفنا ولكن أنكرنا الحادثة ، وبعد هذه الحادثة بأسبوعين قمنا بعقد اجتماع للمجموعة المكونة من سبعة أشخاص وبدأنا بتحضير ودراسة ملفات أخرى للعملاء والجواسيس واتخذنا قرار داخل المجموعة بخطف بعض العملاء وجهزنا مغارة لتكون مركز تحقيق وبالفعل جلبنا ملفات الجواسيس الذين يجب أن يتم قتلهم على الجرائم التي اقترفوها بحق الشعب وأبناء البلد وكان لدينا ملفاتهم جميعا فقررنا أن نبدأ بملاحقتهم وخطفهم إلى مغارة جاهزة للتحقيق ، وبعد هذا القرار الذي اتخذناه بحق الجواسيس بدأنا بالإعداد والتخطيط لخطف أول جاسوس والتحقيق معه وتنفيذ الحكم فيه على خيانته وبالفعل اخترنا عميل كان يخرج بالصباح الباكر وكان يراقب تحركات الناس بالبلدة وكان أيضا ليظهر أمام أهل البلد انه إنسان ملتزم دينيا كان يذهب على صلاة الفجر وبالفعل بعد اتخاذ قرارنا بالمجموعة بخطفه.
قمنا بتجهيز سيارة التابعة لنا التي كنا نؤدي بها اغلب عملنا قبل الانطلاق بها قمنا بتعتيم الشبابيك وتغطية نمرتها لتغير ملامحها ورصدنا هذا العمل من كل الاتجاهات حتى وصل الى النقطة التي كنا نريدها وامسكنا به وحاولنا إدخاله إلى السيارة فبدا بالمقاومة وبدأ بالصراخ بصوت عالي جدا وقمنا بطعنه بخنجر بصدره ولم نطلق النار عليه لان الطعنه كانت بالصدر وبدأ بالصراخ العنيف وبعد ذلك هربنا من المكان لان الناس بعد سماع صراخ العميل بدأت تخرج وبعد هروبنا جاء الناس وأخذوه إلى المستشفى ، وبعد هذا الحدث اجتمعنا وقررنا أن نبتعد يوم أو يومين لنراقب الوضع عن بعد وبعد يومين أفاق ولم يعرف من نحن ولكن بدأت المسالة تأخذ طابع مختلف حيث أن العملاء بدأوا بالانتشار محاولين معرفة الفاعلين .
بعد ذلك قررنا أن نذهب إلى مدينة نابلس والانخراط في صفوف المقاومة هناك ولكن لم يكن لدينا الوقت تلك الليلة التي قررنا فيها الذهاب إلى مدينة نابلس حيث تم اعتقالنا كانت ليلة مشؤومة وفي تمام الساعة الثانية ليلا كنت وضعت المسدس تحت وسادتي وبدون باغة وبهذه اللحظات وضعت رأسي على الوسادة وبلحظات حتى جائني أخي يقول لي قوم في حدا يضرب حجارة على البيت فقمت بسرعة وذهبت بجانب الشباك والحجارة تضرب على البيت من كل الاتجاهات ولكن لن اسمع أي صوت ولن اسمع أصوات أشخاص فقلت لأخي لا تتحركوا أكيد هؤلاء جواسيس يريدون قتلنا فذهبت إلى غرفتي وطلعت المسدس من تحت الوسادة ووضعت المخزن (الباغه ) فيه وذهبت إلى الباب الأول لأفتحه ثم لم يتسنى لي أن افتحه فقبل أن افتح الباب أخي قال لي توقف لا تفتح الباب في صوت “مخاشير كنهم جيش إسرائيلي ” فاقتربت من الشباك وسمعت وإذا بصوت “مخاشير” ولكن أصوات بعيدة نوعا ما ، فذهبت إلى أبي وأخي وهم مختبئين وقلت لأبي “خذ هذا المسدس وخبيه منيح” وأعطيته إياه وأعطيت أمي خمسين رصاصة وكيس اصفر وهم يقولون ما هذا ورددت عليهم “خبوهن منيح” وقلت لهم الذين بالخارج جيش إسرائيلي ومن المؤكد أنهم جاءوا لاعتقالي فقالت أمي لأبي أعطيني المسدس سوف اخبيء المسدس والرصاص وبالفعل خبأتهم بصدرها وتم الأمر .
وبقينا بعيدين عن الشبابيك حتى لا نصاب بالحجارة أو الزجاج حتى سمعنا صوت جارنا أبو محمد ينادي ويقول “اشرف افتح الباب ما تخافوه دول جيش إسرئيلي إفتحو الباب شوي شوي “وذهبت وفتحت الباب وجدت أبو محمد أمامي وقال لي لا تخاف هذول جيش ونظرت لم أجد أي جندي بالشارع أو أي احد فحاولت أن أغلق الباب ولكن سمع أصوات تنادي علي وقف وقف ونظرت إلى العلامات الحمراء على جسدي فلم أتحرك والعلامات الحمراء هي عبارة عن أضواء تكون موجودة على بنادق الجنود الإسرائيلية وهي أشعة ليزر فقال ضابط الجيش الإسرائيلي المسؤول عنهم لجارنا أبو محمد اذهب إلى بيتك وبعد ذلك قال لي الضابط انزل إلى الشارع وقف على الحائط وارفع يديك ففعلت وسمعت صوت شخص يقول هذا هو اشرف فتأكدت انه عميل مع العلم لم أرى أي شخص لهذه اللحظة وبعد ذلك قام الضابط بمناداة على اهلي واحد واحد طالبا منهم النزول إلى الشارع كان يقول لكل واحد منهم انزع ملابسك وأنا فعلت من قبل ونزعت ملابسي حتى شبحوني أنا وأبي وأخواني جميعا على الحائط.
بعد ذلك وللحظات خرجت علينا قوه كبيره من جيش الاحتلال كلهم ملثمين وأتوا إلينا وكان معهم الضابط المسؤول عنهم يتكلم العربية فقال الضابط لامي أنت اذهبي إلى الجيران وأخذها الجنود إلى ساحة الجيران وبدأ يتعرف علينا وبدأ يسال من أنت ومن أنت لي ولأبي ولإخواني وبعد أن تعرف علينا جميعا وتأكد من شخوصنا قال لأبي خذ هذا وهذا وهو يقصد أخواني وخلي اشرف شوي نريد أن نتكلم معه قليلا ، فذهب أبي وأخواني إلى ساحة الجيران مع عدد من الجنود أيضا إلى أمي ، وبدأ الضابط يحقق معي ويسألني أنه يوجد معك مسدس ، فقال لي أين المسدس حتى نأخذه ونذهب فقلت له لا يوجد معي مسدس واستمر هذا الحال لمدة عشر دقائق ونحن نتجادل أنا والضابط الإسرائيلي ،وبعد ذلك قام جنود الاحتلال بضربي وبالصراخ وكانوا وهم يصرخون يقولون لي أين المسدس حتى نذهب وأنت تذهب إلى النوم فكررت ردي عليهم لا يوجد عندي مسدس وقاموا بضربي مجددا واستمر الحال وهم يضربوني بعنف ما يقارب الساعة وأصبحت ومن كثرة الضرب لم اعد اشعر بألم أو الخوف ، ومن شدة الضرب تم تكسير أسناني ، وبعد ذلك قال لي الضابط هل تعلم من يوجد معنا فقلت له لا فقال الضابط للجنود ابتعدوا وإذ بصديقي ابن المجموعة محمد وهو مقيد اليدين وملقى على وجهه في آخر الشارع فقال الضابط هذا اعترف بكل شيء فقلت له لا علاقة لي به ، وبعد ردي على الضابط ضربوني للمرة الثانية وأثناء ضربي قال لي الضابط أمك عندها مرض في القلب وأنت لا نريد أن تموت حسرة عليك فأنصحك أن تريح نفسك وتريح والدتك وتقول أين المسدس ورددت على الضابط لا املك مسدس .
وبعد الرد أني ليس لدي مسدس انهالوا علي بالضرب المبرح وكان الضابط يشتم بي بألفاظ نابية وبعد ذلك انهرت وقلت للضابط خلص سأعطيك المسدس فقال لي الضابط أين هو قلت له تعال أعطيك إياه فمسكوني قاصدين البيت فقلت لهم ليس بالبيت فسال الضابط اين ونحن نحضره فقلت لهم مع أمي، ذهبوا عند أمي بسرعة وحاصروها وسأل الضابط أمي أين المسدس فردت عليهم أمي أي مسدس لا يوجد معي أي شيء فأصبح الضابط يصيح عليها وشتمها أيضا بكلام سيء فقلت لامي بصوت عالي يا أمي أنا اعترفت على المسدس أعطيهم المسدس ، وبعد أن اخذوا المسدس من أمي قاموا بربط يدي وراء ظهري وقاموا بأخذي إلى الجيب العسكري واكتشفت عند دخولي الجيب وجود أبناء مجموعتي مكبلين اليدين وهم زاهر أبو دقه وشاب ثاني اسمه محمد ، وبعد ذلك تم نقلي إلى dco وبعد ساعات تم نقلي إلى مركز تحقيق الجلمة ومكثت بمركز تحقيق الجلمة لمدة أربعين يوما وتعرضت بالتحقيق للضرب والشبح والتعذيب النفسي .
وبعد الانتهاء من التحقيق تم نقلي إلى سجن مجدو ومكثت هناك لمدة سنتين وبعد ذلك تم نقلي إلى سجن نفحة ومكثت بسجن نفحة أيضا سنتين ومن ثم إلى سجن النقب الصحرواي والذي مكثت فيه باقي مدة محكوميتي وهي مدة تسعة سنوات ، وأثناء وجودي بالسجن بدأت المشوار وتعلمت الكثير ادخل السجن من الناحية الثقافية والتنظيمية وبعد ما اكتسبت خبرة كبيرة بالعمل التنظيمي داخل السجن عملت بالتنظيم في مجال الأمن وكما كنت أحيانا أقوم بإعطاء جلسات تنظيمية .