شكرا لإعلام الجزائر الحر د.أحمد لطفي شاهين

شكرا لإعلام الجزائر الحر

د.أحمد لطفي شاهين

من المعلوم ان الإعلام هو السلطة الرابعة وصوت من لا صوت له ومرآة الوطن والمواطن وهو مكون أساسي من السياسة والفكر والثقافة في المجتمع وهو أحد عوامل النصر أو الهزيمة والبناء والهدم والتقدم والـتأخر ، فالإعلام هو عنصر فاعل ومكون من مكونات الوعي والرأي والفهم وهو اداة ردع ضد الطغاة تمنعهم من التمادي في ارتكاب الجرائم لكن اذا أصبح الإعلام مجرد ناقل للصورة فقط دون تأثير فعلي في الواقع فمعنى هذا أنه لا يقوم بدوره في الارتقاء بالوعي والتأثير الحقيقي على الارض.

ولو اردنا مقارنة اعلامنا وأنشطتنا الثقافية مع ما يقوم به الاحتلال الصهيوني فاننا نلاحظ ان الاحتلال الصهيوني يحارب شعبنا الفلسطيني والشعوب العربية كلها بكل الوسائل المتاحة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، ويسخر كافة قدراته الإعلامية التي يعتمد فيها على فصاحة اللغة والبحث في ثقافات الشعوب ليسهل عليه مخاطبتهم وبالتالي القدرة في التأثير وإقناع الرأي العام العالمي ليحارب الرواية الفلسطينية ومن يدعمها في الإعلام العربي بالاعتماد على وسيلة الخداع والمبادرة الأولى في سرد الرواية الإعلامية منكراً سرد الحقائق التاريخية للقضية الفلسطينية لكسب التعاطف الدولي، ومن المؤسف تساوق الكثير من المنابر الاعلامية مع الاحتلال لاننا نعلم ان الماسونية العالمية تتحكم في الاعلام كأحد ادواتها وهي الداعم الاساسي للمشروع الصهيوني في المنطقة العربية وبالمقابل فإننا نلاحظ ان الإعلام الفلسطيني والعربي يقف دائماً في دائرة رد الفعل فقط وهذا أسلوب  بدائي غير مؤثر في مواجهة الإعلام الصهيوني وغير مقنع للرأي العام العالمي، والمطلوب من الاعلام العربي والفلسطيني القيام بمبادرات اعلامية وقيادة زمام المبادرات الاعلامية محليا وعربيا واقليميا ودوليا وهذا ما تفعله الجزائر الدولة العربية الرائدة في مجال دعم القضية الفسطينية وخاصة قضية المعتقلين الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال حيث يتوحد الاعلام الجزائري بكافة الوانه واشكاله وتوجهاته في دعم قضية المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ونشر الفظائع والفضائح والمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني ويقدم الاعلام الجزائري ملاحق يومية واسبوعية وشهرية ويفرد صفحات كاملة لنشر قضية المعتقلين الفلسطينيين امام العالم حيث يسلط الضوء على معاناتهم ومأساتهم الانسانية ودعم نضال ومقاومة الشعب الفلسطينى  … لقد حمل الاعلام الجزائري وبكل امانة الرسالة الانسانية والعروبية القومية وحمل الهم الفلسطيني منذ عام النكبة 1948 والى اليوم وسعى الى تدويله ونصرته ودعمه ومساندته سياسياً واعلامياً ، خاصة الصحف الجزائرية  على سبيل المثال وليس الحصر    ( جريدة الشروق، الحوار، الوسط ، البلاد، المواطن،الأخبارية ، الجديد اليومى  ، صوت الأحرار،  الراية ، الرائد ، العالم للادارة ، التحرير، المشوار السياسى ، السلام اليوم ، الأوراس ، المغرب الأوسط ، الاتحاد ، صدى الجزائر، أخبار اليوم ، الشعب ، اللقاء ، المسار، اخبار الوطن ، التحرير، الجزائر الجديدة، الحياة العربية  ، الموعد وغيرها ) ، وكل الوسائل الاعلامية المرئية والمقروءة والمسموعة والالكترونية وكان لمواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر دورا بارزا في طرح القضية الفلسطينية ، وتحولت الدردشات والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي المتولدة من مشاركة الصور ومقاطع الفيديو…، إلى مشاركات فعلية على أرض الواقع، حيث ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي الجزائري في تنشيط الشباب الجزائري والعربي والفلسطيني لشرح قضية فلسطين وقضية المعتقلين وتطلعهم للحرية بالصورة والكلمة ومقاطع الفيديو، وكذلك في تنظيم الحملات المناصرة للقضية الفلسطينية انطلاقا من الجزائر وصولا الى فرنسا والعالم كله من خلال الجاليات الجزائرية والفلسطينية والعربية في العالم  وهكذا شكل الإعلام الجديد وتحديدا مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر ومواقع الصحف المذكورة اعلاه وكل وسائل الاعلام شكلوا إضافة نوعية لوسائل الإعلام التقليدي ، لانها أكثر سرعة وانتشارا للترويج للقضايا الوطنية الفلسطينية وتبادل الآراء، وتعبئة الرأي العام العربي والدولي استنادا الى ما تنشره الصحف وما تقوم به السفارة الفلسطينية في الجزائر وخاصة الاخ المناصل المعتقل المحرر خالد عز الدين المسؤول عن هذا الملف والذي يحمل امانته بكل اخلاص ويشاركه في حمل هذه الامانة اخواننا الاعلاميين المناضلين في الجزائر التي هي قدوة الاحرار في هذا الزمان. وليست صدفة ان تتزامن مع ذكرى انطلاقة  الثورة الجزائرية في الاول من نوفمبر 1954 وذكرى اعلان استقلال وقيام دولة فلسطين من ارض الجزائر في الـ 15 من نفس الشهر سنة 1988، وبهذه المناسبة ينحني المعتقلين الفلسطينيين والشعب الفلسطينى احتراماً واجلالاً وإكباراً وتقديراً للجزائر حكومة وشعباً ولكل وسائل الاعلام الجزائرية لدعمهم المتواصل للثورة الفلسطينية، ونضالات المعتقلين الفلسطينيين في السجون الصهيونية عبر الملاحق اليومية والأسبوعية في الصحف والجرائد الجزائرية ، ومواقع الاعلام العامة ، وهي تجربة نضالية واعلامية ودبلوماسية ناجحة جدا لوزارة الخارجية الفلسطينية ، وللسفارة الفلسطينية في الجزائر ، وللاعلاميين الجزائريين والمثقفين والصحفيين الاحرار  ليس غريباً ولا جديداً علينا مواقف الجزائر التاريخية   ، ونستذكر دوما المقولة التاريخية  للقائد الراحل هواري بومدين ” نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة ” ، ومقولتة  “استقلال الجزائر لازال منقوصا مادام لم يكتمل باستقلال فلسطين” ، ونستذكر كلمة الشهيد ياسر عرفات ”  الجزائر لا تحتاج لكتابة التاريخ فالتاريخ هو الذي كتبها من أحرف من ذهب نقشت في جميع الشعوب المحتلة ” . إن الإعلام الجزائري هو الإعلام العربي الوحيد الذي تناول قضية المعتقلين الفلسطينين ببالغ الاهتمام حيث كان التنسيق مع الشبكة العربية لكتاب الرأي والإعلام  ونقابة الصحفيين الفلسطينيين ودائرة الاعلام في منظمة التحير الفلسطينية وكل فصائل العمل الوطني وتم إصدار ملاحق صحفية ورقية كثيرة وزعت منها ملايين النسخ في دول كثيرة ساهم فيها عدد كبير من الكتاب الفلسطينيين بمقالاتهم عن المعتقلين ومعاناتهم باعتبارها قضية قومية عربية بينما كان كثير من الإعلام العربي يتناول قضيتنا الفلسطينية كجزئيات ويختزلها وفق مفهوم نزاع فلسطيني صهيوني فقط وليس عربي صهيوني او اسلامي صهيوني وليس صراع على حقوق وثوابت، فهل سنرى تغيير في الخطاب الاعلامي العربي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ؟؟ هل سيقتدي العالم العربي بالتجربة الجزائرية في دعم ونصرة قضايا فلسطين خاصة المعتقلين ؟؟ ان من المهم تعميم تجربة السفارة الفلسطينية في الجزائر على باقي السفارات والممثليات الفلسطينية المنتشرة عبر العالم ، كي تبدأ بعقد اتفاقات وتأمين صيغ تعاون مع وسائل الإعلام في الدول المختلفة، كي يأخذ الخبر الفلسطيني وقضية المعتقلين الفلسطينيين زخمها المطلوب، حتى ينتج فعلاً شعبياً ورسمياً داعماً لفلسطين في كافة المجالات، الأمر الذى لا يتطلب سوى تواصل وخطط عمل لاستثمار التعاطف الدولي وصولاً إلى مخرجات اعلامية تعزز الحضور الفلسطيني في الضمير العالمي، وهذا ما حدث في الجزائر وما  يمكن أن يبنى عليه في مناطق أخرى لذلك مطلوب منا اليوم تكثيف النشاط الإعلامي لسفاراتنا في الخارج في كل دول العالم وليس في الجزائر فقط من خلال إصدار المجلات والصحف وترجمة الكتب التي تتحدث عن القضية الفلسطينية وتزويد مكتبات الجامعات في مختلف العواصم الدولية بهذه الاصدارات ويمكن ترجمة كل ما يصدر عن دائرة شؤون الاسرى في السفارة الفلسطينية وتوزيعه عبر سفارات فلسطين في العالم كله اذا لم يكن بالامكان القيام بما تقوم به الجزائر من جهود عظيمة وهكذا تظل الجزائر هي منبر الاحرار ومصدر الثورة ومصر الفعل الوطني التحرري في هذا العالم كما يتوجب على المؤسسات والأكاديميات الإعلامية  العربية  مساندة المؤسسات والكوادر الإعلامية الفلسطينية في تطوير قدراتها وتنمية مهاراتها لتعزيز دورها وإعانتها على القيام بمسؤولياتها في مواجهة الدعاية الاعلامية للاحتلال الصهيوني في العالم كله  لان الحملات الصهيونية لا تستهدف الفلسطينيين فقط وانما تستهدف كل ما هو عربي فالاطماع الصهيونية اكبر من حدود فلسطين التاريخية  وكلنا نعلم ذلك لكن للاسف البعض يتجاهل ذلك ويحاول التطبيع مع العدو الصهيوني الذي لا يفكر الا في مصلحته عن طريق افساد وتجهيل وتضليل الشعوب العربية والعالم وصولا الى تحقيق اطماعه التوسعية واقامة اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات وهدم المسجد الاقصى وقبة الصخرة  وانشاء الهيكل المزعوم وهذا ما لا يمكن ان يتم طالما هناك اعلام عربي يملك ضمير حر.. ممثلا في الاعلام الجزائري الشريف … تحياتي واحتراماتي للجزائر واعلامها الذي كان لي الشرف في نشر مقالاتي عن المعتقلين وقضية فلسطين في كل منابر الجزائر الاعلامية وسنبقى اخوة وشركاء للابد لان اصولنا التاريخية واحدة كما قال احد علماء الانثروبولوجيا حيث ان عدد كبير من الشعب الجزائري   من اصول كنعانية عربية مثل اصول الشعب الفلسطيني وقال بذلك ايضا ابن خلدون .

وهذا سر المحبة الغريبة بين الشعبين الفلسطيني والجزائري

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: