مع دخوله العام التاسع عشر خلف القضبان ..
الأسير سمير الطوباسي تحدى الاحتلال وحكم المؤبد المفتوح بالتعليم
تقرير: علي سمودي
مع دخوله العام التاسع عشر خلف القضبان ، التحق الأسير سمير عبد الفتاح طوباسي ، ببرنامج الدكتور بعدما حصل على شهادة البكالوريوس ودرجة الماجستير ، وتتمنى والدته الستينية الصابرة حورية الطوباسي أن ” تفرح قريباً بحريته ونجاحه وزفافه “، وتضيف ” بارادة صلبة ومعنويات عالية وتحدي للاحتلال وسجونه واحكامه الظالمة ، تحدى ابني بالتعليم وصمم على استثمار كل لحظة من اعتقاله ليحصل على اعلا الشهادات العلمية التي تؤكد فشل اهداف وسياسات الاحتلال “، وتكمل ” منذ اعتقاله ، عانى الكثير في التحقيق والمحاكم والعزل وتعرض لكل العقوبات ، لكنه اكمل المشوار وكله ايمان بان فجر الحرية قادم ، وهذا الاحتلال مع سجونه لزوال “.
من حياته ..
أبصر الأسير سمير النور بتاريخ 15/ 9/1982،لعائلة لاجئة في مخيم جنين ، ويعتبر الثامن في اسرته المكونة من 13 نفر ، وبفخر واعتزاز تقول والدته ” ابني صاحب نخوة وشهامة ورجولة ، منذ صغره ربيته على الاخلاق الحميدة والتقوى والدين وحب الوطن والانتماء اليه ، بار وملتزم دينياَ ومخلص ومعطاء ، كريم وشجاع “، وتضيف “نشأ وتربى في مخيم جنين وتلقى تعليمه في مدارس الوكالة حتى انهى الثانوية العامة ولم يكمل بسبب ظروف العائلة الصعبة فتوجه للعمل بعدة مهن في الداخل حتى اعتقاله الذي كان مفاجئاً لنا “، وتكمل ” تميز بحب وطنه وشعبه والغيرة عليهما كما روحه ، وعندما كان يسمع بخبر هدم منزل او سقوط شهيد يتأثر ويحزن ويغضب وكأنه يعرفهم “.
الاعتقال والتحقيق …
رغم مسؤولياته الأسرية وعمله ، انخرط سمير بشكل سري في صفوف سرايا القدس مع اندلاع انتفاضة الاقصى ، وشارك بكافة الفعاليات والمسيرات ومقاومة الاحتلال الذي اعتقله بتاريخ 15/ 8/2001 ، وتقول والدته أم جمال ” لم نكن نعلمه بدوره ونشاطه في مقاومة الاحتلال ، وفي ذلك اليوم ، توجه لعمله بشكل طبيعي الى قرية باقة الغربية في الداخل ، وبعد ساعات علمنا عبر وسائل الاعلام أن الوحدات الاسرائيلية الخاصة اعتقلته في كمين مع زميل اخر معه “، وتضيف ” عشنا الصدمة و الخوف والقلق على مصير ابني الذي انقطعت اخباره عنا حتى علمنا بعد اسبوعين باحتجازه في زنازين التحقيق في سجن الجلمة التي قضى فيها أكثر من شهر وسط العزل والتعذيب ومنع الزيارات “.
معاناة المحاكم ..
من التحقيق ، نقل الاحتلال سمير لسجن مجدو ، لتبدأ رحلة المعاناة بين المحاكم ، وتقول والدته ” اصعب اللحظات والمحطات في اعتقال ابني كانت بين المحاكم ، فقد تجرعنا مرارة العذاب والالم بين المحاكم وفي كل مرة يمدد الاحتلال توقيفه حتى اصبحنا نتضرع لله ليخلصنا من هذه المعاناة المريرة في ظل ممارسات الاحتلال والسجانين التعسفية التي استمرت 4 سنوات متتالية “، وتضيف ” في اخر جلسة ، قضت المحكمة بالسجن المؤبد ، لكن قدمنا استئناف ضد القرار التعسفي والصادم انتهى بقرار المحكمة بان حكمه مؤبد مفتوح بتهمة مقاومة الاحتلال والضلوع بعمليات والانتماء للجناح العسكري للجهاد الاسلامي ” ، وتكمل ” كان الحكم صدمة قاسية لنا ، وانهرت في قاعة المحكمة لكن ما صبرني ورفع معنوياتي صلابة وصمود سمير الذي يبشرني في كل زيارة بان الحرية قادمة وقريبة.
وجع الغياب ..
في سجن “هداريم ” استقبل الأسير سمير الطوباسي عامه الجديد ، وتقول والدته ” ما زال صامداً ومعطاءاً ، شارك في كافة معارك الحركة الأسيرة وقد تعرض للعزل عدة مرات ، كما انه يعاني من مشاكل باسنانه وبحاجة لعرضه على طبيب مختص لعلاجه لكن ادارة السجون ما زالت ترفض “، وتضيف ” في بداية اعتقاله ، عانينا من المنع الامني ورفض منحنا تصريح ، وكنا نزوره مرة كل عام ، وبعد جهود مضنية حصلت على تصريح لرؤيته مرة كل شهر “، وتتابع ” قضيت 18 عاماً على بوابات السجون ، فيها كل صور واشكال الالم والوجع والدموع التي لاتفارقني ، ومع ذلك ، ما زلت صابرة واتحمل كل محطات العذاب على كافة الحواجز الاسرائيلية واجراءات التفتيش ” ، وتكمل ” مهما مارس الاحتلال ، لن اتأخر يوماً عنه ، لان هدفي الوحيد زيارة ابني ابني الذي ينتظرني وانتظره من خلف تلك القضبان و الزجاج الفاصل الذي اتمنى أن يتكسر لاستطيع احتضانه وضمه لصدري وتحريره “.
الامنية الكبرى ..
تعبر الوالدة أم جمال ، عن اعتزازها بما حققه ابنها من شهادات ونجاح رغم الأسر ، وتقول ” هذا التحدي جزء من معركة الأسرى على طريق الحرية ، ومن خلال النجاح والشهادات العليا التي وصل اليها ابني اثبت صموده وثباته وانه يعيش بصورة طبيعية ومستمر في مشوار الامل حتى كسر القيد “، وتضيف ” هذا الامل يمنحني القوة والصبر لمواجهة لحظات الالم ووجع الغياب ، فالاحتلال سرق افراحنا وحياتنا منذ اعتقاله ، ولم نشعر بأي سعادة عندما تزوج اخوانه وشقيقاته ، وحالياً لدي 35 حفيداً لا يعرفهم عمهم إلا من خلال الصور لانهم ممنوعين امنياً “، وتكمل ” ليل نهار اتضرع لرب العالمين ليمد بعمري حتى اعيش فرحة اعيادي وكل مناسباتي الأسيرة عندما يعود سمير حراً ونفرح بحريته وزفافه “.