العقل العربي بين الفاعلية و الارادة الناعمة…… بقلم الأستاذ رقيق عبد الله.

العقل العربي بين الفاعلية و الارادة الناعمة…… بقلم الأستاذ رقيق عبد الله.

لقد رسخ العقل العربي المكون تصوراته وفق وعي مغيب للذاكرة المركزية للثقافة العربية و مخيالها الاجتماعي عبر فكرة هكذا خلقت اشياؤه و حالته، تاريخه و مستقبله؛ و اعتمد من خلال منهج ديني استبسط الانسان وارادته ،حريته واختياره و كذا غاية سلطوية احتكرت الارادة وفق مفهوم الراعي الذي صيغت دلالته بين الحاكم والمحكوم كراعي الغنم في صحراء العرب ،رعايتها منفعة له لانها راس مال و التمتع برعيها راحة نفسية ففيها يريحون ويسرحون ،وحيث ما يوجهها تسير و الاستثناء شرود ،و هنا كانت عصا الراعي لكي يسير القطيع و فق ارادتها الناعمة التي تخضع لارادة راعيها المرتبطة بقوة الفعل .

أن نيتشه حين تعامل مع مفهوم الإرادة و طرح انها مرتبطة في علاقتها مع مفهوم آخر هو مفهوم القوة فكون مفهوم مركب للإرادة هو إرادة القوة حيث لا تكتمل عند نتشه إلا في علاقتها الجدلية بإرادة قوة أخرى مضادة و لا يمكن أن تمارس القوة، إلا على أساس قوة مختلفة مضادة. باعتبار أن مفهوم إرادة القوة، كما استعمله نيتشه يتضمن نقيضه المضاد. أي نحن هنا أمام إرادة تحكم و إرادة تخضع لحكم الأولى ضرورة .ان القيم الانهزامية التي سمّاها نيتشه بأخلاق العبيد و تحولت مع التكرار كما يقر دولوز ..انه نتيجة للصيرورة و التاريخ، كانت هذه القيم سلاحا يدعم قوة الإرادة القوية. يعني قوة الأسياد ضد العبيد .ان العقل العربي ووعيه المغيب استحسن انهزامية القيم و خلق لها مرجعيتها الدينية وفق الانفجار النصي في عصر التدوين و استعمل مفهوم الارادة في شكل نادر جدا عبر تاريخ الغالب باسمه، الهالك بسلطانه والمتغلب على اعدائه، المعتصم بقوته، المتوكل لنصرته خليفته على ارضه و وليه بين عبيده و مرشد لاخوانه.و انتهى التاريخ كما الاسماء بقهر حرية الارادة وحلت محلها ارادة القوة التي افقدت العقل العربي فاعليته وادراك حقيقة وجوده.

فالحرية هي نتاج الارادة.ان إيريك فروم يفرق بين نوعين من الحرية،الحرية من والحرية إلى، فالحرية من هي حرية منشغلة بالتحرر من روابط يُنظر إليها كأساس للاستعباد واستلاب الإنسان لارادته وقتل استقلاله وفعاليته ؛وفعل التحرر هذا قد يتم دون السؤال عن الحرية إلى حسب فروم أي دون سؤال عن اتجاه وأفق هذا التحرر. هذا النوع من الحرية يتحول لنقيضه وفقًا لفروم، حيث إنه بالتحلل من الروابط التي تقيده لا تفقد فحسب تسلطها ،بل كذلك تفقد الأمان والمعنى الذي توفره هذه الروابط والمرجعيات كنظام للفكر حيث تصبح الحرية عبئًا لا يطاق، متماثلة مع الشك .

ان المجتمع العربي وفق عقله المكون لا الفاعل خلق هذا الشك في الحرية عبر خدعة عقلية انه كان يعيش ارادته الحره التي من خلالها يدرك حريته والحقيقة انه يتوهمها لانه يمارس ارادته الناعمة المرتبطة بالوجود والكينونة الخاضعة لقوة الارادة الفاعلة المرتبطة بأن أكون او لا أكون و تلك هي المشكلة……..يتبع

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: