احمد مناصرة أسطورة مش متذكر
سجن وسجان وعزيمة أبطال في حسابات الحرية هزم المحققين وانتصر بدموع والدته
بقلم/ ابراهيم مطر
إن التحقيق هو مصدر خطير من سحب الاعترافات لو ظلما أو اكراها وترهيبا وتهديدا ومحاولة النيل من عزيمته،انه البطل احمد مناصر الذى الذى استهوته الرجولة وهونموذج من الأسرى الابطال و هو الحجر الزاوية، الذى لا تتزعزع أنفاسه رغم أشكال العنف والتعذيب الذى تعرض له وهو في عمر الطفولة فما استكان لكيان فزعا، وما ساوم متجبرا ،و وما سمع كلمة محقق جبان خنوعا وتملقا، وما انحسر ضعفا وخوفا أو ترهيبها ، الأسير مناصرة تعرض للتعذيب والتنكيل والتحقيق القاسي في أقبية الزنازين، وذلك عقب اعتقاله بتاريخ 12/10/2015، بتهمة محاولة تنفيذ عملية طعن. ولد الطفل الفلسطيني أحمد مناصرة يوم 22 يناير/كانون الثاني 2002 في بيت حنينا بالقدس المحتلة.
تجربة الاعتقال
اعتقل مناصرة بتاريخ 12 أكتوبر/تشرين الأول 2015 بزعم أنه كان ينوي القيام بعملية طعن في القدس المحتلة.
ففي ذلك اليوم، كان أحمد يتجول برفقة صديقه الحميم وابن عمه في الوقت نفسه حسن مناصرة (15 عاما)، لكن فاجأتهما قوات الاحتلال الصهيونى بالرصاص والدعس ثم الضرب والاعتداء والإهانة من قبل قطعان المستوطنين. وإصابته بجروح خطيرة واستشهاد ابن عمه حسن خالد مناصرة بزعم طعنهما مستوطنين اثنين في مستوطنة ‘بسغات زئيف’ شمال القدس المحتلة. وأدانته محكمة الاحتلال في القدس، إثر ذلك ارتقى حسن إلى ربه شهيدا، في حين نقل أحمد وهو بين الحياة والموت إلى المستشفى مكبل اليدين، حيث اعتقد الكثيرون أنه استشهد هو الآخر، لكنه ظهر لاحقا وهو حي. تعمدت قوات الاحتلال الصهيونى تسريب فيديو جلسة التحقيق الأمني مع أحمد مناصرة، وكانت كلها تعنيف وتهديد لطفل في عمر 13 عاما وقتها. وظهر أحمد في الشريط باكيا وهو يواجه محققا فظا بقوله “مش متأكد” و”مش متذكر”، في وقت ظل المحقق يصرخ بصوت عال في وجه مناصرة بغية زعزعته ونيل اعترافات مجانية منه تعزز رواية الاحتلال. وهو ما يعد مخالفة صريحة للقوانين الدولية واتفاقية حقوق الطفل التي تنص مادتها رقم 16 على أنه “لا يجوز أن يجري أي تعرض تعسفي أو غير قانوني للطفل في حياته الخاصة، أو أسرته أو منزله أو مراسلاته، ولا أي مساس غير قانوني بشرفه أو سمعته”، وتنص أيضاً على أن “للطفل الحق في أن يحميه القانون من مثل هذا التعرض أو المساس”.وعلق وقتها مدير العام للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال خالد قزمار على الفيديو المسرب بقوله إنه دليل جديد بالصوت والصورة عن حالات التعذيب النفسي والبدني التي يتعرض لها أطفال فلسطين وأوضح أن المحققين الإسرائيليين استخدموا بشكل وقح التعذيب النفسي على الطفل مناصرة بالصراخ وحرمانه من حقه في استشارة محام وفي اصطحاب أسرته معه، وقال إن “الهدف من تسريب الفيديو هو التخويف والحرب النفسية التي تشن ضد الأمهات والأطفال، لكن ورغم كل ذلك نجح مناصرة في هزيمة المحققين ولم يدل بأي اعتراف، بدليل أنه كان يكرر: لا أتذكر، لا أعرف”.وحسب قزمار فقد اعتقل الاحتلال الصهيونى 8500 طفل فلسطيني بين العامين 2000 و2015 أغلبيتهم تعرضوا لما تعرض له الطفل مناصرة من تعذيب نفسي وجسدي، وهي حالات قال إنهم مستمرون في حركتهم في توثيقها لاستخدامها دليلا ضد الاحتلال وقياداته التي يجب -حسب المتحدث- أن تحاكم بوصفهم مجرمي حرب. وفي 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 أصدرت المحكمة المركزية حكما بالسجن الفعلي على مناصرة لمدة 12 عاما بزعم طعن مستوطنين، كما فرضت عليه دفع غرامتين ماليتين قدرهما على التوالي مئة ألف شيكل وثمانين ألف شيكل اى مايعادل (50 الف دولار امريكى ) وفي 2017 تم استئناف الحكم لتسعة سنوات ونصف يذكر إن الكيان الصهيونى يحتجز في سجونه ما يقارب من 450 طفلاً أعمارهم ما بين 12 و17 عاماً. ليبقي احمد مناصرة نموذجا للصمود والتضحية.