“جهود المجاهد الشيخ مولاي أحمد الطاهر الإدريسي الحسني السباعي التواتي في خدمة ثوابت المرجعية الوطنية الدينية من خلال مؤلفاته” محور الملتقى الدولي الاول للمدرسة الطاهرية بأدرار

بمشاركة كوكبة من العلماء والمشايخ والباحثين من داخل وخارج الوطن

 

تحتضن المدرسة الطاهرية للتعليم الشرعي الكائن مقرها بالعلوشية بسالي ولاية أدرار، الايام القادمة، الملتقى الدولي الاول المتزامن مع ذكرى وفاة العلامة المجاهد الشيخ المؤسس مولاي أحمد الطاهر الادريسي الحسني السباعي التواتي، ومن المقرر أن يكون محور الطبعة الدولية الاولى التي تحظى برعاية كريمة من معالي وزير الشؤون الدينية والاوقاف الدكتور يوسف بلمهدي، وإشراف السلطات المحلية بذات الولاية ، وتنسيقا مع مخبر المخطوطات التابع للجامعة الافريقية أحمد درارية ، حول ” جهود المجاهد الشيخ مولاي أحمد في خدمة ثوابت المرجعية الوطنية الدينية من خلال مؤلفاته).

وحسب رئيس الملتقى سعادة الشيخ مولاي عبد الله الطاهري، شيخ المدرسة الطاهرية للتعليم القرآني، أن الملتقى يأتي ترحما على روح السيد الوالد المؤسس في الذكرى الـ 40 لوفاته، كما أنه يضيف ذات المتحدث، الملتقى الذي سيؤطره كوكبة من المشايخ والعلماء والدكاترة والباحثين  الذين سيتطرقون (حسبه) إلى محاور جد هامة وضرورية في هذا الوقت بالذات، من خلال التطرق بعناية واستلهام إلى جهود مولانا في خدمة ثوابت المرجعية الوطنية في بعدها الديني،  المتمثلة في العقيدة الأشعرية ومذهب الإمام مالك وسلوك الجُنيد- رحمهم الله تعالى، وبالتالي يقول العلامة عبد الله طاهري (وهو من هو..؟ أحد كبار مشايخ وعلماء إقليم توات والجزائر ككل، بل وصل علمه النافع الى دول عربية وإسلامية ، وهذا ليس بالغريب على من تتلمذ عند الولي الصالح والشيخ الفقيه العالم العلامة الحبر الفهامة  الشيخ الحاج محمد بالكبير رحمه الله تعالى، أين تلقى جملة من العلوم والمعارف في الفقه واللغة والتوحيد والحديث والأدب والحساب والميراث)، لابد وفي هذا الوقت بالذات الكشف عن المجالات التي يُعتنى بالمرجعية الوطنية وإظهار الإمكاناتُ والكتابات والندوات، واستلهام هَدْي العلماء المسهمين في إثراء الرصيد الوطني بالتراث المحافظ على الانتماء القيمي والأخلاقي للأمة، والذي من بينهم مولانا الذي كان واعيا للامتدادات العقائدية والمذهبية والسلوكية والاجتماعية للجزائر وهذا ما تعكسُه مؤلفاتُه ورحلاته العلمية والتعليمية والسلوكية، وغني عن القول إن من شأن توحيد المرجعية، أن يشكل لبنة كبرى في مقاومة الإرهاب الفكري والعملي، وجمعًا لكلمة مسلمي شمالي وغربي إفريقيا على عقيدة واحدة ومذهب واحد وسلوك واحد ، ويختم مولاي عبد الله فاللقاء سيكون فرصة لإبراز والتعريف بدور المدرسة من خلال جملة المهام المنوط بها كمؤسسة روحية اجتماعية في تعزيز الوحدة الوطنية انطلاقا من التصدي لمشروع تقسيم وفصل الصحراء عن الشمال، إلى ما نحياه اليوم من تحديات وأفكار تهدد النسيج الاجتماعي والفكري للامة الجزائرية.

وعن أهم المحاور والاهداف التي ستطرحها ورقة الملتقى الدولي الاول حول جهود المجاهد الشيخ مولاي أحمد الطاهر الإدريسي الحسني السباعي التواتي في خدمة ثوابت المرجعية الوطنية الدينية من خلال مؤلفاته، يقول رئيس اللجنة العلمية الدكتور مولاي محمد عمر حساني أن من أهم أهدافه هو التعريف بسيرة ومسيرة العالم النحرير العلامة المتفنن مفخرة الجزائر خاصة وشمال إفريقيا عامة، باعث العلم في حاضرة توات، فحمل مشعل العلم فيها الذي كاد أن ينطفئ، وأيضا تبيان جهود الأصولي المقعد والفقيه المدقق والنحوي المتضلع والمنطقي البارع والمفسر الحاذق والمحدث المتقن، المجاهد سيدي مولاي أحمد الطاهر الإدريسي الحسني السباعي التواتي في مختلف الميادين العلمية ، ولكون يقول الدكتور حساني مولانا رحمه الله ترك بصمات جلِية أينما حل، وخاصة في جنوب الجزائر الكبير ، أين كانت له المناظرات الشعرية الرائقة مع علماء من شنقيط،، وقبل هذا وذاك علماءَ مرّاكش وأحوازها وفي توات، حيث أسس مدرسته العامرة، تتلمذ عليه جهابذة علماء الإقليم، فصدّر وأصدر، كل ذلك في سياق خدمة ثوابت المرجعية الوطنية، وعلي فالملتقى فرصة لتلبية جانب كبير من اهتمامات الباحثين في مجال الآثار العلمية للشيخ، فضلا عن تبيان دور مدرسته العامرة في مواصلة نهجه القيم، ولتحقيق كل هاته الاهداف يتطلب يقول الدكتور حساني، (حفيد العلامة الشيخ مولاي أحمد الطاهري الإدريسي الحسني وفرع من فروع دوحته الطاهرية، وغصن من غصون أيكته العرفانية)، إتباع جملة من المحاور كحياة الشيخ وتعلّمه، وجهوده في خدمة ثوابت المرجعية الوطنية وآثاره، والتعريف بمدرسة التصوف الجزائرية دورها في توحيد المرجعيات وتكريس الأمن الديني ، لاسيما المدرسة الطاهرية ودورها في مواصلة نهج مؤسسها الشيخ مولاي أحمد الطاهر، إضافة الى محور دور أعلام الفكر والتصوف الجزائريين في استقرار المنطقة.

ومن جهته يقول رئيس اللجنة التنظيمية أحمد طاهر طاهري أحد أحفاد الشيخ المحتفئ به، ونجل الشيخ مولاي عبد الله وهو أحد رجال المدرسة الطاهرية، أن المناسبة فرصة للقاء وقراءة القرآن الكريم وختم صحيح البخاري، والاستماع إلى بالقراءة والذكر الجماعي والابتهالات، إضافة الى القيام بنشاطات ذات أبعاد اجتماعية وإنسانية خيرية وتضامنية، ترحما على روح الوالد المؤسس الامر الذي تجندت له المرسة بكل رجالها وفروعها من أجل نجاح هذا الحفل التأبيني الكبير.

للإشارة تعد القلعة الطاهرية من القلاع الجزائرية التي حافظت على الهوية والمرجعية الوطنية الجزائرية، حافظت على قرآن وعربية الجزائريين إبان الاستدمار الفرنسي، وعلى النسيج الاجتماعي ومقومات الامة الجزائرية في جزائر السنوات العجاف، عندما بقيت صامدة بفضل إتقانها وصدقها في أداء رسالتها في تعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية، هذا بفضل صبر وتحمل رجالها في أداء وصيانة الأمانة، هذا وكما كان لها الفضل على غرار باقي القلاع الروحية والاجتماعية في ربوع الوطن، في احتضان مشاريع الصلح والمصالحة ونبذ الفرقة والاختلاف، التي سيسجله التاريخ لها وللجزائر لكونها صقلت عدة مشايخ وعلماء في البلاد الجزائرية وغيرها.

عماره بن عبد الله

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: