الموت حق و الحرق باطل ا…؟ بقلم الاعلامي حكيم عزي

ما حدث في مستشفى ولاية الوادي من تفحم عددا من الرضع قبل أيام بطريقة مريعة ، يدفعنا إلى التفكير جديا في مسلمات تنازلنا عنها جميعا مصحوبة بمرض ضمير يعاني ماساة. منذ سنوات وليس من اليوم فقط .

كان من الأجدر قبل البحث عن أسباب الحادث الأليم، البحث بطريقة غير جنائية عن الجانب الكمي والكيفي في الموضوع.، كم لدينا من ممرض مناوب؟، ماذا نملك من معدات ووسائل متطورة؟ ماذا وفرنا للعامل و المريض والطبيب ؟ كيف تم توزيع ساعات العمل بينهم؟ وكم من طبيبة وقابلة باعت ساعات العمل بمبلغ 03الاف (دمار) عن كل ليلة، نظير عدم ضمان المداومة و المكوث بالبيت ، وهي قنبلة موقوتة مسكوت عنها انفجرت في ورقلة منذ سنوات أثناء حريق الأفارقة الشهير قبل أن تنفجر في الوادي ، علما أن جر الحبل على رقبة كل من ضبط ليلة الحادثة المشؤومة،لا يفيد في شىء، فكم من حادث وقع في عدة مستشفيات والنتيجة واحدة أحكام قضائية متفاوتة تنتهي بعودة الموظف إلى ممارسة مهنته ،بعد عقوبة 06 أشهر حبسا غير نافذا !!.

إصلاح المستسفيات كما سماها الرئيس المستقيل ذات ربيع، يكشف معنى المهزلية المقصودة التي وصلت إليها هذه المرافق الطبية من طرف النظام البائد و التى تحولت من علاج البشر إلى قتلهم بشتى الطرق جراحة و أخطاء و حرقا، وماخفى أعظم.
و لذلك ينبغي البحث عن الكيف والكم معا ،دون تقديم أحدهما عن الآخر و المنعدمين منذ نصف قرن، بغية الوصول إلى تحديد نسبة المسؤولية بعيدا عن مقولة” لي دارها يخلص” كون من فعلها عادة ما يكون خلف الستار، على طريقة مقتل الرئيس بوضياف رحمه الله، وما أكثرها من هكذا حوادث مميتة، لم تحرك ضمائرنا بعد الا بدخول السجن !! .

الضجة التي تعقب الحوادث لو كانت بمقدار، ما ينبغى أن يكون من تحرى في الكميات والكيفيات وتذليل صعوباتها ،لما وصلنا إلى هذه المرتبة من التسيب و الإهمال و سوء التسيير، وموت الضمير قبل موت الرضع و الشيوخ و الأصحاء ،الذين دخلوا المستشفيات من أجل تغيير ضمادة.

إن الجرح عميقا و الأعمق منه أنه كتب علينا أن نعيش في منطقة تتحكم فيها الجغرافيا السياسية ،و كل ما يؤشر إلى مافيا تتحكم في القوت و الدواء و الهواء، لك الله جنوبنا الكبير.

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: