في جمعة أخرى ، هي الجمعة الـــ 28 من تاريخ الحراك الشعبي السلمي بالجزائر ، خرج اليوم الجمعة ، المواطنون بالجزائر العاصمة وعبر عديد ولايات الوطن في مظاهرات سلمية للمطالبة بمواصلة تغيير النظام ومكافحة الفساد والتسريع بانهاء الازمة السياسية باجراء انتخابات رئاسية شفافة ونزيهة .
ويعكس هذا العزم الشعارات المرفوعة اليوم كــ “الشعب عازم على مواصلة الحراك حتى تجسيد دولة المؤسسات” و “طبقوا المادتين 7 و 8 و ارجعوا السلطة للشعب”، حافظ المحتجون على مطالبهم التي تنصهر كلها في بوتقة واحدة: تسليم زمام الأمور لوجوه “لا علاقة بالنظام السابق” و إرجاع السيادة للشعب الذي يعد مصدر كل سلطة.
و على غرار الجمعات التي سبقت ، كان موضوع محاربة الفساد و محاسبة المتورطين فيه حاضرا بنفس القوة ، مع التأكيد على عدم الاكتفاء بمعاقبة الفاسدين بل العمل على استعادة الأموال المنهوبة من قبلهم ، عبر شن “حرب حقيقية دون هوادة”.
كما تعالت الهتافات في سماء ديدوش مراد و حسيبة بن بوعلي و العقيد عميروش، منادية بإطلاق سراح المعتقلين أثناء المسيرات الشعبية، في الوقت الذي لوحظ فيه إقامة حاجز أمني لمنع المتظاهرين من الوصول إلى ساحة البريد المركزي انطلاقا من ساحة موريس أودان ، لأسباب أمنية ، حسب تأكيدات السلطات المعنية التي أبقت نفقي الجامعة المركزية وعميروش مغلقين أمام المتظاهرين.
و كالعادة ، ومع فض تجمعات المتظاهرين ، فسح المجال أمام شباب متطوعين لتنظيف الشوارع التي عبرتها المسيرات، مثلما دأبوا عليه منذ انطلاق هذه المسيرات السلمية.
وبالموازاة منذلك تواصل الهيئة الوطنية للحوار والوساطة بقيادة منسقها كريم يونس بلقاءاتها مع التشكيلات السياسية في حوار جامع في اطار المشاورات التي تجريها هذه الاخيرة من أجل التوصل الى حل للازمة السياسية التي تعيشها البلاد وبلورة رؤى موحدة انطلاقا من المبادرات المطروحة .
واج