اخوتنا، أخواتنا، أمهاتنا، آباءنا وأبناءنا من عائلات الشهداء المحتجزة جثامينهم والمفقودين.
الحضور الكريم من كافة بنات وأبناء شعبنا ومؤسساته الشعبية والرسمية والأهلية….
نلتقي اليوم، السابع والعشرين من آب، شأننا في كل عام منذ اقرار هذا اليوم بموجب قرار لمجلس الوزراء عام 2008، لنجدد وفاء الأحرار لأرواح شهدائنا ولعائلاتهم، أننا لن ننساهم، ولن نوقف نضالنا حتى تحرير جثامينهم الطاهرة، ولفها بالعلم الوطني، ورشها بماء الورد والحنا وتوسيدهم تراب مقابر عائلاتهم وبين أفراد أسرهم. سنواصل فضح جرائم الاحتلال الفاشي الذي فاقت جرائمه جرائم أسلافه من المستعمرين، حتى أكثرهم عنصرية، هذا الاحتلال الذي يحظى للأسف بتغطية وحماية أقوى دولة في العالم، التي تنتقل تدريجيا من موقف الداعم الى موقف الشريك للاحتلال، كجزء من حملة البلطجة الدولية التي يقودها ساسة مأفونون بداء العنصرية والجهل والتعصب، ينقلبون على القانون والنظام الدولي الذي خدم أهدافهم واستخدموه ضد الشعوب، ينقلبون على التجارة والمناخ وعلى الأمم المتحدة التي أنشأوها بعد حروب مدمرة حصدت أرواح عشرات الملايين ودمرت آلاف المدن. يأتي اليوم الوطني هذا العام والاحتلال يصعد سياسات البلطجة، ويشن حربا ضروسا على الشهداء والأسرى وعائلاتهم، سعيا وراء تجويعهم وقطع سبل العيش الكريم عنهم. ونحن اذ نحيي موقف السلطة الوطنية الرافض لهذا الابتزاز والتمسك المبدئي والحازم بسياسات الدعم القائمة لأسر الشهداء والأسرى، فإننا ندعو سائر فئات شعبنا الى زيادة الالتفاف حول أسر الشهداء والأسرى، فهم أبناء الشعب مثلما هم أبناء عائلاتهم. ومثلما تعاني أسر الشهداء المحتجزين فان عائلات الأسرى تعيش قلقا دائما على مصائر أبنائها الذين يتحدون بطش سجانيهم ويواجهونهم بصدورهم العارية الا من ايمانهم بعدالة قضية شعبهم.
كما يأتي هذا العام والاحتلال يكشف عن مزيد من نوايا تهويد المقدسات والمس بمكانتها السياسية والقانونية، والاعلان عن نوايا الضم والالحاق وتصعيد سياسات التهجير القسري لأهلنا في القدس والمنطقة المصنفة ج، بل وتعدي تلك السياسات حدود المنطقة ج لتدخل منطقتي أ و ب، والاعلان عن رزمة قوانين على جدول أعمال الاحتلال ومنها قانون القدس الكبرى وضم الأغوار…الخ
ويأتي هذا اليوم وأهلنا في قطاع غزة يواجهون الحصار في أكبر سجن للبشر في العالم، للعام الثالث عشر على التوالي، مع تصعيد جرائم القصف والعدوان وتقييد حركة الأفراد والبضائع وتحويل حياة مليوني فلسطيني الى جحيم لدفعهم نحو الاستسلام والهجرة، وما يرافق ذلك من محاولات الهروب من هذا الجحيم الذي بات شبابنا يدفعون زهرة أعمارهم في البر والبحر والغابات على تخوم الدول التي أغلقت حدودها بوجه الهاربين من جحيم الحروب والجوع والدمار. وللأسف يأتي كل ذلك في ظل استمرار الانقسام السياسي البغيض الذي يلحق أكبر الضرر بوحدة مصير شعبنا، دون وجود أي بارقة أمل بقرب انهاء هذا الانقسام وتجديد الشرعيات الفلسطينية على قاعدة المشاركة الشعبية التي تسمح لشعبنا باختيار ممثليه وتعزيز منعته وبنيته بما يساهم في توفير مقومات الصمود أمام أشرس حرب تطهير عرقي نواجهها.
الحضور الكرام
نلتقي اليوم من كافة المشارب والانتماءات، ودم الشهداء هو المادة اللاصقة لوحدتنا، بوصلتنا نحو القدس، وتجري في هذه الأثناء أربع فعاليات في غزة والخليل ورام الله ونابلس، سبقتها فعاليات لزيارة أضرحة الشهداء، وتنظيف مقابر شهداء اخوتنا العرب من جنود وفدائيين، عراقيين وأردنيين ومصريين ومن كل قطر عزيز، وذلك أقل الواجب.
ولا يخفى عليكم أن سلطات الاحتلال قد صعدت سياساتها وزادت صلفا في التعامل مع جثامين الشهداء تلبية لشهوات الانتقام التي لا تكتفي بهدم منازل أسرهم بل تحاول الدوس على أبسط مشاعرهم الانسانية وأبسط حق لكل انسان، أن يدفن بما يليق بكرامة الانسان التي كرمها الخالق وكل الديانات السماوية والوضعية.
نريد لاحتجاجاتنا أن تتواصل، في مواجهة الهدم والتهويد والتشريد ولتجديد عهد الأحرار لشهدائنا وعائلاتهم أننا لن ننساهم ولن نهدأ أو نهنأ حتى تحريرهم وتحرير أسرانا لمواصلة الطريق حتى تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة.
فعهدا للشهداء، وعهدا للأسرى وعهدا لكل أم وابن وابنة سكبوا دمع فراق الأحبة أن نصون دمعتهم وكرامتهم وكبرياءهم كبرياء الشعب الفلسطيني، وإننا حتما لمنتصرون.
الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء العرب والفلسطينيين المحتجزة لدى الاحتلال الإسرائيلي ومعرفة مصير المفقودين