رغم تجاربه السابقة في الاعتقال والمعاناة في سجون الاحتلال ، فان الاعتقال الأخير للأسير المريض فادي يوسف الحروب ، 28 عاماَ ، يعتبر الأصعب بالنسبة له ولعائلته ولاطفاله ، بعدما أقدمت سلطات الاحتلال على تحويله للاعتقال الاداري بعد انهاء محكوميته مما اضطره لخوض اضراب عن الطعام رغم معاناته من عدة أمراض ، لكنه علقه بعدما حصل على عهد من ادارة السجون بالافراج عنه بعد انهاءه ، إلا أن عائلته تعيش اجواء من التوتر والقلق لمخاوفها من عدم التزام الاحتلال باطلاق سراحه ، وتقول الوالدة الخمسينية يسرى الحروب ” لن نطمأن ويهدا لنا بال حتى نراه بيننا حراً وطليقاً ، فقد بدانا نستعد لاستقباله عندما انهى حكمه الظالم ، لكن الاحتلال أعاد اعتقاله وحوله للاعتقال الاداري “، وتضيف ” نتمنى أن لا تتكرر التجربة المريرة خاصة بسبب معاناته من عدة أمراض مزمنة واهمال علاجه ، فلا يوجد أي مبرر لاستمرار اعتقال ابني وحرمانه من حياته واطفاله الذين ينتظرونه على أحر من الجمر “.
السيرة الذاتية ..
ينحدر الأسير فادي ، من قرية دير سامت قضاء دورا بمحافظة الخليل ، ويعتبر الخامس في عائلته المكونة من 9 أنفار ،وتقول والدته أم يونس ” نشأ وتربى وعاش في قريتنا ، ابن بار ومخلص ومعطاء وحنون ، ملتزم ومحب لعائلته واهله وبلده ، عاش حياته يتنافى لتوفير حياة كريمة ومستقبل افضل لاسرته خاصة بعدما تزوج “، وتضيف ” تلقى تعليمه حتى انهى المرحلة الابتدائية ، وتحمل المسؤولية رغم صغر سنه ومرضه ، فعمل بعدة مهن اخرها الدهان والبناء ،وقد تزوج ورزق بثلاثة أطفال أكبرهم ميار 9 سنوات وأصغرهم محمد الذي كان بعمر 6 شهور لدى اعتقاله الاخير “.
الاعتقالات ..
تروي أم يونس ، أن الاحتلال استهدف فادي بالاعتقال ثلاثة مرات ، فامضي في الاولى مدة عام ، والثاني رهن الاعتقال الاداري الذي جدد 3 مرات وقضى 18 شهراً ، بينما الاعتقال الثالث في شهر نيسان عام 2018 ، وتقول ” اقتحم الاحتلال منزلنا وقام بتفتيشه بحثاً عن فادي ، وعندما لم يجدوه ، سلموا والده بلاغ ليراجع ابني المخابرات الاسرائيلية رغم انه لا يتدخل بالسياسة وليس له انتماء حزبي “، وتضيف ” عندما ذهب لمقابلتهم ، احتجزته المخابرات ونقلته في البداية لمركز التحقيق في سجن عتصيون لمدة 15 يوماً دون معرفة الاسباب ثم نقلوه لسجن “عوفر ” العسكري “.
الحكم والمرض ..
منذ اعتقاله ، تتنقل عائلة فادي بين مؤسسات حقوق الانسان لمتابعة قضيته ، وتقول والدته ” كنا نتوقع الافراج عنه لعدم ادانته بأي تهمة ، لكن المخابرات ماطلت واستمرت المحكمة بتمديد اعتقاله ، وبعد 10 جلسات حوكم بالسجن لمدة 10 شهور ، وفشلت كافة محاولات المحامي للاستناف والغاء القرار بسبب معاناته من عدة أمراض “، وتضيف ” ابني يعيش على الادوية ،بسبب اصابته بامراض الضغط والدهنيات والاعصاب وضغط في الدم وكسور في الراس بسبب التحقيق والاخطر امراض نفسية ويتناول عدة ادوية “، وتكمل ” يحتاج فادي لرعاية ومتابعة صحية ، لكن ادارة السجون اهملت ورفضت علاجه مما عرضه لمضاغات خطيرة وتشجنات مستمرة “.
الاداري والاضراب …
عندما كانت العائلة تنتظر على أحر من الجمر الافراج عن ابنها في الموعد المحدد 25-5-2019 ، فوجئت بتحويله للاعتقال الاداري ، وتقول ” شعرنا بصدمة كبيرة عندما تبددت فرحتنا بحريته ، وحوله الاحتلال للاعتقال الاداري لمدة 3 شهور ، واستناف المحامي مستعيناً بالتقارير الطبية التي تؤكد خطورة اعتقاله على صحته وتثبت الامراض المزمنة التي يعاني منها ، لكن الاحتلال رفض الافراج عنه “، وتضيف ” صبرنا مرة اخرى ، وفرحنا كثيراً
عندما ابلغته ادارة السجون بانتهاء مدة سجنه وطلبت منه الاستعداد للافراج عنه ، لكن الاحتلال جدد اعتقاله بتاريخ 5/9/2018 للمرة الثانية لمدة 3 شهور دون مراعاة لحالته الصحية “، وتكمل ” امام غطرسة وظلم الاحتلال ، اعلن فادي الاضراب عن الطعام رغم مرضه ، فعاقبته الادارة بالعزل في الزنازين الانفرادية ، وبعد 6 أيام من الاضراب وضغوط كبيرة وافقت على أن تحول الحكم لجوهري والافراج عنه فور انهاء الاداري الثاني فعلق ابني الاضراب “.
قلق وخوف ..
وعبر والد الأسير أبو فادي الذي يعانمي من تضحك في القلب والضغط والسكري والدهينات ، عن قلقه الشديد من استمرار اعتقال ابنه ، وقال ” وضعه الصحي ومرضه النفسي يؤثر كثيراً عليه ، وعقابه بالعزل هو جريمة كبيرة تضاعف من خوفنا وقلقنا على حياته “، ويضيف ” خلال اضرابه ، امتنع فادي عن تناول الماء احتجاجا على مماطلة الاحتلال في الاستجابة لمطالبه بانهاء اعتقاله الاداري وبسبب المعاملة السيئة التي يتعرض لها وممارسات الاحتلال ضده بهدف ثنيه عن الاضراب ، وحالياً ننتظر ونصلي لرب العالمين ليفرج كربه وانقاذ حياته من قبضة السجان وظلمات سجنه الرهيبة “.
دعوات من القلب ..
الوالدة أم يونس التي تعاني عدة أمراض مزمنة ، تقول ” وجع الجسد وامراضه لا تؤلمني مثل فراق ابني وقلقنا الشديد على حياته ، ننتظر وزوجته واطفاله زيارته على أحر من الجمر لنطمئن عليه ، لكن وجعنا مستمر في كل لحظة لغيابه “، وتضيف ” ليل نهار نتضرع لرب العالمين ليحمي لنا فادي ويعيده لزوجته واطفاله سالماً ، فقد انهكه الاعتقال ولا نملك سوى الصبر حتى تزول هذه الغمة ونجتمع من جديد ويعوض اطفاله عن ايام الحزن والدموع.
تقرير: علي سمودي