والدة الأسير مصطفى دراغمة الاحتلال يرفض علاجه ويواصل تمديد توقيفه رغم اصابته بفشل كلوي وتعطلت كليته جراء الاهمال …

والدة الأسير مصطفى دراغمة

الاحتلال يرفض علاجه ويواصل تمديد توقيفه رغم اصابته  بفشل كلوي وتعطلت كليته جراء الاهمال …

 تقرير: علي سمودي

تخيم أجواء الخوف والقلق في منزل عائلة الأسير المريض مصطفى معتصم مصطفى دراغمه ، 23 عاماً  ، في مدينة طوباس ، بعدما تدهورت الحالة  الصحية لابنها الوحيد بسبب ظروف الاعتقال والتحقيق في زنازين وسجون الاحتلال ، التي أدت لاصابته بفشل كلوي حاد ، ورغم خطورة وضعه ، ما زال الاحتلال يرفض الافراج عنه ، وتواصل محاكمه تمديد توقيفه ، وتقول والدته ثناء دراغمة ” عندما اقتحم الاحتلال منزلنا ، واعتقله ، ابلغناهم ان مصطفى يعاني من مرض السكري الدرجة الاولى وبحاجة لدواء دائم ورعاية صحية ، لكنهم لم يهتموا واقتادوه لاقبية التحقيق مما أثر على صحته كثيراً بسبب اهمال علاجه وعدم توفر الادوية “، وتضيف ” الكارثة الكبرى ، انه اصيب بالفشل الكلوي ، ورغم ذلك ، ما زالوا يمددون توقيفه  فأين مؤسسات حقوق الانسان ؟”.

من حياته ..

يعتبر الأسير مصطفى وحيد والديه ، ولد ونشأ وتربى في مدينة طوباس ، وتقول والدته ” ربي يحميه وينجيه ويصبر قلبي على فراقه ، فابني شاب بار وحنون وصاحب اخلاق عالية ، تميز بالتزامه الديني وحب العائلة والاهل والاصدقاء ، متميز ومتفوق بدراسته وطوال حياته لم يتدخل بالسياسة أو ينتمي لحزب أو تنظيم “، وتضيف ” امتلك طموحاً كبيراً ، ودوماً كان يخطط لمستقبله ووصوله لاعلى الدرجات ليفرحنا ويحقق امنياتنا فهو كل شيء جميل في حياتنا وعالمنا “، وتكمل ” مصطفى تعلم في مدارس طوباس حتى انهى الثانوية العامة بنجاح ، وفرحنا عندما انتسب لجامعة القدس المفتوحة تخصص ادارة صحية ، لكن بعدما أنهى السنة الدراسية الاولى قطع الاحتلال عليه الطريق وحوله من طالب علم لأسير وعليل “.

الاعتقال الصادم ..

تنهمر دموع الوالدة أم مصطفى عندما بدأت تستعيد لحظات انتزاع ابنها من فراشه فجر تاريخ  17/7/2018 ، وتقول ” لم نتنبه لاقتحام العشرات من الجنود لمنزلنا قبيل الفجر بساعة ، فجأة نهنضنا من نومنا لنجدهم حولوا منزلنا لثكنه عسكرية ، ودون سؤال أو جواب توجهوا فوراً لغرفة مصطفى وكأنهم يعرفون كل شيء ومكانه وغرفته “، وتضيف ” ايقظه الجنود من نومه وفتشوه ثم احتجزونا في غرفة واحدة حتى انتهت حملة التفتيش وتخريب وتدمير الاثاث وكل شيء ، لكن اللحظة الصادمة كانت عندما ابلغونا باعتقال ابني “، وتكمل ” شعرنا بصدمة ورعب ، ولم نصدق بسبب معاناة ابني من مرض السكري من الدرجة الاولى ، فقال والده للضابط الاسرائيلي : ابني مريض وبحاجة لدواء ورعاية ولا يمكنكم اعتقاله ، فاجابه : نحن نعرف كل شيء عن حياته وسنقوم بالمحافظة على صحته قدر الامكان ، لكننا لم نصدقهم لمعرفتنا بما يمارسه الاحتلال من اهمال وتدمير لحياة الأسرى المرضى “.

المرض والمحاكمة ..

اقتاد الاحتلال مصطفى لغياهب الزنازين والسجون ، وبدات عائلته بالتحرك لانقاذ حياته ، وتقول والدته ” توقعنا أن يفرج عنه باسرع وقت لمعرفتنا بعدم علاقته بأي حزب واهتمامه فقط بدراسته وبسبب حالته الصحية والخطر الكبير اذا بقي كثيراً في السجون ، لكن فوجئنا بتقديمه لمحكمة سالم ورفض القضاة الافراج عنه بذريعة وجود اعترافات ضده “، وتضيف “رفض الاحتلال تزويد ابني بالعلاج ومتابعة حالته الصحية ، وجرى حتى اليوم عرضه على المحكمة 12 مرة ، وفي كل جلسة يقدم المحامي تقارير حول وضعه الصحي لكن المحكمة ترقض اطلاق سراحه وتمدد توقيفه ضاربة عرض الحائط كافة الاعراف والقوانين التي تمنع اعتقال المرضى وحرمانهم من العلاج “.

مضاعفات خطيرة ..

تتجدد دموع الوالدة حزناً خوفاً على حياة وحيدها القابع في عيادة سجن ” الرملة “، التي يعتبر الاسرى ” ثلاجة الموتى ” و” مقبرة للاحياء “، وتقول ” ابني المريض يتناول يومياً 3 جرعات من ” الانسولين “، ولا يمكنه العيش الطبيعي وتخفيف المه دون الابر التي لم توفرها ادارة السجون له “، وتضيف ” بسبب الاهمال الطبي ، اصبح اليوم مصاباً ب الفشل الكلوي وتعاني احدى كليتيه من  عطل تام  بينما الكلى الاخرى يجري لها غسيل يوما بعد يوم ، فمصطفى  لم يكن يعاني من الكلى الا بعد اعتقاله “، وتكمل ” لدينا قلق وخوف كبير على حياته ،لذلك نناشد الرئيس محمود عباس والجهات المعنية بالاسرى، انقاذ حياة ابني ووحيدي “، وتتابع “نناشد الجميع وخاصة المؤسسات الحقوقية والانسانية  التحرك بشكل فوري والضغط على الاحتلال للافراج عن ابني لمتابعة علاجه خارج السجون أو ادخال طبيب مختص لمعاينة وضعه وتناوله الدواء المناسب له “.

انقذوا ابني ..

بحزن وألم ، تقول أم مصطفى ” طرقنا كافة الابواب لمساندتنا والوقوف بجانب ابني الذي يصارع المرض ولكن دون جدوى ، لم يحرك أحد ساكناً ، وابكي كل يوم عندما أطالع رسالته التي بعثها لنا من سجنه ، وقال فيها “اريد العودة الى اهالي ووطني وبلدي و ترابها وهوائها ، انقذوني  لاعود حيا وبصحة جيدة “، وتضيف ”  اين الضمائر الحية التي تقف مع الاسير المريض ؟، فلا يوجد بايدينا حيلة لانقاذه ولكني مستعدة لافديه بعمري وامنحه حياتي لتحريره “، وتكمل ” املي بالله رب العالمين ان ينقذه ، وسلاحي الوحيد الدعاء والتوجه الى الله لكي اصبر و يشفي من المرض ابني  البعيد عني والذي  لا يعرف أجد  حقيقة ظروفه ومدى المه واوجاعه ، فقد اصبح المرض والاعتقال أكثر الماً ووجعاً “.

 تقرير: علي سمودي

 

 

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: