عمالقة التحدي بقلم:  خالد موسى البطران.

عمالقة التحدي

بقلم:  خالد موسى البطران.

لمن يسمع ولا يعرف عن إضراب الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية . يعتبر هذا النوع من الإضرابات وسيلة نضالية يقوم بها فرد أو مجموعة أو كل السجناء السياسيين القابعين داخل زنازين وسجون الإحتلال الصهيوني وهم للمعرفة بالألالف . وكما ذكرنا هى وسيلة نضالية يقدم عليها السجناء لإنتزاع أو تحسين ظروفهم الحياتية داخل المعتقلات او من أجل إنتزاع إمتياز أو تصويب إجراءات تتخدها إدارة السجون من وقت لأخر . فى هذه الأيام يخوض عدد كبير من سجناء فلسطين إضراب عن الطعام من أجل إقدام سلطات الإحتلال داخل المعتقلات بحرمان المعتقلين من أبسط سبل الحياه ونقص نوعية الخدمات الصحية التى تسببت بوفاة العديد من السجناء لعدم توفر الأدوية المعالجة لأمراضهم . مع العلم أن دولة الإحتلال وقعت على مواثيق المحافظة على أرواح السجناء الدولية وهى بطلة العالم بالتفنن بعدم تطبيقها بل وتزيد من ممارساتها اللاإنسانية فى التعامل مع هؤلاء الأبطال لتكسر إرادتهم وتحطم معنوياتهم . ويعتبر مثل هذه الإضرابات الوسيلة الممكنة وتكاد تكون الوحيدة التي يستخدمها المضربون بفقدهم الكيلوات من لحم أجسادهم ويتحولوا إلى هياكل عظمية ويعرضهم للأمراض والتشنجات وفقدان للأبصار. كل هذا يعتبر أهون من تجرع الذل والإهانات أو الحرمان من الزيارت،هذا النضال الذي لا تجدونه الا عند عمالقة التحدي وهم الفلسطينيون الذين علموا العالم كيف ينتزعون حقهم من بين أنياب محتل مغتصب ظالم . وهنا سأقف على قصة من ألاف القصص الفردية وهى للأسير البطل خضر عدنان الذي زادت أيام إضرابه عن المئة، يوم كان لا يأكل فيها سوى القليل من الملح مع الماء لكي لا تتعفن معدته، ليسجل منفرداً أطول إضراب يخوضه مسجون داخل سجون الإحتلال وينتصر على سجانيه وينتزع منهم حكم بالإفراج عنه . وهناك العشرات من هؤلاء الذين سجلوا قصص نقف ورائها صاغرين أمام عظمة ما قدموه، هذا كله وصوت الأحرار الذي كان ثمنه أطنان من اللحم البشري يذوب ليوصلوا اصواتهم المخنوقة إلى من يدعون زيفاً وكذباً أنهم أنصار الحق ويوفرون سبل العيش الكريم للسجناء دون التعدي على حقوقهم الذي كفلها القانون الدولى. ومن القصص الجماعية تلك التى يقدم عليها كافة السجناء بشكل جماعي كإرجاع وجبات الطعام، وهذا إسلوب تصعيدي فـ يبدؤا بإرجاع وجبة ثم أكثر حتى تصل إلى إرجاع كل الوجبات وتكون تلك الخطوات إحتجاجاً على نوعية وكمية الطعام المقدم أو سحب إدارة السجون لبعض الإنجازات التى حققت، كالمياه والأغطية والملابس والهواتف والزيارت والتعليم الجامعي وغالباً ما يكون التنسيق بين ممثلي الفصائل على مثل هكذا خطوات ويلتزم بذلك كافة المساجين وبالصمود ووحدة الموقف يتحقق مطالب الأبطال. هذا الصراع المميت الذى يستخدمه السجناء ليس حباً بالعذاب أو الإستشهاد بقدر ما هى الوسيلة المتاحة التى يلجأ لها السجناء في تحديد قدرتهم على تحديهم لعدوهم وليثبوا له بأن كل اجراءاته لن تكسر لهم عزيمة ولا تثنى لهم هامة، بعد كل هذا الصراع يكون طعم الإنتصار مصحوب بالشموخ والكبرياء ويبقى الصراع مفتوح بين من يمتلكون الإرادة والتحدي ومن لا يمتلكون الحق ولا الأخلاق . ها هو الشعب العربي الفلسطيني العظيم يقف اليوم خلف أبناؤة  الذين يخوضون اليوم معركة من عشرات المعارك داخل باستيلات وسجون محتل يتفنن ويحاول أن يثني هؤلاء الأبطال عن عظمتم وما فتئ، وسيخسأ بإذن الله ويبقى الصراع مفتوح بين من أبوا الركوع وبين مجرم حقير يتفنن بالتعذيب والترهيب . أعانكم الله أيها الأسود الزائرة، ونصركم وحريتكم وكرامتهم ترخص من أجلها  التضحيات ، فإما حياةٌ تسر الصديق وإما مماتٌ يغيظ العدا .

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: