العقل العربي الفاعلية بين السيف والكتاب… بقلم الأستاذ عبد الله رقيق

العقل العربي الفاعلية بين السيف والكتاب

بقلم الأستاذ رقيق عبد الله

ان اي انتاج ثقافي لا يمكن ان يكون خارج الواقع والوعي المتزامن مع الممارسة الأجتماعية، ان الدولة كمفهوم كياني يمتلك السلطة الرمزية و اخرى مادية بين أفراده،اوقع المجتمع البدوي لشبه الجزيرة العربية في رفض للدين لانه خالق لتلك السلطة السياسية.ان الثقافة ليست كيان معلق في الفضاء او انه نشاط عقلي ننتجه ونحن ابرياء؛ان الثقافة العربية اُنتجت وفق متغير مهم كان يؤثر فيها ويوجهها بشكل مباشر انها السلطة و آلياتها السياسية،ان معركة صفين37 ه لم تكن معركة سياسية خالصة من اجل السلطة وانما معركة وعي و ثقافة حيلة و انتصار ؛حين كان الامويين يقتربون من الهزيمة اهتدوا عبر حيلة سياسية فرفعوا المصاحف على أسنة الرماح وقالوا رضينا بكتاب الله تعالى حكما، ولذا توقّف جيش علي( رضي الله عنه ) عن القتال، وقال كلمة حق أريد بها باطل. انه ومن تلك اللحظة ارتبطت صورة القران مع السيف و تشكل وعي في الذاكرة المركزية للثقافة العربية ان ما عجز عليه السيف الذي يشكل في ثقافة البدوي رمزية القوة والسيطرة نجح في انجازه الكتاب، وتحول الى سلطة مقترنة بالسيف عبر كل التاريخ الاسلامي و حركاته السياسية و المذهبية .ان السلطة لا تطلب من الناس شيئا الا الخضوع. ان انتصار الامويين ثبت القرآن باعتباره سلطة سياسية. فمقولة عمار بن ياسر (رضي الله عنه )الخالدة للامويين نحن ضربناكم على تنزيله واليوم نضربكم على تأويله ،كان يرى في صفين حرب تأويل لا معركة سلطة لانها كانت لهم اصلا. ان البناء النظري لتحويل النص الى سلطة كان على يد الحنابلة و بدرجة اقل عند ابو الحسن الاشعري رغم ان المسافة بينهم لم تكن بعيدة،ان الفاظ القران الدالة على ارتباطه بالمجتمع و الناس :ذكر،رحمة،هدى و شفاء..تغير ارتباطها لتصبح صفة ازلية، فكل الفاظه وحروفه ومنه معناه ودلالته لم تصبح لهم و انما لسلطة النصوص المنعزلة على واقع الناس و قضاياهم . ان القران الكريم اثناء التنزيل او في خمسة عشرة سنة قبل جمعه ؛فعمر بن الخطاب( رضي الله عنه) امر زيد بن ثابت ان يكتب المختلف فيه بشكل لفظه على لسان مضر وهم عرب الشمال ولما كانت خلافة عثمان بن عفان رضي الله امره ان يكتب بلسان قريش و في كلاهما حجة،ان القران و نصوصه لم تتحول الى سلطة الا وفق معركة صفين فابو بكر الباقلاني في كتابه الإنصاف أقر ان القران كلام مقسم بين معنى قديم ولفظ محدث عكس الحنابلة مثلا الذين ارجعوا اللفظ والمعنى لسلطة النص و ازليته .ان الاشكالية لا تتوقف هنا بل تعدت ذلك فاذا اراد الفقيه ان يسكت القران يذهب الى الناسخ والمنسوخ، و ان ارادوا ان يفرضوا شيئا يقولون اجمع الجمهور ،ان الناسخ والمنسوخ يعرف على انه رفع الحكم على التحقق ،فهل يعقل ان ننسخ الايات وفق المبني للمجهول. ان السيوطي في كتابه الاتقان في علوم القران شرح واحد و وعشرون موضعا تنسخ بصيغة قيل …ان السؤال الذي يطرح نفسه لماذا نتخلى عن التعارض الدلالي للمعني في القران وهو قد يشكل عملا ممارسا وفق دلالة الزمن، فمثلا في عهد الفاروق عمر الغى سهم المؤلفة قلوبهم في الزكاة لان الاسلام قوي في تلك المرحلة فلا نحتاج تأليف القلوب . الا يمكن ان يكون الاسلام ضعيفا مرة اخرى ؟ لماذا تنسخ الاية تاريخيا ونصادر المستقبل ؟ان كل ما طرح ساهم في تغييب الوعي الثقافي للذاكرة المركزية للعقل العربي بان النص سلطة و السيف اداته ان رمزية الشعارت للحركات الإسلامية ، راياتهم و اختامهم معارضة و سلطة ليست محض اختيار راهن الشورى او الاجماع المجتمعي وانما هو ذاك الوعي المغيب عبر تاريخ العقل العربي من بني أمية الى المرشد و من امير دمشق الى سلطان نجد ….يتبع

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: