العلاقة بين الشعب الجزائري وجيشه ما فتئت تزداد “متانة وصلابة”

المؤسسة العسكرية تتعهد بكشف حيثيات المؤامرات.

 أكدت مجلة الجيش في عددها الأخير لشهر أغسطس أن العلاقة بين الشعب الجزائري وجيشه الوطني الشعبي ما فتئت تزداد “متانة وصلابة” بحكم إدراك الشعب بمدى حرص المؤسسة العسكرية على أداء المهام المنوطة بها على “أكمل وجه”.

وجاء في افتتاحية المجلة أن متانة وصلابة هذه العلاقة ازدادت بحكم “إدراك الشعب الجزائري بمدى حرص المؤسسة العسكرية على أداء المهام المنوطة بها على أكمل وجه وإيقانا منه أن شغلها الشاغل وهمها الأول والأخير يبقى الدفاع عن السيادة الوطنية والذود عن حرمة التراب الوطني ووحدة الشعب”.

وأبرزت المجلة أن هذه المعطيات جعلت “هذه المؤسسة الدستورية العريقة تحظى بثقة الشعب المطلقة, على نحو لا يمكن للمؤامرات الدنيئة التي تستهدف المساس بها أن تؤتي أكلها, طالما أن الأمر يتعلق بعلاقة وجدانية جد عميقة تربط الشعب بجيشه”.

وأكدت أن الجيش الجزائري هو “وطني التوجه وشعبي الامتداد وينفرد عن بقية جيوش العالم بخاصية مفادها أنه لم يتأسس بمرسوم, وإنما هو وريث جيش خاض معركة التحرير الوطني ببسالة وبطولة قل نظيرهما”.

ونوهت المجلة بافتخار الشعب الجزائري في كل منطقة من التراب الوطني بما حققه جيشه على مستويات عدة, ذكرت من بينها “أداءه الاحترافي لمهامه الاعتيادية في مجال التحضير القتالي وما يتخلله من تنفيذ تمارين بيانية بالذخيرة الحية يشرف عليها نائب وزير الدفاع الوطني, رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي, الفريق أحمد قايد صالح”.

إلى جانب ذلك, ذكرت الافتتاحية بما حققه الجيش في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بكافة أشكالها وتفرعاتها مع إيلاء التكوين “اهتماما بالغا”, خصوصا ما تعلق بتجسيد “مواصفات النخبة العسكرية على أرض الواقع كما هو الحال بالنسبة لمدارس أشبال الأمة التي حظيت بتوفير كل الظروف التي تمكنها من النجاح وبلوغ درجة الامتياز, وهو ما تثبته النتائج الباهرة التي حققها الأشبال في شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا لهذه السنة على غرار السنوات السابقة”.

وفي ذات السياق, أشارت افتتاحية مجلة الجيش إلى “تشجيع القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي للأفراد ومرافقتهم في إنجاز أعمال علمية قيمة عبر توفير كل الإمكانيات المادية والموارد البشرية من أجل الارتقاء بالبحث العلمي وإيجاد مناخ محفز للمبدعين, وهو ما تتيحه جائزة الجيش الوطني الشعبي لأحسن عمل علمي وثقافي وإعلامي التي أصبحت بمثابة تقليد يتيح للإطارات في مختلف مواقعهم تحقيق المزيد من التمرس المهني”.

كما تطرقت المجلة إلى “مساهمة الجيش الوطني الشعبي في كل مجهود يهدف إلى إعلاء الراية الوطنية خفاقة في مختلف المواعيد الرياضية الدولية والقارية, مثلما حدث قبل أسابيع قليلة حينما تكفل الجيش الوطني الشعبي بنقل مناصري الفريق الوطني لكرة القدم إلى القاهرة عل متن طائرات عسكرية لمؤازرة المنتخب الوطني الذي افتك الكأس الإفريقية عن جدارة واستحقاق, في موقف مشرف استحسنه الشعب”.

وتناولت افتتاحية المجلة الظروف التي تمر بها البلاد, مؤكدة أن “مصلحة الوطن تستوجب بالضرورة تجميع جهود كافة الخيرين من أبناء الجزائر واستنهاض هممهم في سبيل التحضير الفاعل والجاد لإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة في أقرب الآجال من خلال تبني أسلوب الحوار الوطني الجاد والبناء الذي أشارت إليه كافة المبادرات الخيرة بمضامينها الواقعية والمعقولة”.

وأشارت إلى أن هذه الانتخابات “ستحمل في طياتها ما يتيح قطع المزيد من الأشواط في سياق إرساء قواعد دولة الحق والقانون في ظل نهضة اقتصادية ورخاء اجتماعي وترسيخ للأمن والاستقرار”.

وفي هذا الصدد, أكدت الافتتاحية على “ضرورة رفع مستوى النقاش” بمناسبة الحوار الوطني المرتقب, مع “تحاشي الخوض في المسائل الثانوية والابتعاد عن طرح شروط مسبقة وإملاءات غير قانونية, طالما أن ذلك يتعارض مع المصلحة العليا للوطن”.

وأكدت أن مصلحة الوطن “تقتضي وضع حد لمنطق العصابة التي ظلت تروج لأفكار خبيثة تبنتها جهات تدور في فلكها تستهدف استقلالية العدالة ومحاولة التأثير في قراراتها وتتعلق أساسا بالدعوة لإطلاق سراح الموقوفين من بين الذين تعدوا على رموز ومؤسسات الدولة وأهانوا الراية الوطنية وذلك في محاولة مفضوحة لمنح فرصة للعصابة وأذنابها من أجل التملص من العقاب والعودة إلى زرع البلبلة والتأثير في مسار الأحداث”.

وتساءلت المجلة “كيف يمكن تفسير مطالبة البعض بإعادة النظر في الإجراءات الأمنية المتخذة بمداخل العاصمة والمدن الكبرى… وهي التدابير التي تم وضعها منذ البداية في إطار التدابير الرامية لمرافقة الشعب وحماية المواطن وسلامته”.

وجددت مجلة الجيش في افتتاحيتها التأكيد على أن “المؤسسة العسكرية ستبقى وفية لمواقفها الوطنية الثابتة التي تراعي المصلحة العليا للوطن وستقف بالمرصاد ضد كل المحاولات الهدامة والنوايا الخبيثة, فيما ستبقى الأصوات الناعقة وبقايا عصابات الفساد المالي والسياسي وحتى الأخلاقي تنبش في مستنقعاتها علها تعثر على قشامات تسترد بها عافيتها”, مضيفة أن “حيثيات مؤامرات محترفي الدسائس وزارعي القلائل ستنكشف للعيان مهما طال الزمن أو قصر”.

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: