العقل العربي بين الفاعلية و الفينومينولوجيا بقلم الأستاذ رقيق عبد الله

العقل العربي بين الفاعلية و الفينومينولوجيا

بقلم الأستاذ رقيق عبد الله

ان التصورات العامة التي ارتبطت بها الذاكرة المركزية للثقافة العربية عبر التراث و كل ما يحمل ، اغرق العقل العربي الجمعي في أوهام العبر والمعاني الالفاظ و المباني و عاش حالة الفراغ العقلي بقضايا هي اصلا لا تعنيه ولا يعيها لانها خارج الفكر المنطقي و لا نستطيع ان نبني عليها تصورات ، ان رفض منهج التفكير العلمي و قاعدته الاساسية التي بها يتم إعادة النظر في هذه التصورات وهي تمييز التفكير وتصوراته المنطقية الخاضعة للفينومينولوجيا القائمة على علاقة ديالكتية بين الفكر و الواقع ، جعل من العقل العربي لا يعي وجوده ،ان ادموند هوسرل حين أسس الظاهريات اهتم بالمعاني والماهيات الخالصة، وهو ما تجلّى في كتابه البحوث المنطقية ففيه نفى أن تكون العلاقات المنطقية خاضعة للتأثيرات السيكولوجية، أو تابعة لعالم الأشياء، وأكّد في المقابل خصوصيّتها وارتباطها بعالم الماهيات المعقولة التي تمثّل حقائق ثابتة، وتكون موضع اتفاق بين الأفراد، ومنطلقا لأحكام موضوعيّة صالحة لكل زمان ومكان؛ فهي ليست نتاج الشعور، إنّما يتجه إليها أو يقصدها .

ان محاولات بن سينا في إعادة البناء التصوري كما الغزالي، الفرابي ،الى ابن رشد اصدم مع تعارض الذهن العربي للمرجعية بين ما هو انطولوجي في تقييم التصور ماهيته وجوده، وبين ما هو ابستمولوجي معرفي ، هذا التعارض قيد العقل و المفروض انه يحرره. ان العقل العربي كان نتاج اولئك الفاعلين المستمسكين بالسلطة. فتحول كل ما هو علمي الى ديني ومنه فُقد الشك الذي هو منتج التفكير ومنه وعي الوجود كما قال ديكارت أنا أشك اذا انا افكر ،أنا افكر اذا انا موجود.و فقد الفكر العربي فاعليته الحره ،ان سارتر حين قال ان الجحيم هم الاخرون لانهم يفقدوننا حريتنا ،فهو مدرك للمشكلة فآليات الضبط الاجتماعي اعرافه و دينه، تراثه وأعماله، تقتل الابداع ووجوده .

ان الوجود الانساني المشخص المحيط بنا عبر حضارات مجاورة اتخذوا من تعارض الرد الانطولوجي و الابستمولوجي للتصورات حكمة للهدم والبناء واعادة انتاج مفاهيم اخرى تتوافق مع مدركات العصر و ظروفه، ان عجز العقل العربي على اعادة بناء هذه المفاهيم هو عجز لحريته على ان يجعل من التصورات و القضايا التي هي خارج المنطق العقلي الاجتماعي بين عارضتين وينطلق في بناء مفاهيمه و تصوراته و معالجة قضاياه، قضايا جعلت من العقل العربي يعيش خارج نطاق المعقولية و الفاعلية العقلية التى بها يكون الرد الانطولوجي و الابستمولوجي مثار حرية لجيل وعصر وامة……..يتبع

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: