الشعب راهو راض .. معاك يا ” بلماضي “…!!
صفوة الكلام
بقلم:عماره بن عبد الله
إن ما عشناه في الأيام السابقة من تجلي في الروح الوطنية، يكشف عن أهم ثروة في البلاد بل هي عماد أي مشروع مستقبلي للنهضة، إنها “الروح الوطنية الغيورة”، يا سبحان الله أي محطات جميلة كتبها القدر لهذا الشعب الابي، ففي اللحظة التي تناسينا فيها كل الخصوصيات السياسية والفكرية والحزبية والجهوية، أصبحنا في شوارع وميادين الوطن كل الوطن بل في كل أرجاء المعمورة نصرخ في أجواء احتفالية اختلطت فيها الدموع بالضحكات والقلوب بالعقول، لتقر حقيقة واحدة أن الجزائر فوق الجميع والانحياز لها قبل أي انحياز ..!!
نعم لقد عشنا تألق لافت للعناصر الوطنية منذ إنطلاق منافسة كأس أمم إفريقيا “الكان”، نعم عشنا متعة وذوق رفيع بمتابعة مبارياتها، التي كانت بكل وضوح تعبيرا قويا عن وطنية صادقة، تمتد إلى تلك التي حركت شهداء الجزائر لتفجير الثورة، والمسير بشعلتها حتى النصر على الحلف الأطلسي وطرد الاستعمار الفرنسي، حينها تحقق الانتصار الاعظم للروح الوطنية في مرحلة تنفض الجزائر عنها كل دواعي الإرباك والفوضى ليشرق وجهها من جديد، لتعود كما هو قدرها دوما قاطرة النهضة والتحرير والمقاومة في بلاد العرب والإسلام والعالم أجمع، لتعود بعد تلك الشجاعة والبسالة والنصر على الهزيمة، هي نفسها المقومات والقوة التي جعلتها تنتصر على مختلف المؤامرات والتحديات الجسام، هي نفسها الروح الوطنية التي جعلتها تنتصر على مخططات ضرب حراك شعبها السلمي، الذي أثبتت من خلاله للعالم أجمع، أنها تمتلك شعبا وجيشا يتميزان بميزة غريبة كونهما يكفران بالهزائم ولا يؤمنان إلا بالانتصارات، في مختلف مجالات الحياة، إنطلاقا من الثورة التحريرية المظفرة على المستعمر الغاشم، مرورا بمخلفات الاستدمار بعد الاستقلال، وصولا بالنصر على الإرهاب وإزالة آثار المأساة الوطنية، إلى النصر الذي حققته كتيبة جمال بلماضي في كان أرض الكنانة، وتحقيق مع حققه الى حد هاته اللحظات سواء فيما تعلق بتحقيق النتائج المادية بوصولهم للنهائي الذي سيقام أمسية الجمعة، أو على مستوى النتائج المعنوية وتلك الروح القتالية التي شهدها كل العالم في ملاعب أم الدنيا، فضلا عن تلك الدموع والحرارة والعزيمة من أجل رفع قامة علم الشهداء وأزاح الغمة عن معشر الجزائريين، بنسائهم ورجالهم وأطفالهم وشيوخهم، والرد على وجوه البق في الشوارع وعبر كل الولايات، باحتفالات صاخبة حتى مطلع الفجر، وإن كان فيها ضحايا مع كل أسف.. !!
هاته الكتيبة القوية التي تمتلك ترسانة لا تنهزم في ميادين الوغى وساحات المواجهة، مهما اشتدت عدة وعتاد المنافس، هاته الكتيبة التي هزمت بالضربة القاضية أولئك المعتوهين، ممن تمنوا عدم فوز المنتخب الوطني، بل وهزيمته شر هزيمة في هاته المنافسة القارية وفي هذا الوقت بالذات، وحجتهم الوقحة الخبيثة بأن الفوز ودموع الفرح ستخدم السلطة، وبالتالي فخسارة رفاق المايسترو رياض محرز تفسد وتخلط حسابات السلطة، على حد قول هؤلاء المرضى المعتوهين لا شفاهم الله ، نعم لانهم يريدون قتل أحلام وأفراح الشعب الجزائري وإن كانت رياضية، فلكم أن تتصوروا نوايا وأهداف مثل هذا النوع من البشر، الذي لا يهمه ما يريده الشعب رياضيا وسياسيا وتنمويا ودبلوماسيا.
ستنتصر الأمة الجزائرية مرة ومرات عديدة، ستنتصر سواء اليوم أوغدا مثلما انتصرت بالأمس وعلى مر التاريخ الحافل بالانتصارات والملاحم، ستنتصر لأننا أمة حيرت مهندسي المؤامرات وأعجزت خبراء الدسائس، ستنتصر هاته الامة لأن النصر حليفها وحتما مقضيا، ستنتصر لأن لها محاربون لا ينهزمون، لهذا قلنا الشعب راهو راض معك يا بلماضي.