بعد حياة قضاها في خدمة الوطن جهادا وتضحيات وبناءا وتشييدا، إنتقل الى رحمة الله المجاهد إبراهيم بن علي عبد القوي عن عمر قارب 77 سنة.
الفقيد من مواليد 1943 بالوادي، سليل عائلة معروفة محليا ووطنيا ومغاربيا وإقليميا بتشبعها بالقيم الوطنية والقومية، وهي عائلة الفرجان ذات الامتداد العربي الإسلامي، عاش فقيرا ومن أسرة بسيطة أنهكتها السياسة الاستعمارية، رحل رفقة أسرته الى تونس قصد البحث عن العمل، وكان ذلك في مدينة أم العرائس حيث كان والده يعمل في المناجم حاله حال الالاف من الجزائريين، درس إلى السنة السادسة ابتدائي وحفظ نصف القرآن الكريم بجامع أم العرائس، على يد شيوخ أجلاء أمثال الحبيب وعبد المجيد التجاني والعلامة عوينات البخاري، ولأنه سليل تلك الامة المجاهدة، فقد كان التحاقه بالثورة في الرابع من شهر أكتوبر 1960 ، اسطوري وغير عادي، وهو عندما أخذه والده وهو في عمر الزهور وقدمه لمراكز التدريب، ليكون هذا الفتى المعدوم الفقير الذي ولد وتربى في ظل استعمار وتسلط وقهر، دام ما يزيد عن قرن ونصفه على صدر الشعب الجزائري، نعم ليكون أحد مرعبي قادة وعسكر العدو من خلال عدة بطولات وهجمات على مراكز العدو في الحدود في جبل سيدي أحمد وغيرها من مراكز السلسلة الجبلية المحاذية لدولة تونس.
بعد الاستقلال ورفع راية جزائر الحرية، واصل الفقيد نضاله في صفوف السليل الجيش الوطني الشعبي، مدافعا عن إستقلال الوطن حامي لحدوده، ومشاركا في بنائه وتشييده الى أن أنهى مهامه سنة 1988 برتبة ملازم أول، وبعدها توجه عمي ابراهيم لحياته المدنية بين أبناء وطنه، عائلا لأسرته ومربيا لأولاده، الى أن وفاه الاجل أثناء رحلة علاج في إحدى مستشفيات العاصمة، مراسيم تشييع الفقيد ستكون يوم غد الخميس على الساعة الثامنة صباحا بمقبرة سيدي يوسف وسط مدينة الوادي.
عماره بن عبد الله