النخبة بين الفاعلية والمخيال.
بقلم الأستاذ. عبد الله رقيق.
أن هذا الصراع في عدم تفعيل العقل العربي جعل من المثقف العربي مثقف عضوي لا يمكنه الخروج عن الايديولوجيا الاجتماعية العامة.فتحول المثقف من ذاك الذي يحمل رأيا في القضايا العامة ويدافع عنه الى مفسر للثقافة العربية و متكلم باسم ذاكرتها فاخوان الصفا في المقابسات و الشاطبي في الموافقات وابن خلدون في المقدمة كانت السلطة حاضرة بمواقفها وايديولوجياتها السياسية. فمثلا بعد معركة الأمين و المأمون و ظهور علماء الحسبة و سطوة أهل الحديث في بغداد و تخوف المأمون من الوعاء الاجتماعي الذي يملكون استنطق العقيدة و كان المعتزلة اداة له؛ وخلق القران .و بعد سيطرته وقهره لأهل الحديث تنازل العباسيون عن مواقفهم اذا فالقضية ليست مرتبطة بالعقيدة بقدر ما هي مرتبطة بموقف السلطة تجاه النخبة موالاة في المعتزلة و معارضة في بن حنبل ان استحضار التراث ومخياله كما ذكرنا هو سمة الفكر العربي دون منازع فابن باديس في حراك الجزائر أنما هو المعتزلة عند المامون لا في عقيدة السلطة أنما في موقفها .
أن البيوفيليا و تعشق حب النخبة للسلطة جعل من شعر جورج جرداق و أغنية السيدة ام كلثوم من المثقف يقول ..سوف تلهو بنا الحياة و تزخر تعال أحبك الآن الأن اكثر.
…إن اشكالية النخبة بمثقفها العربي في تفعيل هذا العقل الذي يميز الذاكرة المركزية للثقافة العربية ظل ملتصقا بموقف السلطة لا بعقيدتها و انتج كما يقول الجابري عبر القيمة المركزية لاخلاق عقله موروث يوناني عربي اسلامي انتصرت فيه قيمة الطاعة كموروث فارسي على قيمة السعادة اليونانية و المروءة العربية و عمل الصالحات القرآنية في نظري. فكان ابن المقفع في الخطب والتراسل يؤسس للحكم كما اسس اردسير الفارسي حكمه على ان الملك حارس للدين والحقيقة أنه ساجنه .ان صدمات المثقف العربي هي صدمة المجتمع وصدمة قيم حين كانت الصدمة الكبرى في الفتنة الكبرى حين ظهر البكاؤون و المتحسرون المنعزلون و الغلاة و انتشر مثقف يرجي قضايا حسمه الى عالم الغيب والشهادة و اصبح الصمت اجر و فضيلة اما التحليل و النقاش فهو أثم و كبيرة .و طهارة اللسان في عدم الكلام.ان الهاجس الابستمولوجي الذي يراودني عبر مماثلة الاشياء هو ايضا اعتراف بأننا صنيعة عقل القياس الذي لم نتحرر منه .ان كل ما اردت قوله هو ما قد قلته و ان كلماتي تحاول البحث في حكمة ما بعد و ليس تنبؤ ما قبل. الا ان داريوش شايغان حين كتب عن الثورة الدينية قال لقد انتصر الانسان الصانع عن الانسان الساحر في حداثة اليوم عبر القرون الخمسة الاخيرة وظل العرب بين الذي لن يعود و الذي لم يأتي. رغم حدية الفكرة الا انه توافق مع مارسيل غوشيه حين قال ان هذه المرحلة هي مرحلة الخروج من الدين لا الخروج عليه.لان موروث عصر التدوين في العصر العباسي الأول جعل الموروث فاقد لأطر المعرفة متمسك بالطاعة كواجب ايماني و ان كان على حساب العقل الذي هو مركز التكليف و اساس كل القيم …يتبع