برحيله تفقد الجزائر أحد أكثر مفكريها وسطية واعتدالا.
توفي أمس الخميس، الأكاديمي المتخصص في البحث الصوفي، أستاذ أصول الدين والفلسفة الإسلامية بجامعة الجزائر البروفيسور محمد بن بريكة، الخبير الدولي وأحد أبرز علماء الصوفية والشريعة في الجزائر، عن عمر ناهز 61 عاما، بعد معاناة مع المرض.
الفقيد أحد أشهر علماء الصوفية في الجزائر، وأحد مراجع حوار الحضارات في العالم، ترأس عدة مؤتمرات لحوار الأديان في عديد الدول، كيف لا وهو ذلكم الرجل الذي عاش على محبة أهل الله، رافعا لرايتهم ومنافحا عنهم، بمقالاته وكتاباته ومشاركاته الفعالة، بما جاد الله عليه من العلوم والفهوم التي خدم بها الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
ولد بن بريكة، في 1958، بولاية بسكرة، ونشأ في بيئة دينية محافظة، كبر أفراده على حفظ القرآن والمتون وسلوك طريق التصوف، حفظ القرآن صغيرا، وفي شبابه التحق بجامعة الجزائر وعمره 22 عاما، ليحصل بعد سنوات على شهادة الماجستير والدكتوراه في الفلسفة الإسلامية المعاصرة.
تقلد الراحل عديد المهام بالجامعة، منها إدارة الدراسات، ثم الدراسات العليا، ليتولى رئاسة المجلس العلمي، وعضوية اللجنة الوطنية لإصلاح برامج التعليم العالي، ونيابة رئاسة اللجنة الوطنية للعلوم الإنسانية والاجتماعية.
وفي 2017، اختارت جامعة كولومبيا الأمريكية محمد بن بريكة، رجل العام في الجزائر، وتلقى عرضا للتدريس فيها منذ مارس الماضي الفارط، لكنه رفض وقال كلمته الشهيرة “أنا سعيد هنا في الجزائر” ،في رصيد الراحل ، عديد المؤلفات منها جمهرة الأعمال الصوفية ، الفيضة البلقائدية في الصلاة على خير البرية ، الصرصريات في مدح سيد السادات وغيرها.
صلاة جنازة الفقيد ستكون اليوم بعد صلاة الجمعة في زاوية الشيخ سيدي محمد عبد اللطيف بلقائد في تقصراين ببئر خادم بالعاصمة.
عماره بن عبد الله