حادثة المغيلي: “قاب قوسين أو أدنى”من الفتنة.!
صفوة الكلام
بقلم :عماره بن عبد الله
فعلا أثبتت الأيام والتجارب أنهم قوم لا يحسنون النقاش ولا يملكون الحجة، بل طريقتهم المثلى هي الضرب أو السب أو التفسيق والتكفير…!!، فعلا هم وبكل وضوح جماعة إمتهنت العنف سبيلا للتعبير عن أفكارهم، لسبب واحد ووحيد وهن حجتهم وضعف دليلهم، هيهات يا من تدعون نسبكم للسلف والسلفية، يا من ترون أنفسكم وفقط، يا من اعتديتم على الامام المغيلي، ألا يكفي كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لتجمعنا وتوحد صفنا وتمنع أذية بعضنا عن بعض…هيهات هيهات… !!
في الوقت الذي تنشغل السلطات الأمنية والسياسية في الجزائر، بل والمنهمكة في التحضير للانتقال السياسي السلسل للسلطة، للأسف تجدها غافلة إلى حد الذهول والنسيان عن الخطر الطائفي الوهابي في البلاد، الذي بسببه عشنا وعايشنا بكل حصرة وألم هذا الأسبوع، حادثة نزلت علينا كالصاعقة، حادثة فتحت بتفاصيلها الظاهرة والخفية، عدة مخاوف وعلامات إستفهام لمستقبل مجهول، لواقع المرجعية في الجزائر لاسيما في أبعادها الدينية، وهو اعتدى شنيع ومدان قام به نفر من النحلة الوهابية ببلدية بئر الشهداء بولاية أم البواقي على إمام مسجد الشيخ العربي التبسي، الشيخ الإمام عبد الكريم المغيلي نجل العالم الفقيه النبيه أحمد المغيلي، والله إنها جريمة شنيعة فضيعة ، وأخشى أن تكون بداية لفتنة طائفية مذهبية ، مما يدعوننا الى مزيدا من اليقظة والانتباه، بل والعمل على قطع دابرها حتى لا تحرق الوطن، كما أحرقته فتن السنوات الدامية في تسعينيات القرن الماضي، نعم هي بوادر ومؤشرات الطائفية المذهبية التي بدأت بالفعل، بعدما كُنا مالكيين أشاعرة ، هاهو الفكر الوهابي يتسلل نحو عقول شبابنا فصار الملتحون وغير الملتحين وهابيون ، وصار المقصرون لثيابهم وغير المقصرين وهابيون، بل هناك ممن إبتلاهم الله بهذا الفكر في أعماق نفوسهم غير واثقين من صحة منهجهم، لكن تجدهم يعملون ليلا نهارا من أجل الشحن الطائفي ضد الصوفية والطرقية، فأي إمام يسدل يديه في الصلوات ينظرون إليه نظرة الطير إلى اللحم، وأي إمام يتحدث عن التوسل بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يأتي به في دعائه ينظرون إليه نظرة الشرطي إلى المتهم، وأي إمام يرفع يديه في الدعاء بعد الصلوات المكتوبات يسلقونه بألسنة حداد، وأي إمام يجلس في حلق الذكر والقرآن الجماعي يقولون عنه ما لم يقله مالك في الخمر، وأمام هذا الغل والحقد على الأئمة المتخرجون في الزوايا، جعلهم في عدة مرات وفي جهات كثيرة من الوطن يجمعون كيدهم ويعتدون بالضرب المبرح المفضي إلى العجز، على حملة كتاب الله وأهل الله وخاصته من أئمتنا الذين لم تتلوث عقولهم بالفكر الوهابي المرتجف، هذا الورم الخبيث الذي وضعته المخابرات الصهيوماسونية في الأمة الإسلامية، هذا الفكر الذي قام من ينتسبون إليه بهاته السابقة الخطيرة التي لا ينبغي أن تنتهي فصولها بأحكام قضائية تدين المعتدين، بل ينبغي أن تستنفر الدولة لها كل أجهزتها لمجابهة هذا الفكر الوهابي لأنه وافد غريب على أرضنا وديارنا.
عزيزي القارئ …نقولها ومع كل أسف لاتزال جل الفضائيات في الجزائر تروج لمشايخ الوهابية، كأن الام الجزائرية لم تنجب عالما واحدا، وعليه فالإعلام الجزائري يحتم عليه الوقوف وقفة احترام وتقدير للعلماء والمشايخ وطلبة العلم وهم بالعشرات منتشرين في الجزائر العميقة، كلهم جد وإجتهاد من أجل الوطن، وحماية مرجعيته الدينية وأمنه الاجتماعي والروحي.