العقل العربي بين الفاعلية وسطو الذاكرة..! بقلم: إ عبد الله رقيق.

الفاعلية

بقلم الاستاذ عبد الله رقيق

العقل العربي بين الفاعلية وسطو الذاكرة.

 أن فاعلية العقل العربي ظلت حبيسة تراث اسس للمقدس خارج المعقولية والموضوعية الواقعية واكتفى بنظام عقلي لا يخرج عن نسق الموروث العام. من هنا نحن لا نفكر وفق فاعلية عقلية اجتماعية سياسية اقتصادية ثقافية وإنما وفق نظام محدد للعقل تتنافى فيه الفكرة مع عرف القبيلة.

لقد تم تكوين الذاكرة المركزية للثقافة العربية الاسلامية بذاك التراث الفاقد في كثير منه لشرط المعقولية والموضوعية اذ كان هيجل يقول كل ماهو معقول هو موجود اي ان محاولة للقطيعة مع التراث هي محاولة فاشلة لأنه يعيش فينا ونعيش فيه إنه في اللاوعي الجمعي لهذه الذاكرة الثقافية البائسة ومنه ضربت فاعلية العقل العربي فأصبح لكل فعل اجتماعي او سياسي أو اقتصادي  رغم أن له صياغة الراهن أسئلته ومشكلاته. يعود حتما للتراث لنستمد منه الاجابات متناسين متغيرات الراهن والموجود. فإذا أردنا الحديث عن الحراك مثلا فلابد ان يكون “ابن تيمية” حاضرا في مقولاته  والمارودي بأحكامه السلطانية. فكان العقل العربي ذو نظام محدد فاقد لفعاليته وفق مجموعة مساهمين لإفشال هذه الفاعلية.

أن المشروع السلفي قفز على الزمن التاريخي وأعتقل تراثنا في زمن ثقافي محدد وألزمنا بكل تجارب ومشاكل وأسئلة غير الأسئلة. كما أن المشروع التغريبي تخلص من كل التراث دون تفكيك المعقول و اللامعقول الموضوعي واللاموضوعي وألزمنا ان نعيش خارج صياغ  خصوصيتنا الثقافية العربية الإسلامية ان ذاك الاعتقال الثقافي التراثي وهذه القطيعة مع ذات ذاكرتنا لم تنجح في تفعيل العقل العربي وفق نظام تحليلي تفكيكي غير محدد او مرتهن.

أن الانتاج للعقل العربي ظل رهان تلك المشاريع التي كلف التراث عبر المشروع الأشعري الذي ألغى منطق السببية وجعل النص صفة ذاتية من صفاته لا فعل من أفعاله. ومنه تضاءلت قيمة الانسان وتوقف الاجتهاد في الاسلام وحل محله استدلال الشاهد على الغائب او ما يسمى القياس، ومن هنا اسس لتراث يسطو على العقل العربي ولقد حافظت الذاكرة المركزية للثقافة العربية على ان تكون متوافقة مع هذا السطو دون احداث الصراع المولد الدائم للفاعلية فكان الاقتصاد العربي اقتصاد الريع فالبترول ليس هبة فقط بل كان تسييره وفق ذاك العقل الموروثي الذي اعتمد على الفي، الجزية، والخراج ولم ينتج حضارة. رغم كل المساهمات العلمية للعقل العربي إلا أنه لم يدرك الفعالية المنشودة لأن كل مساهمته كانت لخدمة الأيديولوجيا السائدة، فعلم الفلك مثلا كان خدمة لتحديد مواعيد الصلاة والقبلة والرياضيات للمواريث… لقد اصطدم العقل العربي بأن كل ما أكتشف وما سيكتشف هو موجود داخل النص. ولذلك فقد الباحث فاعليته الطامحة لعلو عقله واكتفى بالانهزام دون ان يولد ذاك الصراع بين العلم والنص كما حدث عبر حضارات مجاورة. ان الصراع الوحيد لم يكن صراعا ثقافيا نقديا تحليليا، لقد كان صراعا ايديولوجيا يبرر مظالم الحكام وينتج لهم احكاما وفق ما تشتهي نفوسهم من داخل النص وقداسته وفق أحداث التراث ومخياله……. يتبع

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: