إهتز الوطن مساء أمس الأربعاء والأسرة الثورية على وجه الخصوص ، بنبأ وفاة الوزير الأسبق والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو، بعد مرض عضال ألم به في الأشهر الأخيرة، الحادث الذي ترك أثر كبير في قلوب من عرفوه من رفاقه رفاق السلاح والجهاد ، و الإطارات والنخب الجزائرية والعربية، وأحرار العالم الإنساني المتعطش للحرية.
وبهاته المناسبة الاليمة نعى المجاهد بشير عبادي الأمين الولائي للمنظمة الولائية للمجاهدين بولاية الوادي، رفيق الجهاد ، منوها أن الجزائر والاسرة الثورية فقدت إبنا بارا ومناضلا شريفا ورمزا من رموز ثورة نوفمبر المجيدة، رجلا (يضيف عبادي ) أمضى سحابة عمره في خدمة الوطن نضالا وجهادا وتضحيات وبناءا وتشييدا ، مناضلا مخلصا في الحركة السياسية، ومجاهدا صلبا في ثورة التحرير الوطني، ومسؤولا ملتزما أسهم في بناء وتشييد الدولة الجزائرية الحديثة، لكون فقيدنا “من الرعيل الأول الذي فجر ثورة نوفمبر وراح يدأب ويعمل بجد واجتهاد في تطوير وتنمية البلاد مع رفاقه في الجهاد دون أن يعطي لجسده حقه في الراحة إلى أن أقعده المرض ورحل عن دنيانا، فرحمه الله” كان جنديا وضابطا في جيش التحرير بالولاية السادسة التاريخية، شهد المعارك والمنازلات مع عدو يفوقهم عدة وعتادا بصحرائنا الشاسعة حيث قسوة الطبيعة وقلة الزاد، فكان عليه أن يقاتل تحريرا للوطن ولأجل أعلى راية الحرية والاستقلال”.على حد قول عبادي،الذي راح يسرد ما يعرفه عن الراحل من أسرار لاسيما ما تعلق بتكوينه الفكري قائلا: ” الفقيد إضافة لنضاله الثوري الكبير وحكنته الإدارية ،كان رجلا مثقفا قارئ للقرآن الكريم، متحدثا بالعربية وفي حديثه سلاسة، وفي قصصه وشهاداته تأصيل تاريخي مميز، لكونه حافظ للتّواريخ مستحضر للأسماء، فرحمه الله كان رجلا محبا لوطنه غيورا على دينه، أسأل الله أن يوفق أولاده، ومن بقي من رفاقه في إتمام مذكّراته البطولية التي تعد مرجعا للأجيال اللاحقة” معزيا في ختام برقيته أسرته وأولاده ورفاق السلاح، داعيا لهم المولى أن ينزل في قلوبهم صبرا جميلا وسلوانا عظيما.. ”
تجد الإشارة فالفقيد الذي وافته المنية ليلة الاربعاء عن عمر ناهز 84 سنة بعد مرض عضال، والذي شيع مساء الخميس بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة، وقد التحق وهو من مواليد 17 يناير 1935 بولاية بسكرة مبكرا بصفوف الثورة التحريرية حيث كان ضابطا بجيش التحرير الوطني بالولاية السادسة، إلى غاية إلقاء القبض عليه من طرف الجيش الفرنسي، إثر معركة مليكة بغرداية سنة 1961 التي جرح خلالها، و بعد الاستقلال تقلد منصب محافظ لحزب جبهة التحرير الوطني في ولايات ورقلة وبشار وتيارت، ثم انتخب نائبا بالمجلس الشعبي الوطني ليتولى منصب وزير المجاهدين من 1994 إلى 1999، وبعدها نال شرف أمانته للمنظمة الوطنية للمجاهدين إلى يوم 27 ماي الفارط، أين كلفت المنظمة الوطنية للمجاهدين السيد محند عوامر بالحاج بتسيير شؤونها بعد تدهور الحالة الصحية للمرحوم.
عماره بن عبد الله