كشف بطل مسلسل أولاد الحلال الذي يصنع هذه الأيام شهرة جارفة الممثل يوسف سحيري، أو زينو كما يحلو لكثير من المعجبين تسميته، تجربته الأخيرة في السلسلة الدرامية، المهمة جدا، التي تختلف تماما عن تلك التي خاضها خلال مسيرته الفنية الفتية.
فشخصية “زينو” لا تشبه بكاريزميتها أي شخصية أخرى سبق له تقمَصها، يقصد شخصية العقيد لطفي وابن باديس، وهي الأقرب إلى قلبه، لأنها عكست واقعا مرا يعيشه السواد الأعظم من الجزائريين بالأحياء الشعبية، محمَلا الجهات الوصية التي حكمت البلاد لسنوات مسؤولية حجم الأسى والغبن التي يتخبط فيها قاطنو تلك الأحياء، وحي الدرب كنموذج واحد من عشرات الأمثلة عبر القطر الوطني، حيث عاد ليسترجع ذكريات بحلوها ومرَها قضاها في الحي العتيق، منوَها إلى المعاناة الكبيرة التي يتخبط فيها قاطنو حي الدرب، ورغم ذلك لم يتخلوا عن واجبات إنسانية كالضيافة والكرم والشهامة.
وأكد “زينو” أنه رفقة طاقم العمل حاولوا جاهدين إيصال رسائل مباشرة، عن عدة قضايا اجتماعية يعيشها الجزائريون في حياتهم اليومية مثل الحقرة، التهميش، عمالة الأطفال، الاختطاف، الآفات الاجتماعية، الشعوذة وغيرها، مصرحا بالقول: “حاول السيناريست مشكورا ومعه نحن الممثلين، ملامسة الواقع المعيش دون ماكياج، ولهذا السبب وصل العمل إلى قلوب المشاهدين بسرعة قياسية، كما تعمَدنا تكسير بعض الطابوهات حتى تظهر الصورة أوضح”، أما عن اللهجة الوهرانية التي ظهر بها في المسلسل، أضاف يوسف: “صحيح أنني أنحدر من ولاية الأغواط ووجدت صعوبة كبيرة، في تعلَم لهجة الغرب الجزائري، لكنني سعيد بهذه التجربة مادامت جزائريا وواجب عليَ تعلم كل اللهجات.
وفي سياق التطرَق إلى الشخصية بحد ذاتها التي ظهر بها زينو من تهور وعربدة وعنف، نفى أن يكون هو بهذا الشكل في الواقع، معتبرا أنه مسالم جدا وهادئ في حياته اليومية، ولكن كان لزاما عليه تقمص الشخصية، حتى تظهر بتلك الصورة فتصل الرسالة سلسة.
وعبر المتحدث عن سعادته بالصدى الطيَب الذي وصله من المشاهدين، ما يؤكد أن مجهودات الطاقم العامل لم تذهب سدى، مشيرا إلى أنهم لا يزالون ببلاطوهات التصوير لإنهاء آخر حلقات المسلسل، ورغم قساوة البعد والشوق إلى الحضن العائلي، إلا أن رسائل الثناء والإعجاب بالعمل زادتهم إرادة وصلابة لمواصلة المغامرة الجميلة.
أما عن مشاريعه المستقبلية، صرَح يوسف: “صراحة أرغب في نيل قسط من الراحة والتفرغ لعائلتي التي ابتعدت عنها لعدة أشهر، بينما تلقيَت عرضا سأدرسه يخص بطولة فيلم مغربي، قد تكون تجربتي الجديدة، لأن الفن لا يملك جواز سفر.