ـ الشعب يناصر الجيش ويوجه سخطه على دعاة الفتنة
خلفت الهجمات وحملات الإساءة من طرف بعض التيارات والايديولوجيات المتطرفة للمؤسسة العسكرية التي لها حبال مرتبطة بأعداء الجزائر خلف البحار، استياء الشارع الجزائري الذي دافع بقوة على مؤسسة الجيش و قائد الأركان باعتباره مساند الشعب في التغيير واليد الحديدية التي يضرب بها كل رموز النظام الفاسد، هذه الأطراف تهجمت على الجيش الوطني الشعبي بعديد حملات الإساءة، بما في ذلك الدعوة إلى التدخل، وهو الأمر الذي خلف موجة استياء في الشارع المواكب للحراك الشعبي، وكذا حملة المتابعات القضائية ضد شخصيات سياسية ورجال أعمال متهمون بالضلوع وراء تجاوزات مالية أو انحرافات في هرم السلطة.
تغطية/عسال حضرية
يتواصل الحراك الشعبي في أسبوعه ال13 والمسيرة الثانية منذ حلول شهر رمضان وسط تطويق أمني كبير للعاصمة التي شهدت تعزيزات أمنية لقوات مكافحة الشغب التي فرقت المتظاهرين ومنعتهم من الوصول الى سلالم مقر البريد المركزي كما جرت العادة باعتبارها منطلق كل المظاهرات.
الحراك الشعبي أخذ مسار ديدوش مراد وساحة موريس اودان باتجاه شوارع محمد الخامس وعلي بومنجل والعربي بلمهيدي وصولا إلى ساحة الشهداء،كما أغلقت قوات مكافحة الشغب النفق الجامعي تحسبا لما قد يحدث في الجمعة 13 وتحسبا لإسقاطات ما يعرف به هذا اليوم المشئوم في أذهان الغرب أو على طريقة ألفراد إيتشكوك .
يرتفع سقف مطالب الشعب جمعة عن جمعة..، ومع كل مسيرة تولد شعارات جديدة باستثناء شعار” ترحلوا قاع” وشعار”لا للباءات الأربعة”،فضلا عن مطلب إلغاء الانتخابات المقررة يوم 4جويلية وإجرائها، المؤشرات المستقاة من غضب الشارع توحي إلى أن المسيرات لن تصوم في شهر رمضان أمام إصرار وعزم الشعب القوي في التغيير الذي رفع عنه ستار الخوف في 22فيفري المنصرم، نعم هي وتيرة القوة والعزم التي جعلت الشعب يتفنن في كتابة شعارات كل جمعة على حدا، لأنها وسيلته التي تترجم مطالبة وحقوقه الدستورية التي طالما تخلى عنها في ظل الغطرسة المنتهجة ضده من قبل النظام السابق.
المسيرة 13 تأتي في وقت تكثف فيه العدالة من استدعاء المتورطين في الفساد من الحكومات المتعاقبة السابقة في عهد نظام بوتفليقة، إضافة إلى قضية التآمر ضد الجيش والحراك التي تجري فصولها في المحكمة العسكرية بالبليدة.
نعم لقد توافد الشعب من مختلف نقاط الوطن باتجاه العاصمة في أولى ساعات صباح أمس بالرغم من العوائق المنتهجة في حقهم وصدهم عن ولوج العاصمة إلا أن الكثيرين جاؤوا سيرا على الأقدام ليس إلا من أجل تغيير المنكر وإرساء دولة الحق والقانون التي لم تأت بها أي حكومة منذ الاستقلال.
الشعب الذي صمد على مدار13اسبوع يقف وقفة رجل واحد وصرخ بحنجرة واحدة من اجل تنحية كل العصابة وتمريرهم على آلة العدالة للمحاسبة وإرجاع المال العام الذي نهبوه من الخزينة العمومية بينما كان الشعب مغيبا عن دوره في ممارسة حقوقه..نعم خرج الشعب مرددا شعارات خصو بها مسيرة الجمعة 13 “صامدون صامدون للجزائر مخلصون ولبقايا النظام رافضون” “يا قضاة العدالة فيكم خير وأصالة” “لا تدويل يا بن صالح واحد فيكم ما هو سالك ” “سلمية سلمية والشبيبة راعية وللنظام رافضون” “ديكاج ديكاج حكومة لبريكولاج” “عصابة خاينة والعدالة كاينة.. ديكاج ديكاج ياحكومة المونتاج ”
في مسيرة الجمعة 13 لم يغير الحراك الشعبي موقفه من بقية “الباءات” المدعوة للرحيل اليوم قبل الغد، لأنهم من رموز نظام بوتفليقة المنهار. فبن صالح منشغل بتوقيع مراسيم تعيين واستبدال موظفين في الرئاسة وفي بعض المؤسسات العمومية، والوزير الأول بدوي المعتكف في قصر الدكتور سعدان منذ تعيينه قبل شهر ونصف يبحث مع وزرائه أفضل الإجراءات “الشعبوية” التي تشد إليها الرأي العام وتغذي النقاش حولها بعيدا عن الحراك الشعبي، كما فعل مع تسقيف الأسعار الكاذب أو مع عودة استيراد السيارات القديمة ولكن ما بعد 2020.