صفوة الكلام
عماره بن عبد الله
رمضان : لبناء القيم لا هدمها….!!
لا بارك الله في الممثلين والممثلات، والمنتجين والمنتجات، والمخرجين والمخرجات، وبكل المسلسلات التي تعرض في الفضائيات، الذين انطلقوا كالكلاب المسعورة في شهر الصيام والقيام، ليملؤوا الفراغ الذي تركه شياطين الجن التي صفدت في هذا الشهر الكريم.
للأسف ومع حلول الشهر الفضيل، شهر القيم والنفحات الإيمانية، التي تهذب الأنفس والافئدة وتسمو بها إلى درجات القبول والرضا الرباني، في أجواء تترجم ماهية الإنسان في هذا الكون، قلت ونحن نتطلع إلى ذلك، حتى تطلع علينا مؤشرات حرب هوجاء (…) ، بل قل حرب بكل المقاييس والعتاد ، حرب تقودها فضائيات التوجه الماسوني ذات القوة الرهيبة، وهي تقصف أركان القيم ومقومات الإنسان الروحية والفكرية من خلال عرض ما يؤجج الغرائز، ويسعى للانحلال الخلفي للفرد والأسرة والمجتمع، مما يؤدي إلى إستمالة العاطفة للتحلل من كل القيم ، لينشغل كل معني عن مهامه الرمضانية وواجباته المهنية والاجتماعية والأسرية، كإنشغال الأمهات في إعداد الفطور والعشاء، وضياع الفتيات و الأطفال أمام قصف مدفعية العدو، قصف يأتي على قيم الحشمة في نفوس مراهقة لازالت غضة بريئة، سهلة المنال أمام تأثير تلك المسلسلات التركية والهندية والمكسيكية، وحتى المصرية والخليجية…!
هاته المبيقات التي بدأت تطل علينا في السنوات الأخيرة بالإيحاء الغرائزي، وما ينفطر له القلب والكيان البشري الرهيف، كيف لا وهي تبث بل كل أبطالها من بلدان تطبعت مع إسرائيل قلبا وقالبا، وبالتالي بطل العجب حين نرى التفسخ الأخلاقي والاستعراض المهول للأجساد، بل الأخطر فإن عناوين ومضامين تلك المسلسلات المستنسخة من التركية كالعشق الممنوع، وتلك الخليجية كزواج المحارم هي بمثابة إعلان حرب عن توجيهات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ( طاي طاي) ،ونكران في ذلك لحسن جوار رسول الإسلام والإنسانية والمعبوث رحمة للعالمين عليه الصلاة والسلام وصحابته الأطهار ، وبالتالي لا عجب ولا إستغراب في هؤلاء المنتجين والممثلين والممثلات، لكونهم هم ومن يتولى أمرهم أصبحوا عبادا نساكا لنتنياهو ، و لا يرون إلا ما يريهم ترامب و لا يؤمنون إلا بما يؤمن به ترامب وهو الأشهر في حربه للقيم منذ أن كان مجرد ممثل.
نعم عزيزي الصائم … إنها حرب نفسية ناعمة لقنص العفة والوفاء ، قولي بربك كيف لهذا الجيل أن ينتصر لأمته ،وهو يرى في مسلسلات المتطبعين مع إسرائيل، وقصص الغدر بالعقيدة والعرض و النخوة ، فكيف لنا أن نضمد جراحنا ونحن نترك الحبل على الغارب لترى بناتنا و أبناؤنا حلقات مسلسلات كل أحداثها تدور حول الخيانة… (يفرج الله)