مشاركة أهل منطقة واد سوف في مظاهرات 08 ماي 1945 التاريخية بقلم: المجاهد المؤرخ عبد الحميد بسر

بقلم:  عبد الحميد بسر/ مجاهد ومؤرخ

مشاركة أهل منطقة واد سوف في مظاهرات 08 ماي 1945 التاريخية

 

  كي لا ننسى تاريخنا، سيما تاريخ أهل منطقة وادي سوف “نضالا وجهادا وألآما وتعذيبا وحرمانا من أدنى متطلبات الحياة وقتها” بحكم وضع المنطقة تحت الحكم العسكري بعد إحتلالها عام 1854

تتطلب الأمانة التاريخية أن أقدم لكم بعض تفاصيل من وقائع لمشاركة مناضلو ومواطنو أهل منطقة وادي سوف في مظاهرات ذلك اليوم :08 ماي 1945 بمدينة الوادي مركز قيادة الجيش الفرنسي وأذنابه ومعاونيه من القومية والحركى والمخبرين والمختبئين وراء الجدران كالجرذان.

حيث جاءت الأوامر من قيادة المركزية لحزب الشعب بعد إنصهاره في حركة أصحاب البيان والحرية التي تم إنشاؤها يوم 04 مارس 1945 لمناضلي خلية الوادي التي أنشأت بداية 1943 قبل سنتين من نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، بأن يقوموا بمظاهرة سلمية تحمل نفس الشعارات والمطالب التي ستحمل بالشمال، وفي ذلك اليوم (08-5-1945) صباحا تجمع المناضلون والمواطنون المتحمسون للمناداة بالاستقلال وإطلاق سراح الزعيم الحاج أحمد مصالي من السجن

تجمع الجميع بالساحة التي كانت متواجدة وقتها أمام دار الشيخ عبد القادر طليبة بحب أولاد احمد وبعد إلقاء الكلمات الحماسية من طرف الشهيدين ونيسي الهاشمي ومحمد بالحاج ميهي قام الجميع بإنشاد نشيد من جبالنا طلع مع نغمات آلة العود للعازف والمناضل حسن عطاء الله (بوززة)،انطلقت بكل هدوء من تلك الساحة مرورا بمركز الديوانة (الساحة الموجودة الآن أمام دار المرحوم جديدي عبد الكامل والكشك) ثم أمام مقر الحاكم الفرنسي (مقر الدائرة سابقا ومقر الوالي الآن) بشارع القائد الشهيد الطالب العربي (شارع الجنرال هنري لابيرين سابقا) وصولا إلى غاية مركز توليد الكهرباء (ساحة الشباب الآن) وكانت وقتها آخر العمران لمدينة الوادي، توقفت المسيرة وتفرق الجمع من طرف العسكر الفرنسي والقومية، وقتها الحاكم الفرنسي هو القبطان “فيري” الذي أعطى الأوامر بعدم إستعمال العنف مع المتظاهرين لكن مراقبة وتسجيل المؤطرين لها من المناضلين وهكذا كان قد تم تسجيلهم وبعد يومين تمت مداهمة ديارهم ليلا وأخذوا إلى السجن العسكري للتعذيب والاستيطان لمدة 15 يوما في تلك الحالة ثم تم تحويلهم إلى مدينة تقرت مركز قيادة الإقليم العسكري الذي على رأسه الكومندان “نابال” مشيا على الأقدام تحت حراسة مشددة من القومية تحت قيادة ضابط فرنسي الكومندان “نابال” حكم وقرر نفيهم جميعا إلى الزاوية الكحلة بأقصى الجنوب الجزائري من 25 ماي 1945 إلى غاية 16 جانفي 1946 عندما صدر عن الحكومة الفرنسية قرارا بالعفو العام لكل السياسيين حيث تم الفراج عليهم وهم : ونيسي الهاشمي – قدور لخضر – طليبة عبد القادر – ميلودي العروسي – شوشان سلطاني – ميهي محمد بالحاج – سعدون بلقاسم – مستور الهاشمي – بن بردي البشير – أميسه إمحمد.

ومن خلال سرد الأحداث التاريخية كانت منطقة وادي سوف لم تتخل على النضال من أجل الوطن الجزائري وقد ساهمت وشاركت في المظاهرات والمسيرات التي تم إقرارها من القيادة مثلها مثل بقية المناطق الشمالية رغم الأوضاع المزرية التي كانت تعيشها تحت الحكم العسكري الغاشم، أمنيتي أن يطلع ويقرأ شبابنا تاريخ أجدادهم وأبائهم الحامل بالنضال والتضحية ويفتخرون بذلك – المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والفخر لوطننا ورجاله الأحرار.

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: