رمضان العرب: تحديات وتحديات لكسر شوكة الحروب ..!!
صفوة الكلام
للكاتب عماره بن عبد الله.
ونحن على مشارف الشهر الفضيل، مما لا شك فيه أنه شهر خير وبركة، شهر تضامن وتعايش وسلم وسلام، لكن هيهات هيهات على أمة إسمها “أمة العرب”، هيهات هيهات على أمة تعيش داخل بركان من نار، حروب وأزمات في كل مكان، بل وبين الحرب والأزمة أوضاع اجتماعية واقتصادية أقل ما يقال عنها، أنها لا تراعي المعايير الإنسانية.
ونحن على مشارف شهر رمضان المبارك، هل يمكن إحصاء تلك الجموع من أعداد اللاجئين في المنطقة والذي يرتفع يومياً، هذه سوريا وتلك العراق واليمن وليبيا والقائمة طويلة، ملايين النازحين داخليا، ناهيك عن الأعداد التي فرت إلى الخارج، ولنا في قصص وروايات المخيمات ألم ووجع يخيم سماء المخيم، أما ليبيا فتحدث ولا حرج ، فتحدث وكلك ألم ودموع على وطن على حد قول الشاعر “يبكي الجبل ورشاده غاب عزها ضيع مشت سنينه” ، هاهي الصامدة تستقبل الشهر الفضيل تحت رحمة حرب بالطيران والمدفعية الثقيلة والصواريخ ، على تخوم عاصمتها، منذ ما يزيد عن عشرون يوما، في حصيلة إن صدقت 40 ألف نازح ، 300 قتيل ، 1300 جريح ومبتور وعاهات مستديمة ، مئات المنازل المهدمة ، وخسائر لم يتم حصرها بعد، في معركة تشتد وتتسع والهدف ..؟؟ ، ومجتمع دولي يتفرج مهمته فقط ضبط المحاضر وبعض التصريحات تدعي القلق ،في غياب لتلك الاساطير كحماية المدنيين ودموع الإنسانية ،وشعارات السلام التي وضعت في الجيوب الخلفية ، في ليبيا جلس الجميع في المدرجات بين متفرجين ومشجعين وداعمين، في ليبيا وإن كان قرار حظر السلاح في الأدراج ، فحاملة الطائرات الأمريكية في المتوسط ، والسفينة الإيرانية في مصراتة ، وأخرى فرنسية في رأس لانوف ،في ليبيا بن زايد وسلمان يرفعون وتيرة الدعم لحفتر، وأردوغان بالتنسيق مع تميم يرد بوضع إمكانياته مع السراج، في ليبيا سلامة كالديك على الحبل ، بين فرنسا التي يحمل جنسيتها ، وإيطاليا التي يتواصل مع قواتها في مصراتة.
ونحن على مشارف شهر رمضان المبارك، يستقبله الليبيين على وقع حرب مشتعلة في عديد من مناطق البلاد، وعنف وفوضى في أغلب المدن والقرى، مما ينغّص فرحتهم بهذا الشهر الفضيل، حرب وفوضى فاقمت أزمة الليبيين المتواصلة منذ سنوات، كانت سببًا في ارتفاع أسعار المواد الأساسية، وغياب بعضها عن الأسواق، ونقص في السيولة المالية عن البنوك في أغلب مناطق البلاد، ورغم كل هاته الظروف والأزمات، يبقى بصيص الأمل في تكاثر أعمال الخير وموائد الرحمن، من خلال حرص الناس انطلاقا من وجدانهم الذاتية والأخلاقي على التواصل والتعاضد وتبادل الزيارات الرمضانية بين الأقارب والجيران، كما تكثر السهرات الثقافية وتزدحم قاعات المعارض والحفلات، وتتكثف المبادرات الشبابية والمسابقات الرياضية، التي تكسر شوكة الحرب، وترفع شعار نعم للحياة
الكاتب عماره بن عبد الله