لأننا أبناء الجزائر -وما أدراك…!، ولأننا كذلك فقد ضربنا عرض الحائط تلك التهم المعلبة، التي أراد بعض المزيفون إلصاقها بأبناء الجزائر على مر السنوات، ولأننا كذلك فنحن أبناء الماجدة التي صنعت معجزة اسمها الثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم، وتلك الصابرة التي صنعت معجزة أخرى وهي الانتصار لوحدها على أخطبوط الإرهاب خلال فترة المأساة الوطنية، ولكونها كذلك فهاهي تثبت أنها الاستثناء من القاعدة، وتبدع في صناعة مجد جديد، اسمه ربيع الجزائر فهنيئا لشعب اسمه شعب الجزائر ..!!
نعم ها هو العالم اليوم يشاهد هذا الشعب العظيم، ينزل الى الشوارع مطالبا وبرقي استثنائي وبوسائل سلمية نبيلة بتغيير النظام، وفي الوقت نفسه تحمي الوطن وتذود عن حياضه، فيكون الوطن هو الهدف لا التسابق والتقاتل على المناصب والزعامات، كما حصل مع معارضات أخرى في دول عربية فقتلت مشروعها وساهمت في قتل الوطن، في شعور يترجم أن هناك ثورة مجيدة أخرى ستعلم العرب والعالم أجمع، أن الوصول الى الأهداف الكبرى يمكن أن يتم بلا إراقة قطر دم واحدة، كالذي حدث في بعض الدول التي تدعي زورا وبهتانا، أنها مهد الحضارة والرقي، ثورة لم يسمع من أصواتها شعارا يدعو لفتح علاقة مع إسرائيل، لان الشارع الثائر في الجزائر له قلب ينبض دائما وأبدا على قلب فلسطين ، لأنه الشعب الذي لديه رايتين الجزائر وفلسطين ، خلافا لما رأيناه من بعض رموز الثورات الأخرى، الذين انتهوا في مزابل التاريخ حين جاهروا بخيانة الوطن، ثورة لم نسمع فيها أصوات الارتماء في أحضان الخارج، أو لبيع النفوس في أسواق النخاسة الدولية، بل سمعنا وسمع العالم أنه ربيع الاستثناء، ربيع يمكننا أن نصلح فيه أوطاننا دون أن نخونها، ونبيع ترابها وتاريخها ومجدها، ربيع رأينا فيه الجيش سليل جيش التحرير يترفع عن الخلافات، ويبقى إلى جانب الشعب، وفيا له ولمبادئه، فحرص على حفظ الأمن دون قمع الناس وقتلهم، في صورة نموذجية قدمها القائد “القايد صالح” لصورة ذلك العسكري المؤمن بشعبه والحريص على وطنه والحكيم في تهدئة النفوس وضبط الأمور، كل هذا حدث في الجزائر التي وجهت صفعة لهؤلاء ورسالة لأولئك، مؤكدة وهي من هي …؟؟ أن أبناءها هم فعلا وقولا وعملا، من ورثوا جيلا بعد جيل، ورثوا التميز والسبق والحصرية في صناعة ربيع جزائري خاص واستثنائي فاللهم لا حسد .. !!
مما لا شك فيه فرسالة القايد الأخيرة قطعت الطريق أمام من أراد الاستثمار في تحرك الشعب خاصة وأن كل طرف ينادي لمصلحته، وكأن الوطن أصبح غنيمة يتقاسمها أشباه السياسيين، بهذا الموقف الحاسم يقطع الجيش الوطني الشعبي الطريق أمام كل قوى الشر التي تريد العودة بالجزائر إلى سنوات الدم والنار، ويضع الجميع أمام مسؤولياتهم أمام الشعب الجزائري وأمام التاريخ، وموقف كهذا سيُحسب للجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير، ولقائده الملهم المؤمن بشعبه والحريص على وطنه والحكيم في تهدئة النفوس وضبط الأمور، وهو موقف يستدعي من كل الوطنيين الأحرار أن يساندوه ويدعموه، لأن هذا الجيش ينحدر من هذا الشعب، ولا يتصور أن تكون له مواقف إلا في صالح الشعب، بعكس رؤوس الفتنة الذين سارعوا إلى التشكيك في نواياه، وأصبحوا يحرضون عليه، وكأنه قوة استعمارية، والكل يشهد أن هذا الجيش قدم آلاف الشهداء لإخراج البلاد من عشرية الدم، ولا يزال يقدم قوافل من الشهداء لصون حدودنا وحمايتها، في وقت الذي يتاجر فيه رؤوس الفتنة بمصير ومستقبل الجزائريين، مشككين في إعلان الفريق الحكيم القايد صالح، بل إن بعضهم اتهمه بأنه يسعى لإيجاد مخرج للنظام، وليس لإيجاد حل لأزمة البلاد ، وعليه ضرورة الحذر ثم الحذر من هاته البيادق والاصوات الحاقدة على الجزائر، ولابد من الوقوف وقفة رجل واحد إلى جانب الجيش الوطني الشعبي، لفرض تغيير دستوري وشرعي، يقطع الطريق في وجه من يريد العبث بأمن واستقرار الوطن، وأختم على قول الحكمة “من كان في نعمة ولم يشكر، خرج منها ولم يشعر”، تلك الأيام نُداولها بين الناس (يفرج الله).