في قراءة الصحبي الهاني
تنطبق رواية ” نوة ” للكاتبة وحيدة المي، على عقلية عوضا عقيلة وأن أفعالها وصفاتها تنطبق على نماذج من المجتمع العربي خصوصا و الشخصية العربية وجدتنا نقرأ أنّ الشخصية هي عقيلة نفسها نوّة كلّما توغّلنا في قراءة الرواية .
وإن وُجدت جملا تنفي أنّ عقيلة هي نوة وانتهت قراءتنا بأنّها اي الشخصية هي عقيلة أمام المجتمع و نوة في خلوتها في الرواية تركيز على نفسية نوة و كأن مركزها توظيف الحب و الجسد و نوة تدور حول هذا المركز في اشتغال على تفاصيل الجسد و تداعيات او خواطر لجلد الذات عبر تنوع الضمائر و استرجاع الذكريات و الاشتغال على التفاصيل كما لو أنها كاميرا او لقطات سينيمائية و خاصة توظيف الأسلوب الحجاجي هي رواية امرأة عاشت تعذيبا في طفولتها من قسوة والدها و انعكس ذلك التعذيب عليها في المدرسة نتيجة إنجاب غير شرعي و حتى تخرجت من الجامعة ، هي رواية امرأة تدخن و تشرب الخمر تبيع جسدها للرجال بمقابل ثمن رمزي ، امرأة مثقفة تعيش وهما تعيش على وقع كافكا و موسيقى شوبان ، رواية تصور الحياة البائسة في المدينة و الريف من خلال الاسترجاع عبر الذكريات، لتنتهي هذه الرواية بانتحار نوة وهي تلقي بجسدها في النار و هنا إحالة على شخصيات نسائية عبر التاريخ انتحرن حرقا، و لنختم كلمتنا فنقول أن الأحداث تدور في بنية دائرية بدأت بليلة باردة و انتهت بليلة باردة وكأن الرواية كلها تدور في نفس التوقيت و هو الليل و ما ورد من أحداث هو شريط حياة نوة قبل أن تصير رماد .
الصادق سالم