المديرية الجهوية للجمارك قالت ان افتتاحه سيكون في مارس ولم يتم ذلك
لم يدخل المعبر الحدودي الجديد “الطالب العربي” بولاية الوادي حيز الخدمة في غضون شهر مارس كما أفادت به المديرية الجهوية للجمارك بورقلة قبل شهرين، ليكون التأجيل مرة أخرى سيد الموقف لهذا المعبر المنتهي الإنجاز منذ فترة ولم يستغل.
ويعتبر هذا المرفق الجديد دعما للمعبر القديم الذي يشهد ضغطا كبيرا في الحركة المرورية السياحية والتجارية بين تونس والجزائر خاصة خلال السنوات الأخيرة التي عرفت حركة مسافرين غير مسبوقة بين البلدين الشقيقين عبر هذه البوابة حيث ناهز عدد المسافرين في سنة 2018 ازيد من مليون ونصف مسافر دخولا وخروجا.
عدم افتتاح المعبر الحدودي الجديد في شهر مارس المشرف على الانتهاء، وعدم وجود برنامج لذلك هذه الأيام، أثارت حفيظة كثير من المتتبعين بالولاية معتبرين تأجيل العمل في المعبر الجديد غير مبرر وتضييع للوقت والصالح العام، خاصة وانه منجز بموصفات ومعايير دولية من شأنها الدفع بالحركة السياحية أكثر وتحسين الخدمات وترقيتها .
السلطات وعدت في مرات عديدة بافتتاحه بل وتحويله لمعبر تبادل تجاري بين تونس والجزائر، وجعله كممر استراتيجي لحركة التصدير والاستيراد عبر ميناء قابس القريب(200 كلم)، لكن تلك الوعود باتت مصنفة في خانة تصريحات الاستهلاك الإعلامي، ودليل ذلك عدم الإيفاء بالالتزامات لليوم رغم انتهاء الاشغال بالمعبر الجديد منذ فترة.
فلاحو الولاية وتجارها ورجال أعمالها لا يزالون ينتظرون تطبيق وعود السلطات المركزية والولائية المتعلقة بتحويل المعبر الجديد بالطالب العربي الى مركز تبادل تجاري الذي من شأنه يعطي دفعة جديدة للاقتصادي بين الولاية ودولة تونس الشقيقة، حيث تبقى مسائل تصدير المنتجات الفلاحية نحو الخارج عبر ميناء قابس أبرز طموحات المزارعين المحليين الذي باتوا يصطدمون في كل موسم حصاد بوفرة المنتوج ونقص التسويق الداخلي والخارجي وانعكاس ذلك على الأسعار بشكل سلبي.
المعبر الجديد للبوابة الحدودية يتربع علي مساحة تفوق 5 هكتارات ويبعد عن المعبر القديم ب 5 كلم، ويتوفر علي كل المرافق اللازمة لتسهيل عمل أعوان الجمارك حسبما أكده المكلف بالاتصال والإعلام الآلي على مستوى ذات المديرية الجهوية تازير عبد الفتاح لوكالة الانباء الجزائرية خلال أبواب مفتوحة على الجمارك نظمت بدار الثقافة مفدي زكرياء بورقلة قبل شهرين.
وينتظر أن يعطي فتحه دفعا قويا للتنمية المحلية والرفع من نسبة التبادلات التجارية وكذا تسهيل الإجراءات الخاصة بتنقل المسافرين والبضائع من خلال إدراج التقنيات الحديثة والرقمنة.
يذكر أن مصالح شرطة الحدود بالمعبر الحدودي الجزائري-التونسي، الطالب العربي، بولاية الوادي، أحصت مرور أكثر من مليون ونصف مسافر خلال 2018 بزيادة تقارب ال 17 في المائة بالمقارنة مع السنة التي سبقتها، حسبما أوردت المفتشية الجهوية لشرطة الجنوب الشرقي بورقلة في تقرير نشرته وكالة الانباء الجزائرية. ويتعلق الأمر، حسب نفس المصدر، بعبور 870.297 مسافر جزائري و633.758 آخر أجنبي، أي 745.287 دخول للتراب الوطني مقابل 758.768 خروج باتجاه تونس، حيث شهدت فترة العطلة الصيفية التدفق الأكبر للمسافرين.
وخلال نفس الفترة، سجلت ذات المصالح مرور 628.306 مركبة من مختلف الأصناف تابعة لمواطنين جزائريين وأجانب (315.358 دخول و312.948 خروج).
وفي سياق متصل، سمحت التدابير التي اتخذتها مصالح شرطة الحدود في السنوات الأخيرة بهدف عصرنة الخدمات على غرار إلغاء استمارة تسجيل البيانات على مستوى شبابيك المراقبة لدى شرطة الحدود، مما ساهم في تحسين ظروف عبورهم على مستوى هذا المعبر الحدودي وتقليص فترة الإجراءات، وفق ما اشارت اليه المفتشية الجهوية لشرطة الجنوب الشرقي التي يشمل اختصاصها الإقليمي ولايات ورقلة وبسكرة والوادي واليزي وغرداية والأغواط.
وتجدر الإشارة إلى أن عدد السياح الجزائريين الذين يفضلون الوجهة التونسية لقضاء العطل عرف تزايدا مستمرا خلال السنوات الأخيرة، فيما يمثل التونسيون أغلبية الأجانب الذين يتوافدون على هذا المعبر الحدودي بغية الدخول إلى التراب الوطني.
أكرم سعدي