صفوة الكلام
عماره بن عبد الله
سحقا لمن علموا أن “الوطن” غال فباعوه …. !!
أتى على هذه الأرض المباركة المسقية بدماء الشهداء، وعلى شعبها الصامد الذي قدم الغالي والنفيس، لنصرتها وعزتها وكرامة الأجيال اللاحقة، حين من الدهر لم تعد تذكر، إلا بما يُشين تاريخها الحافل بالبطولات وملاحم الكرامة والفداء، بل أًصبح الكل (…) ينعتها بما يحط من منزلتها الرفيعة، وذلك عندما سقطت في أتون المأساة الوطنية، نعم كان هذا وأكثر .. !!، فلم يشفع لها السبق العربي والافريقي، في التطلع إلى اللحاق بركب الأمم في كنف الحريات والديمقراطية، لأنهم فشلوا في العبور بسفينتها إلى شاطئ الأمان.
أما وبعدما هبت رياح “الضياع العربي” على المنطقة العربية، كان لشعب الجزائر شعب المعجزات تقديره الخاص والاستثنائي، فرفض ركوب الموجات المشبوهة، لفطنته الفطرية وخبرته التاريخية، التي علمته أن يصنع التميز في كل المسارات التي يخطها، هذا لا يعني بأن حالنا في الجزائر جيد، وأن الوضع عندنا ليس بحاجة إلى الإصلاح والتغيير، ومن ثم فإن غالبية من خرجوا للتظاهر سلميا في الأسابيع الماضية، كانوا يحلمون بغد أفضل بل ويدفعهم في تحركهم هذا حبهم للجزائر، لكن وكما يقال “ومن الحب ما قتل”، وبالتالي ضرورة أن نزاوج بين الحب والعقل، حتى لا نلحق الأذية بالمحبوب، لان العواطف الجياشة تغشي الأبصار، وقد توقعنا في الأفخاخ التي نصبها المتربصون بنا في الداخل والخارج، أفخاخ نصبها أولئك المراهقين السياسيين، ومن يطبل لهم ويروج خزعبلاتِهم، بعدما تنكروا لكل التضحيات التي قدمها الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، أقول ذلك ولا شماتة…!! يا من تروجون لهكذا أفكار كونوا صادقين، هل غرضكم إيجاد الحلول للوضع الراهن، أو أنكم تدفعون به إلى مزيد من التأزم ..؟؟، إلى درجة قد تفتح أبواب الجزائر على المجهول، ذات الشأن الذي يتم التحضير له في الغرف والعلب السوداء، ووجود جهات دقت ناقوس الخطر، وقدمت تفاصيل مثيرة عما حضر للجزائر، من قبل قوى الشر التي صنعت الربيع العربي، والتي لم يروقها رؤية الجزائر هادئة مستقرة، وكما ورد في جريدة البناء اللبنانية وما قدمه المفكر والباحث الاستراتيجي الإيراني محمد صادق الحسيني في مقال له نشر منذ يومين، أن هناك معلومات دقيقة للغاية، تشير إلى تورط أجهزة استخبارات أمريكية وصهيونية ومغربية وجهات تونسية، ومخابر متخصصة في زرع الفوضى الخلاقة، فيما يحدث عندنا في الجزائر، فقد أكد محمد صادق الحسيني أنه تم تشكيل غرفة عمليات مركزية لإدارة “الثورة” في الجزائر.
إذن فالرسالة وصلت من الشعب للرئيس، فأجاب الرئيس ..!! الحراك الشعبي في الجزائر ضغط من أجل تثنية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من ترشيح نفسه لولاية خامسة، وقد نجح وأصدر الرئيس بوتفليقة قرارا انعكس إيجابا على الجزائرين بتأجيل الانتخابات الرئاسية وعدم ترشحه لها، وهذا الأمر كان ينتظره الشارع لمعرفته بشخصية رئيسه الوطنية بامتياز، فهو الذي وحد البلد وقضى على إرهاب في ما يسمى بالعشرية السوداء في تاريخ الجزائر، نعم هذا الحراك حقق مطالب الجزائريين، وهو بذلك لم يسمح بدخول العامل الخارجي في الشأن الجزائري ،ومن ثم فلتصمت أصوات الفتنة، وكفى تلاعبا بمصير البلاد والعباد، ويكفي ما يُنشر عبر بعض صفحات التواصل الاجتماعي، التي وصلت قمة الإبداع في الزور والبهتان، ولتعلم هاته الأصوات أننا دافعنا ولا نزال ندافع عن الرئيس بوتفليقة، لأننا نعلم أنه يحب الجزائر، وضحى حتى بصحته عليها بعدما ضحى بشبابه في سبيل تحريرها من الاستعمار، وضحى بسنين عديدة من حياته، لإيجاد موقع متقدم للجزائر بين الأمم، ولا نظن أنه من طينة الرجال الذين يقبلون بمغادرة السفينة وهي تغرق، والسفينة لن تغرق ما دام قائدها المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، ليعلم الجميع أن المؤامرة كبيرة وخطيرة للغاية، وهو ما سيكشفه القادم من الأيام، فاللهم احفظ الجزائر وشعبها.