مؤكدين على أن الحل هو الحوار الآن قبل فوات الأوان
إعداد :الاعلامي عماره بن عبد الله
انتشرت في الأيام الأخيرة دعوات ” الخروج إلى الشارع ” والتظاهر على مستوى وطني للتعبير عن رفض العهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة، هذه الدعوات لا يعرف أحد على وجه الدقة مصدرها والجهة التي تقف خلفها، أيها مجرد مواطنين معارضين يائسين من الوضع، أو يكون مصدرها وهي التي انتشرت بسرعة كبيرة في شبكات التواصل الاجتماعي، جهة منظمة حزب سياسي معتمد أو محظور أو جهة أجنبية توظف جزائريين ،في محاولة للي ذراع السلطة السياسية، لا أحد يعرف إلى الآن جهة الحراك، وهذه نقطة ضعف خطيرة في أي تحرك سياسي، لأن لا أحد حقيقة سيدخل في مغامرة لا يعرف من يقف ورائها، وهذا يقودنا للاعتقاد بأن هذا التحرك سيكون مصيره الفشل سواء في البداية أو في النهاية.
ومن هنا وأمام هاته المعضلة والأيام الحرجة التي يمر بها وطننا المفدى، وأما هذا التجييش السياسي الذي لم تشهد منصات التواصل الاجتماعي مثله من قبل ، وهو ما يعد مؤشرا خطيرا لتدهور الوضع السياسي، الشأن الذي لا يخدم لا السلطة ولا استقرار البلاد، وعلى أساس أن تجارب سابقة أكدت حصانة الجزائر ضد أي محاولة لنشر الفوضى فيها، لكن هذا الرأي قد ينهار عند أول اختبار وعندها سيكون من غير المجدي الندم على سوء التقدير أو سوء التصرف، الأفضل الآن هو أن يلتقي الجزائريون و يتفقوا جميعا وأن يتنازل القوي بحكمة وأن يكون الضعيف حكيما أيضا.
وأمام هذا الوضع أبدى العشرات من المشايخ والائمة ورجال الفكر والفضيلة والوجهاء والمحامين والخبراء الاقتصاديين بولاية الوادي على غرار باقي ولايات الوطن، امتعاضهم الشديد من هاته الدعوات وممن يدعون اليها، داعين الشعب المحلي والوطني، إلى مزيدا من الوعي واليقظة والانتباه إلى ما يحاك بالوطن وأمنه وممتلكاته وسلامة مرجعتيه الدينية، لان الواقع المرير من القدس ودمشق وبغداد حتى صنعاء وطرابلس يملك الإجابات الشافية ..!!
التصريحات
الزوايا الصوفية …وتبقى منارات العلم والمجد “الحصن الحصين“
الشيخ أحمد شيباني /مقدم الطريقة القادرية الوادي
لنا في بعض الحواضر العربية والإسلامية الإجابات الشافية
إن الحديث عن الزوايا يأخذنا الحديث عن رسالتها الأصيلة، باعتبارها منارات قرآنية ومعاهد علمية، أسّست على التقوى من أوّل يوم، أسّست على القرآن لنشر رسالة القرآن، وإصلاح النفوس بهدايته، فالزوايا الأصيلة عمادها العلم والمعرفة، رسالتها ربانية وإجازتها ربانية، ما من شيخ من الشيوخ الذين عمروا الزوايا الأصيلة في الجزائر إلاّ وله مرجعية روحية وعلمية، شيوخه علماء ربانيون، سندهم الروحي والعلمي متصل برسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه أدعوا كل أبناء شعبنا الى اليقظة وحماية الوطن والاعتبار مما يحدث في بعض البلدان العربية الشقيقة، صحيح إننا ننعم اليوم بتقدم معتبر بجميع أنواعه ثمرة جهود و مثابرة في الجهاد الأكبر، جهاد البناء و التشييد منذ الاستقلال، فلنحتاط لأننا اليوم نعيش في فضـاء يعج بمخاطر وبتقلبات، يجـب علينا الحرص على حفظ الـمكاسب و التجند لتحقيق المزيد من التقدم.
الشيخ عبد الكامل تجاني / شيخ الزاوية التجانية البياضة الوادي.
تكريس الاستمرارية هو الخيار الأفضل للحفاظ على الأمن الذي تنعم به الجزائر
ولان الزوايا هي تلك القلاع التي تسعى إلى إصلاح المجتمع، بالدين القيم والتوجيه الراشد، ومن أجل أعمالها رسالتها الاجتماعية، فهي تسعى إلى إصلاح ذات البين؛ تؤلّف بين الفرقاء، وتصلح بين المتخاصمين خطابها جامع، يؤلف ويحبب ويقرب بين الناس، ويمتص كل خلاف قد ينشأ بين الناس، أما بخصوص هؤلاء الأشخاص الذين يدعون للخروج للشارع تعبيرا عن رفض ترشح بوتفليقة للعهدة الخامسة، فهم يسعون لزعزعة إستقرار الجزائر، بعدما تحقق من إنجازات حققها الرئيس الجزائري على مدى عهداته السابقة، وهي تحقيق السلم والمصالحة الوطنية، لتعود السكينة والأمن عبر كل ربوع الجزائر، وهما الشرطان الأَساسيان لأي تنمية أو بناء أو تقدم وسط محيط إقليمي، تعتوره أزمات ونزاعات، وتستفحل فيه الجريمة العابرة للحدود، فتكريس استمرارية الدولة هو الخيار الأفضل للحفاظ على الأمن الذي تنعم به الجزائر اليوم، وسط التحديات الأمنية القادمة من دول الجوار.
الشيخ عبد الكريم زبيدي/ رئيس جمعية الزاوية التابعية الحرة الوادي
لا خوف على وطن هو مرجعا في إخماد الفتنة ورأب الفرقة
يعتبر الامن من مقومات الحياة ولا يستطيع الإنسان، أن يعيش بدونه كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول: “من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها” إيمان وعافية وصحة وقوت يومي هي من مقومات الحياة الأساسية وإن شئتم – أمن غدائي وأمن نفسي – وصحة جسدية ، وعليه فالوطن أمانة في أعناقنا جميعا وهو ميراث الأجداد والأسلاف فلنحافظ عليه ولندافع عنه ولنقم بدورنا كما أمر الله: ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله…)) ولان الجزائر اليوم قد أضحى مثالا للأمن والاستقرار رغم كل المحاولات اليائسة لجره إلى مستنقع للاأمن، فاللهم وحد صفوفنا واجمع كلمتنا ووفق ولاة أمورنا إلى ما فيه خير البلاد والعباد وأصلح شؤون هذه الأمة وسدد خطاها. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الشيخ عبد الباقي مفتاح / شيخ الطريقة الهبرية البلقائدية الوادي
مزيدا من العمل لحماية الأجيال فكريا وروحيا
مما لا شك فيه أن للزوايا تاريخا طويلا في مجال الحفاظ على الهوية الإسلامية والعربية للشعب الجزائري، فكان لها دورا محوريا في الحفاظ على السلم بين أفراد المجتمع الجزائري، الشأن المطلوب اليوم من المساجد والزوايا والمدارس القرآنية وهو العمل على تعزيز السلم الذي استقر في الجزائر بعد سنوات من العنف والإرهاب بفضل تضحيات قوات الأمن والمواطنين، وبفضل سياسة المصالحة الوطنية التي اعتمدها رئيس الجمهورية عبر ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، من خلال زرع المحبة والألفة بين أفراد المجتمع، ورفض التصنيف والإقصاء بوصفه منهجًا دخيلًا على المجتمع الجزائري، ومن هنا أدعو أبنائي وأبناء الشعب الجزائري الابي أن يفكر فيما هو أهل للتفكير سلامة وأمن الوطن الذي لا يعوض بوطن.
الأستاذ حسن عون/ خبير قانوني
الحل بالحوار والمشاركة القوية في الاستحقاقات لا بالتجمهر وترك فرصة لأعداء الجزائر
إن من ينادي بالتجمهر ويدعون أنه سيكون سلميا هم أناس لا يفقهون نعمة الأمن والأمان، ولا يعلمون شيء عن الايادي الخارجية التي أسقطت تونس ومصر وقسمت السودان ودمرت ليبيا وسوريا ونتائجها كارثية، في كل المستويات وعلى جميع الأصعدة، يجب عليهم تعلم درس الربيع العربي وفهمه جيدا، وأدراك أن الايادي الخارجية ومن يسعى جاهدا الى زرع الفتنة وخلق البلبلة هم أعداء هذا الوطن، وإن اختلفنا مع من يحكم الان إلا ان حماية الوطن لا تكون بالمظاهرات التي ينادي بها أعداء الجزائر، بل تكون بالمشاركة بقوة في الانتخابات والسعي جاهدين، الى أن تكون الانتخابات نزيهة وتكريس روح الحوار لان حماية الوطن لابد أن يتشاركها الجميع.
الدكتور نور الدين جوادي /جامعي وباحث اقتصادي
السلم والمصالحة أضخم إنجاز للحكومة الجزائرية بعد الاستقلال
أكد الدكتور نورالدين جوادي أن الاستقرار الأمني الذي تحقق في الجزائر بفعل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية يعتبر أضخم الانجازات الاقتصادية التي حققتها الجزائر بعد الاستقلال، ويعد مشروع القرن الحادي والعشرين للحكومة الجزائرية، وهو الأرضية الحقيقية والبنية التحتية الصلبة لاستمرارية مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحضارية للأجيال القادمة.
وبالأرقام، وضح جوادي أنه بنهاية العام 2005، وبمجرد المصادقة على الميثاق، قفز الناتج المحلي الإجمالي للجزائر لحدود 103 مليار دولار مقارنة بأقل من 85 مليار دولار العام 2004؛ كما انخفضت البطالة إلى 12% العام 2006 من 29% العام 2000؛ وارتفع مؤشر التنمية الإنسانية بمقدار 0.11 نقطة من 0.64 العام 2000 إلى 0.75 العام 2017؛ وهو تقريبا نفس المقدار الذي ارتفع به المؤشر في غالبية الدول الكبرى (أمريكا من 0.89 العام 2000 إلى 0.92 العام 2017، ألمانيا من 0.87 إلى 0.94، اليابان من 085 إلى 0.91).
وفي الأخير نوه جوادي أنه لا يمكن الحديث عن التنمية مع غياب الاستقرار الأمني، وأن السلم والأمن مكسب تاريخي وجب الحفاظ عليه لأنه رهان الأجيال القامة للتنمية الشاملة.