صفوة الكلام
عماره بن عبد الله
أمريكا شرطي العالم العنيد قائد الصولات والجولات الكبيرة والمؤثرة والمدمرة في جميع أرجاء الأرض، كان ولايزال يكيل بمكيالين بما يناسب مصالحه اقتصاديا وعسكريا وسياسيا ويمارس عربدته كما يحلو له وأينما يحلو له، ولان احتياطي النفط الموجود في فنزويلا بكميات هائلة جدا، ولان مادورو لا يتماشى مع سياسته عفوا حماقته الترامبية الرعناء، فكان لها السيطرة عليه بطريقة البلطجة، والتدخل في شؤونها الداخلية وإسقاط الرئيس المنتخب من قبل الشعب بطريقة ديمقراطية يشهد لها العالم.
كما هو معروف فقد حاولت أمريكا التدخل في شؤون فنزويلا في زمن الراحل شافيز، ولكن دون جدوى ولم تحقق أي هدف، لان شعب فنزويلا يسير خلف شافيز الرجل الوطني وصاحب مبدأ وضد التدخل الأمريكي في شؤونه الداخلية، فكان ضد الدعم الأمريكي لإسرائيل التي تعتبر العدو الأول للعرب، حتى استلم من بعده مادورو نتيجة انتخابات حرة ونزيهة جرت في فنزويلا، ولان هذا الفوز لا يتماشى مع سياسة الإدارة الأمريكية وخصوصا ترامب، الذي قال منذ يومين أن خيار إستخدام القوة ضد فنزويلا لايزال مطروحا، في الوقت الذي دعا فيه جون بولتون قادة الجيش في فنزويلا إلى الانشقاق عن مادورو والانضمام إلى غوايدو، في حين أعلنت بريطانيا وفرنسا وإسبانيا إعترافها بزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد، هذا الأخير وحسب بعض التقارير الاعلامية الدقيقة، فقد وضع خططا لفتح قطاع النفط الهائل في فنزويلا، الى الاستثمار الخاص و خصخصة الاصول التي تحتفظ بها مؤسسات الدولة.
فعلا عميل أخر أعدته السي أي أيه ليكون أداة الهيمنة الغربية في أمريكا اللاتينية، بإسقاط كوبا وبوليفيا ونيكارغوا بعد فنزويلا، على غرار كارازي أفغانستان وجلبي العراق، عفوا نسيت فهاهي الجارة كولومبيا تحرك رتلا من المدرعات إلى حدود فنزويلا، وصلت إلى الجسر الذي يحمل اسم سيمون بوليفار على الحدود الكولومبية الفنزويلية، والكيان الصهيوني أرسل فريقا يضم عشرات الجنود في رحلة خاصة إلى البرازيل، بحجة الانضمام إلى طواقم الإنقاذ المحلية التي تقوم بعمليات بحث عن المفقودين في أعقاب انهيار سد في البلاد، فعلا فهم يثيرون الفوضى والحروب ثم يتكلمون عن الإرهاب… !
مشهد يذكرنا بما حدث في ليبيا والتهديد بتدخل الناتو، وإعتراف الدول الغربية بمصطفى عبد الجليل ممثلا شرعيا وحيدا، إلى تحرك المقاتلين والأسلحة الفرنسية القطرية من قاعدة أرمادا التونسية للداخل الليبي، وأخرى بريطانية أمريكية قطرية خاصة تسربت لقيادة العمليات العسكرية في بنغازي ومصراته، انتظر مازال المفيد (…) بالمقابل تعهد الانتقالي الليبي بنسبة 35% من النفط الليبي لفرنسا، والاعتراف بالكيان الصهيوني وتكريم راسموسن وكاميرون وساركوزي، وتبقى ألسنة الوطنيين تصرخ (فتسقط أمريكا واللعنة على الصهاينة والخزي والعار لقادة الغرب وأذيالهم في أمريكا اللاتينية والمجد لأحفاد جيفارا وشافيز وكاسترو) يفرج الله … !