التحدي الأحمدي
قناة الجديد والتحدي السوفي الأزلي
بقلم الاعلامي حسن شريط
أثار بعث قناة تلفزيونية ” ALJADID TV” و تحديدا من وادي سوف في كثيرا من الغبطة و الفخر لحظة تجرد كامل من الأنا الدنيا التي تقيم فينا وفي الضمير الجمعي المتفرد في خاصيتنا كسوافة.
منطلق الغبطة و الفرح عاد بي الى بدايات تكون هذا المجتمع الأمة قبل ما يفوق الثلاثة قرون في تحدّ صارخ و مدهش معاكسا للطبيعة عندما قرر الأجداد القادمون من أفاق متعددة المكوث و الإقامة بقلب العرق الشرقي الكبير، و المعروف لدى أهل الإختصاص في الطبيعة أن الخياة مستحيلة بمثل هذه الأمكنة ،غير أن السوافة راهنوا على البقاء و إحتالوا على الطبيعة و روضوها وفق رغبتهم و أبدعوا أيما إبداع في حفر الأهواد و الغيطان للإقتراب أكثر الى منبع الخياة و هو الماء، تحدي تضاعف بمرور الزمن و تنوع الإبداع و لم يتوقف و مسّ كافة مساحات الابتكار الممكنة حتى تحولت الوادي الى مضرب للأمثلة لا مثل واحد ، وأصبحت الوادي قطب للتجارة، الصناعة و الفلاحة خلال العقدين المنقضيين، دون الحديث عن الشق الثقافي بتنوع ضروبه و مشاربه، فن و مسرح و شعر و كتابة و الى غير ذلك مما حبا الله به محتمع سوف من الحمراية شمالا الى البرمة جنوبا و من الطالب العربي شرقا الى الطيبات غربا.
و لم تكن فكرة رفع تحدي بعث قناة تلفزيونية من هنا وليدة العدم، فقد سبق ذلك فسحة شاسعة بعوالم الإعلام و الصحافة متمثلة في تحديات المنع و الإجهاض و التخويف للعديد ممن كرسوا حياتهم من أجل إبلاغ رسالة سوف و واقع سوف زمن كانت فيه الكلمة تفتح مجال التحقيقات البوليسية بسبب حالة انتقاص أو حرمان لها من حقها في التنمية و الإرتقاء بالمجتمع، هؤلاء على غرار الشهيد المراسل محمد سروطي”العبسي” و أبوبكر شنة و عبد السلام عشيري و الجيلاني سلطاني، باديس قدادرة و خليفة ڨعيد و المرحوم فوزي حوامدي و غيرهم ممن إختاروا القلم لإثارة حاجيات سوف و ما تكتنزه من ثروات هي نتاج لفكر لا ينكره إلا جاحد، وهذا الى غاية ولادة إذاعة الوادي كصوت رسمي عمومي للمنطقة و وصولا الى سابقة بعث أول جريدة اسبوعية” الجديد” التي تحولت سنة 2012 الى أول يومية إخبارية شاملة كان شرف بعثها الى الوجود أحمد رزاڨ لبزة الذي سيخلده التاريخ ، إسم لرجل إختار السير في صمت وتحقيق طموحه و حلمه بعيدا عن اللغو ليكون رقما مهما و خالدا في المخيال المحلي السوفي، و مرجعية للإرادة و تحويل الحلم بلا ضوضاء الى واقع ملموس، كي بكون مرجعية لغيره لاحقا، ومن هنا لابد أن نعرج الى مجلة المنار العربي للزميل العربي بريك و السيدة حرمه وردة بية التي لاحقا الى يومية ” التحرير” كلبنة أخرى تظاف الى خيرات وإبداعات سوف.
ان الحلم و الأمنية التي أعادت تجديد الروح و الفرح فينا هو إعلان ميلاد قناة” تلفزيون الجديد” و الفضل يعود الى السيد الجميل الكريم المتسم بالسخاء و حب العمل لا الكلام بل المضي قدما و في هدوء الشخص أحمد رزاڨ لبزة الذي كرس مزيدا من الوقت والجهد وفتح مجال الحلم المبدع و الارادة اللامتناهية لدعم وبعث وادي سوف بعوالم الفضائيات من خلال هذه النافذة التي ستطل على العالم بكل ألوان الطيف السوفي ،نافذة ستكون شاهدة على رجل يعشق العمل بعيدا عن الأضواء حتى تكون طبخته لذيذة و الحديث عن طعمها و مذاقها خالدا بالضمير الجمعي السوفي اليوم و غدا و مستقبلا، فالتاريخ لن يذكر متردد او يخلد ثرثار بقدر ما يجلّ الفعل و التجسيد و الملموس.
ما هو أكيد أن رحلة الألف ميل إنطلقت و ما على صديقي و زميلي أحمد رزاڨ لبزة والذي عملت تحت إمرته قبل سنوات قليلة مضت ، أن يعلم وهو يعي ذلك أن المشوار على قدر التشويق الذي فيه ستعقبة وتتخلله عقبات وليدة سنن الحياة و مصاعبها ،إلا أن تميزكم بالصبر ومواجهة المصاعب عنوانا بارزا لنجحاتكم و إستمرار هذا الصرح ، و هو وسام شرف وفخر على صدر كل سوفي و سوفية و كل متيم بسوف في مداشرها وقراها و مدنها الهادئة الجميلة جمال قلبكم و بهاء كل من سيكون له شرف المشاركة والدعم لاسيما المالي لإستمرارها في نقل أروع وأمجد صور وادي سوف الطبيعة والإنسان و ما أبدع.
حسن شريط