ضبطت الهيئة المنظمة للملتقى الدولي الثالث لمعهد العلوم الإسلامية بجامعة الشهيد حمه لخضر بولاية الوادي آخر ترتيباتها، لانطلاق فعاليات هذا الحدث الأكاديمي الكبير شكلا ومضمونا خاصة وأنه يناقش محور جد دقيق وحساس دقة وحساسية تفاصيله وأبعاده ومزاعم بل وحماقة من يروجون له، ألا وهو موضوع ونظرية الفكر الحداثي، وما يترتب عليه من تحديات وانحرافات خطيرة أصابت الامة الإسلامية بدعوى التحرر والتنوير وتجديد الفكر.
الملتقى الدولي الثالث حول القراءات الحداثية للعلوم الإسلامية (رؤية نقدية)،يفتح هذا الصباح بقاعة المحاضرات الكبرى أبو القاسم سعد الله، بذات الجامعة المذكورة سابقا،يأتي في إطار عمل تنسيقي بين إدارة المعهد ومخبر إسهامات علماء الجزائر في إثراء العلوم الاسلامية،وبحضور وتأطير نخبة من الأساتذة والباحثين من داخل وخارج الوطن.
وفي تصريح خص به الجديد اليومي نوه البروفيسور إبراهيم رحماني رئيس الملتقى ومدير معهد العلوم الإسلامية بجامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي، على أن المرجعية الإسلامية ينبغي أن تظل بمنأى عن الجهودالمستنسخة العابثة التي تتذرع بحرية التعبيرو البحث بل والحماقة أحيانا للترويج لدعاوى مشبوهة تستهدف تعطيل النصوص وإجهاض حمولتها المعرفية وماتتضمنه من معالم الهداية، تحت مسميات(يضيف أستاذ أصول الفقه والفقه المقارن( عائمة كتاريخية النص أونسبية الأحكام، ونحو هذا من مداخل العدو ان على أحكام الشريعة ،خاصة عندما يتعاطى هذه الأمور من تنقصهم الكفاءة العلمية المتخصصة، ويفتقرون إلى الحكمة فيحسن توظيف المادة العلمية.
وأضف رحماني رئيس الملتقى الدولي الثالث حول القراءات الحداثية للعلوم الإسلامية، والذي يعتبر فرصة أكاديمية للرد على مزاعم الحداثيين وتطاولهم على السنة والشريعة والتشريع بصفة عامة،أنه “لايخفى على المتابع للمشهد العلمي والثقافي اليوم ضخامة التحديات التي تواجه أمتنا في دينها وقيمها وحضارتها، والتي تسعى جاهدة لأن تضرب كيانها في العمق، من خلال التشكيك في مختلف المقومات التي جعلت من هذه الأمة تستعصي عن الإذلال ،وتنتفض في وجه المخططات الاستعمارية المختلفة ،بجهادها ومقاوماتها في مختلف الميادين وعلى مختلف الأصعدة “، وبالتالي يقول رحماني “إننا لانفت أنؤكد بم انعتقده أن العلوم الإسلامية ذات مرجعية واحدة وموحِّدة هي الكتاب والسنة،وهي الوحي الإلهي الخالد المجرد عن حدود الزمان والمكان والإنسان ،وهذه المرجعية هي المؤهلة للإنتاج المعرفي والسلوكي، والموجّهة لمقتضيات التدين الفردي والجماعي في كل الأزمنة والأمكنة”.
وبالتالي يشدد رحماني وبعد ما أثرته تلك المنابر الثقافية والإعلامية من جدل واسع حول القراءات الحداثية لنصوص الوحي و ماتولّد عنها من معارف،على ضرورة التعاطي بجدية مع مسألة القراءات الحداثية في أبحاث العلوم الإسلامية، وجدير على حد قول رحماني بأن يوضع على بساط البحث مثل هذا الموضوع الدقيق والحساس،لتبين مكامن الخطر فيه ولا مانع مع هذا من الاستفادة من مختلف التجارب التي تعزز قواعد الشرع وتخدم الإنسانية ببث معاني الخير والرحمة والتعاون على البرو التقوى، على أمل أن يوفق المتدخلون في هذا الملتقى إلى ما نصبو إليه.
عماره بن عبد الله