خلال ملتقى وطني لجمعية العلماء المسلمين بسطيف
أجمع المشاركون في فعاليات الملتقى الوطني الثامن المنظم من طرف جمعية العلماء المسلمين بمدينة عين ولمان بسطيف من 15 إلى 17 نوفمبر الجاري على ضرورة تفعيل المنهج المقاصدي في مختلف قضايا الإصلاح على المستوى الفكري، الخطابي ، الفعل الثقافي والعمل الاجتماعي الخيري وهذا للرقي بالأمة وإرشادها نحو المنهج الصحيح.
احتضن المركز الثقافي الإسلامي الجديد لمدينة عين ولمان أشغال الملتقى الوطني الثامن الذي عالج موضوع المنهج المقاصدي حظر فيه كوكبة من علماء المقاصد بالوطن، وحسب رئيس شعبة عين ولمان لجمعية العلماء المسلمين الدكتور عبد الفتاح داودي أستاذ الاقتصاد الدولي بجامعة غليزان، فقد تم خلال هذا الملتقى الحرص على أن يكون لقاء جامعا مع أهل الاختصاص من فقهاء الشريعة وعلماء المقاصد المتميزين وعلى رأسهم شيخ المقاصد الذي ورث علم الإمام الشاطبي وعلم الإمام ابن عاشور بتونس وقرين إمام المقاصد بالمغرب الديسوني الشيخ الأخضر الأخضري أستاذ بالمعهد الحضاري الإسلامي بوهران أين قدم قراءة في المعالم والضوابط والغايات من المنهج المقاصدي، وإلى جانبه كذلك الأستاذ الدكتور عمار جيدل من جامعة الجزائر والذي أجاب عن سؤوال الإصلاح بين التقصيد والتجريد، كما ناقش الأستاذ عبد السلام خليل آليات الفكر المقاصدي وأثرها في تقصيد الإصلاح، ومن الجانب التطبيقي حرص الأستاذ عزوز الواسع من جامعة البويرة وإمام معتمد بدائرة عين ولمان تسليط الضوء على نظرية الخطاب الإصلاحي عند الإمام الشاطبي، وأضاف بعده الأستاذ الدكتور بدر الدين زواقة من جامعة باتنة تحليلا حول المنهج المقاصدي وتحديات الإبداع الثقافي، ليختتم الملتقى بمحاضرة الأستاذ الدكتور سعيد بويزري من جامعة تيزي وزو تحت عنوان ملامح التقصيد في الحركة النبوية، كما تم على هامش الملتقى تنظيم ندوة علمية بمسجد النصر بمدينة عين ولمان من إلقاء كل من الأستاذ التهامي مجوري الأمين العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين والرئيس الشرفي لجمعية العلماء بغليزان الأستاذ حيرش بن عودة تظمنة واقع العمل الإصلاحي في الجزائر، كما تم بالمناسبة إلقاء دروس الجمعة من طرف الأساتذة في مختلف مساجد مدينة عين ولمان، لتتحول بذلك هذه المدينة إلى محج علمي حقيقي يتجدد كل عام.
وعن الفكرة الأساسية من هذا الملتقى كشف رئيس اللجنة العلمية له الأستاذ الواسع عزوز بأن فكرته انطلقت من أساس المدرسة المقاصدية عميقة الجذور في منطقة عين ولمان، إذ تبلورت في انشاء دائرة إحياء الفكر المقاصدي بالتنسيق بين قطاع الشؤون الدينية والأوقاف وشعبية جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بعين ولمان، هذا التعاون أثمر بسلسلة من الأعمال العلمية والثقافية في إطار المنهج المقاصدي على مستوى عين ولمان وضواحيها ومنه توجت هذه السلسلة بفكرة تضمنها هذا الملتقى في دراسة المنهج المقاصدي وذلك تقديرا بأن هذه الجهود الإصلاحية المختلفة يجب أن تؤطر بهذا المنهج العلمي الأصيل في ديننا وفي ثقافتنا وفي موروثنا من أجل الارتقاء بهذه الجهود إلى مستوى جني ثمارها على مستوى واقعنا ومحيطنا الجزائري.
أمين حداد