شرع وزير المجاهدين الطيب زيتوني يوم أمس في زيارة لولاية الوادي، تدوم يومين، للمشاركة في إحياء الذكرى 64 لمعركة حاسي خليفة شمال الوادي، التي جرت وقائعها في 17 نوفمبـر 1954 بقيادة الشهيد القائد محمد لخضر عمارة المعروف بحمـة لخضـر. وكذلك الوقوف على محطات أخرى بالولاية.
وكان في استقبال الوزير بمطار قمار، أمسية الجمعة، والي الولاية عبد القادر بن سعيد رفقة رئيس المجلس الشعبي الولائي محمد طليبة، والسلطات الأمنية والعسكرية، والأسرة الثورية، وممثلين عن المجتمع المدنـي.
وتوجه الوزير والوفد المرافق له صباح أمس لبلدية حاسي خليفة الواقعة على بعد 30 كلم شمال مدينة الوادي، للمشاركة في احياء الذكرى 64 لمعركة هود كريم التي تعتبر هذه فاتحة للعمل المسلح ضد الاستعمار الفرنسي بداية الكفاح والنضال في الصحراء الجزائرية .
وتعتبر معركة هود كريم بحاسي خليفة واحدة من المعارك البطوليـة الخالدة فـي تاريخ الثورة الجزائرية، حيث كانت شرارتها عملية في إطار تعبئة وتجنيد الشباب وجمع الأسلحة لتموين الثورة، بانطلاق فوج من المقـرن يتكون مـن المجاهدين العايـب بشيـر، صوادقيـة صالـح شعباني بلقاسم، تحت قيـادة الشهيد حمـة لخضـر، باتجاه قريـة السويهلة التابعة لبلدية سيدي عون، حيث كانت عيون الاستعمار وأعوانه تترصد تحركاتهم، وعند وصلوهم شرعوا في جمـع قطـع السـلاح مــن المواطنين حتى وجدوا أنفسهم محاصرين من طـرف قوات العــدو . أين قـاوم المجاهدون هذا الطوق المضـروب عليهـم إلى أن انسحبت القوات . وبجنوح الظلام استطاع المجاهدون الابطال التسلل والخروج من هــذه القريـة متجهين نحو صحن الرتم على بعد 15 كلـم مـن القريـة الأولى، حيـث كانت فرقة أخرى من المجاهدين متواجدة هناك . و بعد الذي حدث لاحظوا أنه من الضروري تغيير خطة التمركز والإنتشار ، وذلك بالتوجـه نحـو حاسي خليفة . وضمت هذه الفرقة إحدى عشر مجاهدا بقيادة حمه لخضر وهم لمقدم مبروك، داسي العربي، عبد الباري عمار ، بلالة بشير، در دوري خزاني، ريغي عبد الرزاقن، فرجاني العربي، شعباني بلقاسم، صوادقية صالح و العايـب بشيـر .
وانطلقت المعركة بين الطرفين على الساعــة العاشـرة صباحا من يوم 17نوفمبـر1954 حيث أصيب العدو بالذعر الشديد وتفرقت قواته متقهقرة إلى الوراء، بسبب بسالة المجاهدين، مما مكنهم من استغلال الوضع والاحتماء بالكثبان الأكثر ارتفاعا لمراقبة ميدان المعركـة . ومع تقدم ساعات النهار، أخذت النجدات تصل تباعا لقوات العـدو للقضاء على تشكيلة المجاهدين . واستؤنف القتـال بكـل ضراوة بين قوات مدججة بالأسلحة والعتاد ، وبين تشكيلة استخدمت كل مـا تملـك مـن قـوة إيمانيـة وقـدرات وخبـرات قتاليـة فـي الميـدان . و مع حلول الليل خفت حدة القتال مما مكـن المجاهديــن من الانسحاب إلى منطقة العريش ثم بئر الزحيف الذي يبعد 70 كلم عن ساحة المعركة ليأخذوا قسطا من الراحة في المكان المعـروف بسـوق الـزرق لمواصلـة معركـة التحريـر فـي زمـان ومكـان آخريـن .
أما عن الخسائر المسجلـة في ميدان هـذه المعركة فلم تسجل أي خسائر فـي الأرواح في صفوف المجاهدين، ما عدا إصابـة المجاهد شعباني بلقاسم بجـروح بليغـة وأسـر مـن طـرف القــوات الفرنسيــة، أمـا عـن قـوات العـدو فقـد فقـدت قواته مـا يزيد عن 62 قتيـلا وكثيـر مـن الجرحــى.
كما كان للوزير زيتوني محطات أخرى بالولاية، حيث أشرف على افتتاح أشغال الملتقى الوطني حول مساهمة منطقة الوادي في الثورية التحريرية، في الفترة الممتدة من 1954 الى 1962. كما تم تسمية المركز الجهوي مكافحة السرطان باسم الشهيد ” بشير رزقي ” بمدينة الوادي، وكذلك تسمية الوحدة الثانوية للحماية المدنية باسم المجاهد قمودي لخضر بنفس المدينة، ثم التوجه لمقر اذاعة الجزائر من الوادي لإجراء حوار أثيري، والتوقيع بصفة رسمية على اتفاقية تعاون وتنسيق في المجال التاريخي بين قطاعي المجاهدين والاذاعة.
كما سيكون لوزير المجاهدين اليوم الأحد صباحا محطات أخرى سيستهلها بالإشراف على افتتاح الملتقى الدولي حول السياحة الروحية في الجزائر، تجربة وآفاق، بجامعة الشهيد حمه لخضر نيابة عن وزير الشؤون الدينية والاوقاف، ثم زيارة ومعاينة لمقر الزاوية التجانية ببلدية قمار.
اكرم سعدي